نظمت جمعية النهضة العلمية والثقافيةجيزويت القاهرةندوة بعنوان الفجالة وقلب القاهرة الآن ضمن فعاليات البرنامج الثقافي السابعالفجالة منورة بأهلها تحدث بالندوة الدكتور عاصم الدسوقي مؤرخ مصري,عضو في الجمعية المصرية للدراسات التاريخية,أ/سامي حرك وكيل مؤسسي حزب مصر الأم,د/سمير غريب رئيس جهاز التنسيق الحضاري,د/سهير حواس أستاذة العمارة ورئيس إدارة الدراسات والأبحاث بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري ود/هالة مكاوي مدير المكتب الفني بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري.
بدأت الندوة بتعريف سامي حرك لكلمة الفجالة في اللغة العربية,وأصل التسمية التي ترجع لحقولالفجل التي بني الحي مكانها,وبدأت تشتهر ببيع الكتب العامة والأدبية منذ عصر المماليك كاتجاه مواز لمنطقة الأزهر المشتهرة بالكتب الدينية حيث ترسخ إنتاج الكتب بالفجالة مع مجيء الحملة الفرنسية لمصر ودخول الطباعة وحكم أسرة محمد علي,إلي أن دخل مع دور النشر وإنتاج الكتب بيع الأدوات الدراسية والأدوات المكتبية ثم تحولت في آخر19 عاما مع سطوة رأس المال لاختفاء أماكن نشر الثقافة والفكربالسيراميك وربما بالتخطيط يكون للسيراميك مكان آخر غير الفجالة,وكان لابد من حماية الفجالة مثل حماية منطقة خان الخليلي والمحافظة علي تراثها.
تحدث د/عاصم الدسوقي حول تطور الحي من الكتب والثقافة إلي السيراميك وذكر أنه تطور طبيعي لتاريخ مصر, وأشار لفكرة بناء مدن جديدة كمقر للحكم مع كل غزو لمصر منذ الفتح العربي وكيف شرع إسماعيل في تخطيط القاهرة الخديوية علي طراز الميادين الأوربية,التي سكن بها الطبقة العليا التي سرعان ما تترك أحياءها عند امتلائها بطبقة الحرفيين,واحتفظ الحي بالثقافة والصحافة والفكر حتي ستينيات القرن الماضي وكانت أشهر مكتبة هيمكتبة مصرالتي نشرت أعمال المبدع نجيب محفوظ إلي أن دخلت محلات الأطعمة بجانب الكتب ثم تحولت إلي السيراميك.
بدأ د/سمير غريب كلامه بصفته إنسانا مثقفا وليس مسئولا وأعلن عن انبهاره بالجمعية ونشاطها,كما دعا بشكل شخصي كلا من د/سهير حواس ود/هالة مكاوي لإظهار دعم جهاز التنسيق الحضاري لجمعية النهضة,ولفت نظره دعم الجمعية لحي الفجالة والناس عن طريق الثقافة موضحا أهمية الثقافة كمفتاح فهم لأي مجتمع لأنها تعمل علي مشاعر وأفكار الناس,وكان محور كلامه حول أهم ظاهرتين تحكمان التدهور العمراني في مصر, وهما: أولا ظاهرة الدولة الرأس فقط فمصر هي دولة ذات رأس كبير جدا بجسد هزيل جدا,ثانيا مصر دولة لا تحفاظ علي تراثها ذاكرا مثل كل فرعون يمحي أثار ما قبله.
وعبر عن حزنه كونه شاهدا علي تدمير تراث مصر ككل وليس حي الفجالة فقط ,وتطرق لفكرة الملكية الشخصية والتي هي مكفولة للجميع لكنه تمني بأن يكون لدي الشعب الوعي بعد التفريط في التراث.
أشارت د.سهير حواس أنه لكي نحافظ علي التراث لابد من وجود شئ مادي وتوثيق لمخطط المنطقة بصورة علمية كتسجيل(نسيج الحي-مكونات الحي من منشآت وأعمال فنية ذات قيمة تراثية-ومعرفة رصيدنا من التراث).
وعرفت التراث حسب تعريف ثروت عكاشة بكتابهالقيم الجمالية للعمارة الإسلامية بأنه كل ما يتركه لنا السلف ويكون ذا قيمة وتكلمت عن شارع محمد علي واهتمامه به فهي تقوم بإعداد كتاب ستنشره قريبا عن شارع محمد علي وتراثه منذ أن نشأ عام1872 في عهد إسماعيل مع مخطط القاهرة الحديثة بطول 2كم دون انحناءات وقد سكنه الفنانون وسمي أيضا بشارع الصحافة لظهور أول جريدة به وهي جريدة المؤيد التي أصدرها الزعيم مصطفي كامل.
تحدثت د/هالة مكاوي عن أهم مشكلة تقابل جهاز التنسيق الحضاري في الحفاظ علي الأماكن التراثية وهي عدم الوعي عند الناس بقيمة التراث,وأشارت في كلامها عن مشروع الجهاز بتسجيل المباني التراثية للمحافظة عليها,وكل مبني يتم تسجيله لا يسمح بالعبث به أو تغير أي شئ به دون موافقة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري,وكانت إحدي المداخلات معها حول فكرة التخطيط العمراني التي يجب أن تكون بالأساس تخطيطا إنسانيا,ومداخلة أخري من أحد الحضور أشار فيها إن السبب في ضياع التراث هو فقدان الشعب آدميته وعدم التمسك بمبدأ واحد,وعقبت أنه لايجب أن نحبط وأن نستمر في العمل من أجل مستقبل أفضل.
وقد اختارت الجمعية برنامج هذا العام لتعبر عن حياة الفجالة التي بدأت منذ أن شرع الخديوي إسماعيل في إنشاءسكة الفجالة في منتصف القرن التاسع عشر,حيث أصبحت الفجالة بوابة الحداثة مع باب الحديد فنمت المسارح ودور النشر والثقافة,وجاءت طرق المواصلات بتفاعلات بشريه غير مسبوقة,لحقها تنوع كانت خلاله الفجالة نموذجا تتمثل به عشرات الأجناس والأعراق والأديان,ونشأت الدولة المركزية,فنما معها مفهوم أنا مصري وبها ومعها قامت التفاعلات الاجتماعية الكبري في بدايات القرن العشرين.
تسعي الجمعية من خلال البرنامج الثقافي للتواصل بين الجمهور المحلي(منطقة الفجالة وما حولها),والمهتمين من المثقفين المبدعين والمبدعات من الشباب,من خلال السينما, المسرح, الموسيقي,المعارض التشكيلية,والندوات التي تناقش فيها كل المناحي الاجتماعية والثقافية والفلسفية والاقتصادية,من أجل خلق جسور جديدة ما بين المثقف والمجتمع وإيجاد حالة حوارية ما بين الجمهور والمثقفين وشباب المثقفين والذي نتمناه أن تخلق جذور ثقة جديدة وانفتاحا في المجتمع ونهضة حقيقية.
كما تقدم الجمعية ورشا علي هامش البرنامج منها ورشةفيديو باب البحر لمدة 5أيام مع سيدات من الفجالة ومنطقة باب البحر تدريب المخرج:كريم حنفي,ورشة فوتوغرافيا الفجالة بعيون أطفالهالمدة 3أسابيع مع أطفال من حي الفجالة من سن8:16 سنة,تدريب إدوارد رويز جوميز,مصور أسباني ,ورشةمسرح الشارع مع فرقة لاتاراسكا من5مارس إلي10 أبريل متاحة لفنانين مستقلين وشباب حي الفجالة.