يكتنف الغموض مصير القمة العربية المقرر لها أن تعقد في شهر مارس المقبل في العاصمة السورية دمشق,بسبب الأزمة السياسية الحالية الموجودة في لبنان في ظل عدم اختيار رئيس لبنائي جديد مما قد يقسم الدول المشاركة في القمة إلي محورين,وذلك فضلا عن علاقة سورية المتوترة بالمجتمع الدولي والولايات المتحدة علي وجه الخصوص وتأثير ذلك علي علاقات دمشق ببعض الدول العربية الأخري.
وقال رئيس الوزراء اللبنائي فؤاد السنيورة إن القمة العربية ستفقد جزءا كبيرا من أهميتها إذا لم يتم التوصل إلي حل للأزمة السياسية في لبنان بحلول موعدها,وانتخاب رئيس جديد للبنان,وأوضح السنيورة أن جهودا تبذل لشغل المنصب ومنع حدوث فراغ دستوري في السلطة,مضيفا أن غياب رئيس لبناني مع وجود احتمال قيام زعماء عرب بمقاطعة القمة تضامنا مع لبنان فستفقد القمة قيمتها.
كان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي قد أجل زيارته التي كانت مقررة أول أمس الجمعة إلي بيروت إلي اليوم وذلك لإجراء مزيد من الاتصالات لحل الأزمة اللبنانية وبحث المشاركة في القمة العربية بعد أن استجدت عراقيل إضافية كما أفاد مصدر من وفد الجامعة العربية لوكالة الأنباء الفرنسية,وقال المصدر إن موسي سيذهب هناك لبضع ساعات ليرعي الاجتماع الثالث للحوار بين ممثلي الموالاة والمعارضة في لبنان مؤكدا أن المبادرة العربية مستمرة رغم هذه الفجوات.
من ناحية أخري شددت الولايات المتحدة من ضغوطها علي النظام السوري بعد أن اتهمته بإثارة أزمة سياسية في لبنان,وممارسة سياسات قمعية تتسبب بزعزعة الاستقرار في المنطقة.وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان لها أنها جمدت أموال رجل الأعمال السوري رامي مخلوف,أحد أقرباء الرئيس السوري بشار الأسد,واتهمت الوزارة مخلوف بالاستفادة بشكل غير لائق من فساد النظام السوري ,معلنة حظر أي عملية بين مخلوف ومواطنين أمريكيين إضافة إلي تجميد أمواله داخل الأراضي الأمريكية.وذكرت الوزارة أن الفساد والمحسوبية في نظام الأسد يعززان نظاما يمارس سياسات قمعية تتسبب بعدم الاستقرار في المنطقة مثل العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية.
ويعزز من فشل قمة دمشق التهديد الأخير الذي كانت ستتعرض له السفارة الكويتية في سورية,حيث ذكرت المصادر السياسية العربية أنه قد تدفع قادة بعض الدول العربية الكبيرة إلي التراجع عن الذهاب إلي القمة ومن بينهم الرئيس مبارك والعاهل السعودي الملك عبدالله وكذلك أغلب دول الخليج التي ربما تشارك ببعثات دبلوماسية أقل في المستوي.
من جانبها رفضت سورية-علي لسان مصدر مسئول رفض الإفصاح عن هويته-أي حملة للابتزاز السياسي والإعلامي التي تشنها العواصم العربية لربط مستوي مشاركتها في القمة العربية بملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني,أو بالتهديد الأخير للسفارة الكويتية في دمشق.