بعد بدء الجولة الثالثة من محادثات التجارة والتعاون بين الاتحاد الأوربي والعراق أبدي الطرفان تفاؤلا كبيرا بشأن اقترابهما من توقيع اتفاق يشمل عدة قطاعات تشمل الطاقة والبيئة وحقوق الإنسان إضافة إلي العلوم والتكنولوجيا,وقال محمد حمود بيدان كبير مفوضي العراق إنهم أنهوا 90% من المفاوضات ويأمل في التوصل إلي انفاق عالمي مع الجانب الأوربي خلال الجولة المقبلة من المحادثات المقرر إجراؤها في أواخر فبراير أو مطلع مارس المقبلين.
وتطرق المجتمعون إلي قضايا الأمن وأسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب.وفي هذا السياق أشار مسئولون في المفوضية الأوربية إلي أن مناقشة قضايا حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل أصبحت عنصرا أساسيا في أي اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوربي وأية دولة أخري.
يذكر أن هذه الجولة هي الثالثة في مفاوضات اتفاق التجارة والتعاون بين العراق والاتحاد الأوربي منذ انطلاقها في نوفمبر 2006.وأن مثل هذه المفاوضات لا تتم وفقا لجدول زمني وتعقد مرتين سنويا في العادة.وكانت الجولة الأخيرة من المحادثات العراقية-الأوربية قد عقد في يونية الماضي.وقال مسئولون أوربيون إنهم يتوقعون تحقيق تقدم ملموس خلال الجولة الحالية من المفاوضات.
ومن المنتظر أن يكون اتفاق التجارة والتعاون العراقي-الأوربي الأول من نوعه بالنسبة للعراق منذ الإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين.ويمثل هذا الاتفاق خطوة مهمة في طريق انضمام العراق إلي منظمة التجارة العالمية.
وأشار مسئولون بالمفوضية الأوربية إلي أن هذه المحادثات تهدف بشكل أساسي إلي تحسين آليات بناء القدرات لدي العراق واطلاع المسئولين العراقيين علي رؤية الاتحاد الأوربي لقضية توثيق العلاقات التجارية في المستقبل.ورغم أن حجم التبادل التجاري بين العراق والاتحاد الأوربي مازال أقل من حجمه قبل الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 فإن الاتحاد يعد ثاني أكبر شريك تجاري للعراق بعد الولايات المتحدة.ووفقا لأحدث بيانات صادرة عن الاتحاد الأوربي فإن صادرات الاتحاد إلي العراق خلال العام الماضي بلغت 1.235مليار يورو ”1.83مليار دولار” وهو ما يقل كثيرا عن الصادرات خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين.
الجدير بالذكر أن قائمة صادرات الاتحاد الأوربي إلي العراق تضم الآلات والمنتجات الصناعية والكيماويات والأغذية.في المقابل فإن منتجات الطاقة تمثل حوالي 99.8% من صادرات العراق إلي الاتحاد الأوربي,إذ تمثل واردات الاتحاد من منتجات الطاقة العراقية حوالي 1.4% من إجمالي واردات الاتحاد,كما أن الاتحاد الأوربي ساهم بأكثر من 800مليون يورو ”1.19مليار دولار” في تمويل مشروعات إعادة إعمار ما دمرته الحرب في العراق منذ .2003وقد بدأ عدد من الشركات الأوربية العمل في العراق,وبشكل خاص في قطاع الطاقة.