قررت مؤسسة نوبل النرويجية أول أمس الجمعة منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام لعام2009 تقديرا لدوره المتميز وجهوده الاستثنائية في تعزيز الدبلوماسية الدولية والسلام بين الشعوب,وقالت اللجنة المشرفة علي جائزة نوبل إنها علقت أهمية كبيرة علي رؤية أوباما ومساعيه من أجل تحقيق السلام, مضيفة أنه من النادر أن يتمكن شخص بمنصبه من جذب اهتمام الناس وإعطائهم أملا في مستقبل أفضل.
أوضحت اللجنة في بيان أصدرته أنها علقت أهمية خاصة علي رؤية أوباما وعمله من أجل عالم خال من الأسلحة النووية, كما اعترفت بفضل أوباما, في قيام الولايات المتحدة بدور بناء أكثر في مواجهة التحديات المناخية الكبري التي يصطدم بها العالم, وأشارت كذلك إلي جهود الرئيس الأمريكي في إصلاح العلاقات مع العالم الإسلامي, وأضاف البيان أن دبلوماسية أوباما رسخت مبدأ أنه لابد للأشخاص الموجودين في قيادة العالم أن يرتكزوا إلي القيم والمبادئ التي تشاركها فيها غالبية الشعوب.
اتصل روبرت جيبس المتحدث باسم البيت الأبيض قبيل الفجر بالرئيس أوباما وأيقظه من النوم ليبلغه بفوزه بالجائزة الرفيعة…فقال أوباما علي الفور إنني أشعر بالامتنان العميق.
لقي نبأ فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجائزة نوبل ترحيبا دوليا واسعا بين العديد من الزعماء والسياسيين, الذين اعتبروا أن حصول الرئيس الأمريكي علي الجائزة يمثل دافعا له ولبلاده في المضي قدما نحو تحقيق السلام في العديد من البؤر الملتهبة بالعالم .. في الوقت الذي ندد فيه البعض بحصول أوباما علي الجائزة, فيما استغربت بعض الصحف العالمية من سرعة حصوله علي الجائزة رغم أنه تقلد مهام منصبه منذ تسعة أشهر فقط.
ورحب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بفوز نظيره الأمريكي بجائزة نوبل للسلام,وقال ساركوزي في بيان وزعه قصر الإليزيه إن فوز أوباما بجائزة نوبل يعني عودة أمريكا إلي قلوب جميع الشعوب,ووجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التهنئة لأوباما علي فوزه بالجائزة, معبرا عن تمنياته بأن يتم تحقيق السلام في الشرق الأوسط خلال عهده, وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إنه يعتقد أن الجائزة ستعزز قدرة أوباما علي المساهمة في تحقيق سلام إقليمي في الشرق الوسط يجلب الأمن والرخاء والنمو لجميع شعوب المنطقة بينما قال محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية – الذي حصل علي الجائزة عام 2005 -إنه لا يستطيع أن يفكر اليوم في أي شخص يستحق هذا الشرف أكثر من أوباما, ففي أقل من عام في الرئاسة غير الطريقة التي ننظر بها لأنفسنا والعالم الذي نعيش فيه وأنعش الأمل في عالم متصالح مع ذاته,وبدورها اعتبرت منظمة نيلسون مانديلا أن منح الرئيس الأمريكي جائزة نوبل للسلام سيحثه علي مواصلة جهوده من أجل إحلال السلام ومكافحة الفقر في العالم, وقال مدير المنظمة فيرن هاريس في بيان : ##إننا واثقون من أن هذه الجائزة ستسمح لأوباما بتعزيز التزامه, بوصفه زعيم الدولة الأقوي في العالم, لمواصلة جهوده من أجل نشر السلام والقضاء علي الفقر##.
علي الجانب الآخر سخرت حركة طالبان من منح أوباما جائزة نوبل للسلام, وقالت إنه يجب أن يمنح بدلا منحها جائزة نوبل للعنف, فيما قال علي أكبر جوانفكر أحد مستشاري الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن منح الرئيس الأمريكي جائزة نوبل يجب أن يحثه علي إنهاء الظلم في العالم, وبدوره قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس إنه علي ##الرئيس الأمريكي أن يقدم الكثير ليستحق جائزة نوبل للسلام التي فاز بها##.
ومن المنتظر أن يتم تسليم الجائزة لأوباما في العاصمة النرويجية أوسلو يوم 10 ديسمبر المقبل – الذي يصادف ذكري وفاة مؤسس الجائزة السويدي ألفرد نوبل – وهي تتضمن ميدالية وشهادة وشيكا بقيمة 10 ملايين كورونا سويدية (حوالي مليون يورو), ويذكر أن أوباما هو الرئيس الأمريكي الثالث الذي يحصل علي الجائزة خلال فترة حكمه بعد ثيودور روزفيلت عام 1906 وودرو ويلسون عام .1919
يذكر أن أوباما تم اختياره من بين205 مرشحين للجائزة, من بينهم رئيس وزراء زيمبابوي المعارض السابق مورجان تسفانجيراي الذي سدد ضربة لهيمنة الرئيس روبرت موجابي منازع علي السلطة في زيمبابوي, والأمير غازي بن محمد بن طلال ابن عم العاهل الأردني الملك
عبد الله والناشط من أجل الحوار بين الأديان, والنائبة الكولومبية بييداد كوردوبا الناشطة من أجل حلول تفاوضية للنزاع الجاري في بلادها منذ نحو نصف قرن,والطبيبة الأفغانية سيما سمر المدافعة عن حقوق الإنسان في بلد نساؤه محرومات من حقوقهن.