كشفت دراسة حديثة صادرة عن أكاديمية السادات والعلوم الإدارية بعنوان العدالة الاجتماعية وتقليل مساحة الفقر علي أن الفقر يتركز في محافظات الصعيد في نحو 762 قرية من أفقر 1000 قرية في محافظات المنيا وسوهاج وأسيوط, كما كشفت الدراسة أن 59 قرية من أفقر 100 قرية توجد في محافظة سوهاج فقط ويبلغ معدل الفقر 52%, وأن محافظة أسيوط تبلغ نسبة الفقر بها نحو 60% بما يعادل 200 قرية فقيرة.
وحول برنامج الاستهداف الجغرافي للفقر في الريف والاهتمام بالقري الأكثر فقرا, والإسراع بمعدلات التنمية في تلك المناطق.. أجرت وطني هذا التحقيق.
في البداية قال المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية إن هناك 4 محافظات بالوجه القبلي تستحوذ علي 89% من عدد القري الأكثر فقرا, التي يشملها برنامج الاستهداف الجغرافي للفقر في الريف.
أشار الوزير إلي أن هذه القري تتركز في محافظات المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا, ويتم حاليا العمل في 151 قرية بشكل مكثف في مجالات الإسكان ومياه الشرب والصرف الصحي, والرعاية الصحية, والتعليم, وجاء ذلك في أهداف البرنامج الذي يهدف إلي الإسراع بمعدلات التنمية في المناطق التي تتركز فيها نسب الفقر, ويقابله برنامج تديره وزارة التنمية المحلية, يركز علي آليات التعامل مع فقر الحضر, والذي يركز علي المناطق العشوائية.
وأوضح المغربي أنه تم تحديد القري الأكثر فقرا من خلال قائمة تم إعدادها مسبقا, تشمل 1141 قرية بإجمالي عدد سكان يصل إلي 12 مليون نسمة, موزعة علي 6 محافظات بالوجه القبلي تضم 1030 قرية, بالإضافة إلي 11 قرية في محافظتي حلوان, 6 أكتوبر, 93 قرية في محافظتي البحيرة والشرقية.
مخطط الحيز العمراني الجديد
في السياق ذاته قال اللواء محمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية إن الوزارة بالتنسيق مع وزارة الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية انتهت من إعداد المخططات الاستراتيجية العامة لعدد 4214 قرية مصرية بالمحافظات, وتم إرسال المخططات الجديدة للمحافظات لاعتمادها من المجالس الشعبية.
أشار المحجوب إلي أنه تم الانتهاء بالفعل من اعتماد الحيز العمراني الجديد لـ3468 قرية يجمع المحافظات, كما أكد الوزير علي تنفيذ مشروعات بقيمة 100 مليون جنيه في قري المرحلة الأولي الأكثر فقرا في عدد 6 محافظات.
أضاف وزير التنمية المحلية أن المشروعات تشمل 1974 آلة ومعدة وسيارات لجمع المخلفات والقمامة, وفناطيس مياه ومشروعات المياه والصرف الصحي, وتغطية المجاري المائية, مشيرا إلي أنه تم تنفيذ هذه المشروعات أسوة بما تم في تجربة قريتي ننا ببني سويف, والعصايد بالشرقية, وأن الوزارة قامت من خلال صندوق التنمية المحلية بإتاحة 15.9 مليون جنيه قروض خلال عام لتمويل 4060 مشروعا صغيرا في قري المرحلة الأولي للمشروع, والبالغ عددها 165 قرية والتي تشمل 151 قرية.
أشار المحجوب إلي أن تلك المشروعات تعمل في مجالات الصناعات الحرفية والبيئية والميكنة الزراعية والإنتاج الحيواني والداجني ومنافذ البيع, مشيرا إلي أن الصندوق يركز في سياسته الإقراضية علي ما تم تحقيقه من أهداف تسعي إليها عمليات وبرامج التنمية الريفية, ومدي ما يتحقق من آثار تنموية علي محاور التنمية البشرية والاجتماعية, كما يساهم برنامج التنمية الذي تنفذه وزارة التنمية المحلية بالتنسيق مع الصندوق الاجتماعي للتنمية في توفير 2.2 مليون جنيه كقروض للأسر الفقيرة خلال شهر, بما يساهم في توفير فرص عمل للأسر التي بها شباب لا يعمل, أو التي لديها مشروعات تحتاج إلي تمويل لزيادة إنتاجها.
خريطة الفقر!
اتفق كل من المهندس محمد دمرداش مساعد أول وزير الإسكان والمرافق والتنمية واللواء محمود مغاوري رئيس جهاز التعمير بالوزارة ذاتها في أن فكرة المشروع نشأت من خريطة الفقر التي أصدرتها وزارة التنمية الاقتصادية في منتصف عام 2007 بالتعاون مع البنك الدولي استنادا إلي فلسفة الاستهداف الجغرافي للفقر, وذلك بإحداث نقلة نوعية في مستوي معيشة المواطن, من خلال تدخل الدولة للارتقاء بالخدمات العامة في القري المستهدفة, وأشار إلي أنه تم تنفيذ المشروع من خلال تنفيذ مشروع تجريبي بالوحدتين المحليتين بمحافظة بني سويف بقرية ننا, وتعداد سكانها 35 ألف نسمة, والعصايد بمحافظة الشرقية وتعداد سكانها 45 ألف نسمة, وتم عمل لقاءات جماهيرية مع المزارعين من خلال 12 زيارة ميدانية بجميع المحافظات.
برنامج الاستهداف الجغرافي للفقر!
أما الدكتور إبراهيم ريحان رئيس جهاز بناء وتنمية القري قال إنه في البداية لابد أن نفرق بين القري والمراكز, القري التابعة والنجوع والكفور, لأن هناك خلطا في هذا الأمر, ففي مصر يوجد 29 محافظة وكل محافظة لها تركيب إداري خاص, فالمدن والأحياء والمراكز مقسمة إلي وحدات محلية قروية, وكل وحدة تتبع قرية أم, والقرية بها عزب وكفور ونجوع, كما يوجد في مصر عدد 184 مركزا, 218 مدينة, 78 وحدة محلية, 1210 قرية تابعة, 26757 كفرا ونجعا وعزبة.
أضاف د. ريحان أنه يتم تحديد الألف قرية بناء علي مجموعة من المعايير وتحديدا لمستوي التنموي لكل قرية من القري, كما تم ترتيبها وفقا لدرجة مستوي التنمية لكل قرية, كحالة التعليم والصحة والدخل ومستوي الأسرة والمسكن, وكل ما يتعلق بالحالة الاقتصادية والصحية والاجتماعية, يوجد 27 معيارا عبارة عن متوسط حالة التنمية في القرية والوضع التنموي, ومن هنا تم وضع برنامج الاستهداف الجغرافي للفقر لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبنية الأساسية لأقفر ألف قرية.
مبادرة الألف قرية
ومن جانبه قال النائب محمود عبدالرحيم أبوسيدرة عضو مجلس الشوري بمحافظة سوهاج إن مبادرة الألف قرية جاءت تنفيذا للبرنامج الانتخابي للرئيس مبارك بتطوير الـ1000 قرية الأكثر احتياجا علي مستوي محافظات الجمهورية, وجاري تطوير البنية الأساسية لتلك القري وإنشاء محطات للصرف الصحي وإمداد شبكات للمحطة الرئيسية, وجاري إنشاء مدرسة ثانوية, وتطوير الوحدة المحلية التي أنشئت في أوائل الستينيات, وإنشاء وحدات للإطفاء, وإنشاء وحدات بيطرية, وتوفير وحدات سكنية, للهدف بالارتقاء المادي اللازم للأسر الأولي بالرعاية داخل القري المستهدفة وتوفير جميع الخدمات.
علي صعيد آخر قال الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع متساءلا لماذا يوجد فقر, وهل هو فقر أم إفقار؟!
وأوضح أن البعض يأخذ أكثر من نصيبه من إجمالي الدخل القومي العام, مشيرا إلي كيفية التخلص من فقر القرية عن طريق تحسين خدمات مياه الشرب والصرف الصحي والارتقاء بالمستوي السكني والخدمات الصحية وجودة التعليم وتحسين الوضع البيئي, وتدعيم شبكات الطرق لربط القري بعضها البعض, وتحسين دخل تلك القري.
أكد د. رفعت أن هذه القري ستظل فقيرة طالما لم يزد دخل الأسرة, فالمشكلة تحل عن طريق إعادة توزيع الدخل القومي مرة أخري, ويتم ذلك عن طريق فرض الضرائب التصاعدية, بمعني كلما ارتفع الدخل ارتفعت نسبة الضرائب, وتتصاعد إلي شريحة أعلي, أما الضرائب فتفرض بنسبة 20%, فمن يكسب 40 ألف جنيه يدفع 20%, ومن يكسب 40 مليونا يدفع النسبة ذاتها, ولكن في دول العالم الضرائب تفرض وتزيد بزيادة الدخل, والشرائح تزيد مع زيادة الدخل أو المكسب.