دكتور عماد جاد: علي الأطراف الفلسطينية الاستفادة من الموقف الأمريكي الداعي للسلام
الدكتور جهاد عودة: القمة المصرية – الأمريكية طالبت بالتوافق الإقليمي الذي يحقق سلام حقيقي وليس سلام مصلحي
انتهت منذ أيام زيارة الرئيس مبارك إلي الولايات المتحدة الأمريكية وهي الأولي له منذ خمس سنوات من العلاقات المصرية – الأمريكية المتوترة,واختتم الرئيس مبارك زيارته بعقد القمة المصرية – الأمريكية الثالثة,حيث جاءت الأولي من القاهرة في يونية الماضي,والثانية في روما مع الرئيس باراك أوباما,والتي ركزت علي عدة قضايا سياسية مهمة جاء علي رأسها إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط,وتعزيز العلاقات المصرية – الأمريكية,كما تم مناقشة ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية,كذلك تطور الأوضاع في العراق ولبنان وجنوب السودان.
وشدد الرئيس مبارك علي أن مصر لن تتخلي عن دورها في القضية الفلسطينية,وأنه لا سبيل لإقرار سلام عادل في المنطقة دون أن تتخلي إسرائيل عن الاستيطان.
وهنا يعلق الدكتور عماد جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية قائلا: بلا شك أن عملية تجميد الاستيطان الإسرائيلي هي مطلب الرئيس الأمريكي أيضا وليس الرئيس مبارك فقط,وعلي الأطراف الفلسطينية الاستفادة من الموقف الأمريكي,وإيقاف ما يحدث الآن من صراعات بين حماس وباقي الأطراف الفلسطينية والتي وصلت بالوضع الفلسطيني من سوء إلي أسوأ.
ويري د.جاد أن الولايات المتحدة تحاول أن تفعل شيئا في إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين,وتحتاج إلي مصر للقيام بهذا الدور في المنطقة,وأن تكون لها اليد العليا في الشرق الأوسط في مقابل أن يتم رفع يد الولايات المتحدة عن الشأن الداخلي..
ولا يستبعد د.جاد وجود صفقة في هذا الشأن بأن تفعل الولايات المتحدة ما تريده في الإقليم مقابل عدم الحديث عن الديموقراطية أو الشأن الداخلي في مصر,خاصة بعد الحديث عن الديموقراطية وحقوق الإنسان مع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية.
وكان الرئيس مبارك قد أشار إلي أنه علي الإدارة الأمريكية الجديدة أن تطرح رؤيتها بشأن المفاوضات بين العرب وإسرائيل,مؤكدا علي ما قامت به الولايات المتحدة في عهد الرئيس جيمي كارتر الذي لولاه ما تمت المفاوضات بين الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجين.
وهذا ما فسره الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان الذي أشار إلي طبيعة العلاقات المصرية – الأمريكية الاستراتيجية وتأثير ذلك علي عملية السلام في المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية, وأكد د.عودة علي أن هذه العلاقات من شأنها أن تحدث التوافق في المنطقة وليس تغيير الأنظمة أو نشر الديموقراطية والحرب علي الإرهاب, فهذه أجزاء في عملية السلام وليست هي الأساس كما كانت تنادي إدارة بوش.
وأشار د.عودة إلي إطار عملية السلام الجديد الذي نادت به القمة المصرية – الأمريكية والذي يعمل علي إحداث التوافق الإقليمي بين دول متعددة ومصر أولها,والذي من شأنه أن يحقق سلاما حقيقيا وليس سلاما مصلحيا كما يحدث في الوضع الداخلي الفلسطيني الذي ينهار ويسوء بسبب قيام بعض الفلسطينيين بتنفيذ سياسات واستراتيجيات لدول أخري.
وكان الرئيس مبارك قد أوضح أثناء القمة الموقف المصري الثابت من قضية البرنامج النووي الإيراني مؤكدا علي ضرورة حل هذه القضية بالطرق السلمية,وعدم أحقية أي طرف في اللجوء إلي القوة لحل هذه الأزمة,وفي الوقت ذاته طالب مبارك إيران بأن تكف عن التدخل في شئون العرب الداخلية وبالتالي فرض هيمنتها علي المنطقة,وبرغم ذلك رفض الرئيس مبارك أن تدخل مصر طرفا في المظلة النووية التي تعتزم الولايات المتحدة إقامتها في المنطقة لحماية دول الخليج,وهو ما يعني تواجد قوات وخبراء أجانب علي أرض مصر,كذلك الاعتراف الضمني بوجود قوي نووية إقليمية.
وطالب أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصرية الولايات المتحدة بضرورة التعامل بالمعيار نفسه مع إسرائيل وإيران,بشأن البرامج النووية,مشيرا إلي أن الأوضاع الأمنية الحالية في الشرق الأوسط لا تتحمل وجود أية برامج نووية غير خاضعة لضمانات الوكالة الذرية.
وهنا أشار الدكتور عماد جاد إلي أن التعامل مع الملف النووي الإيراني يحتاج إلي مصر وأمريكا,وأن يتم استخدام الحلول السلمية وليست العسكرية التي تعني دمار المنطقة بأكملها,ولذلك فإن الولايات المتحدة تحتاج إلي مصر في الملف النووي الإيراني لقيامها بدور ضبط النفس وتأييدها للحل الدبلوماسي.
وهنا يتفق الدكتور جهاد عودة مع ما سبق,مشيرا إلي أن الملف النووي الإيراني يحتاج إلي مصر كما هو الحال بالنسبة لقضية السلام الفلسطيني – الإسرائيلي,خاصة فيما يتعلق بالحل السلمي والدبلوماسي.