بعد ثورة 25 يناير توالت زيارات العالم المصري د,مصطفي السيد الحاصل علي أرفع وسام في العلوم بالولايات المتحدة الأمريكية (قلادة العلوم الوطنية الأمريكية) ورئيس مركز أطياف الليزر بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية نتيجة اكتشافاته لعلاج السرطان من خلال تكنولوجيا الناتو لمصر والتي أشاد خلال الزيارتين بشباب الثورة.
التقت وطني مع العالم المصري د.مصطفي السيد وطرحت أمامه العديد من التساؤلات حول الجديد في علاج مرض السرطان وأسئلة أخري فإلي الحوار:
البحث العلمي…بعد الثورة!
*مبدئيا كيف تري ثورة 25 يناير؟ وهل تري أن البحث العلمي تأثر أثناء الثورة؟
**لايمكن التعبير عن ثورة 25يناير, كنت أتابع ما يحدث لحظة بلحظة ولايمكن وصف شعوري وقتها علي محطات التليفزيون C.N.N, العربية والجزيرة, فثورة 25 يناير بمثابة أهرام آخري لمصر, ولكني كنت متخوفا من أن تكون الثورة أثرت علي مجري الأبحاث فضلا عن تخوفي عندما أتيت للزيارة الثانية للقاهرة لا أجد الفريق البحثي فعل شيئا ولكن في الحقيقة شاهدت نتائج أفضل مما أتوقعها, فضلا عن أن الثورة أثبتت شجاعة غير مسبوقة للشباب المصري.
*وصلت مصر الآن إلي حالة اقتصادية متردية كيف نبني مصر ومن أين نبدأ؟
**أهم شئ نبدأ به هو تغيير الدستور كي لا يأتي رئيس للحكم يقوم بتفصيل دستور كما يريد فالعبرة ليست بكثرة الأحزاب ولكن العبرة ببرامج هذه الأحزاب ماذا نفعل للشعب والمواطن البسيط فضلا عن أن هذه الأحزاب لابد أن تضع برامجها وكل شخص يختار ما يتناسب معه فبناء مصر بعد الثورة بشبابها وأهمية الاستفادة من توفر الأيدي العاملة الرخيصة مثلما حدث في الصين ودول شرق آسيا وأن يتم العمل في الوقت الراهن علي تنمية الصناعات البسيطة التي لا تحتاج إلي تكنولوجيا عالية كما أن مصر تحظي بالعديد من الثروات وأهمها الثروة البشرية التي قوامها أكثر من 85 مليون نسمة فمصر الآن تحتاج لثروتها البشرية لتقوم بنهضة علمية شاملة.
أشرت إلي أن الأحزاب في مصر ليست بكثرة عددها ولكن ببرامجها مارأيك في التجربة الحزبية بعد ثورة 25 يناير وهل هي تدعم الديموقراطية الحقيقية؟
**كثرة الأحزاب يعتبر خطأ كبيرا فالدول الكبري لا يوجد بها أحزاب بهذا الكم فكثرة عدد الأحزاب يحمل المواطن مشتتا ولا يمكنه التركيز علي ماهية برامج هذه الأحزاب وعملها ومنهم دورها فكل هذه الأعداد تفشل التجربة الحزبية في مصر ولكن إذا تم التركيز في حزب أو حزبين وعمل برامج منضبطة سيؤدي بالضرورة إلي نجاح هذه التجربة فالديموقراطية الحقيقية ليست بكثرة عدد الأحزاب.
*مارأيك في وضع البحث العلمي في مصر؟
**البحث العلمي يجب أن يتقوي أكثر من ذلك كما يجب الاهتمام بتمويله فمصر لديها القاعدة البحثية الجيدة والتي يمكن البناء عليها وهو أمر تتفوق فيه البلاد المتقدمة والمهم إجادة تمويل الأبحاث.
مستقبل الوطن يتوقف علي البحث العلمي فكلما زاد الإنفاق علي البحث العلمي كلما انعكس ذلك علي مستوي المعيشة فأمريكا تنفق 2.5% من دخلها القومي علي الأبحاث لأن كل دولار تدفعه يرجع لها أضعافا في صورة إنتاج فضلا عن توظيف الإمكانات والقدرات لتفعيل دور البحث العلمي في عمليات التنمية فالإنفاق علي البحث العلمي في أمريكا أكبر بكثير من حجم الإنفاق في أوربا.
التواصل مع الشعوب الأخري!
*أصبح التعليم في مصر في وادي وسوق العمل في واد آخر مما أحدث فجوة كبيرة في التعليم ومخرجاته وبين سوق العمل.ما اقتراحاتك لسد هذه الفجوة؟
**تعلم اللغات هو مفتاح أي عمل لأنه يتم تسويق أي منتجات إلا من خلال التواصل مع الشعوب الأخري من خلال صعوبة لغة من تتحدث إليه بالإضافة إلي إلمام الطالب بالبحث العلمي والإبداع والابتكار في كيفية الحصول علي المعلومة والوصول إليها وليس التعليم بالتلقين فالوصول للمعلومة معناها نصف الطريق فضلا عن إتاحة الفرصة له.
التفكير في كيفية استخدام المعلومة فذلك يخلق جيلا من المبدعين والعلماء والمفكرين فالمعلومات متاحة علي الإنترنت إذا أردت معرفة أي شئ عن قدماء المصريين مثلا تفتح جوجل وتعرف ليس مطلوب حفظ أسماء قدماء المصريين وإذ لم تحفظ يعاقب الطالبويقال أفتح إيدك فهذه طريقة خطأ في التعليم.
ثورة استخدامات الناتوتكنولوجي
د.مصطفي السيد من أبرز علماء الناتوتكنولوجي في العالم ماهو الناتوتكنولوجي وماذا عن الاستثمار فيه؟
**الناتو هو أصغر وحدة في الذرة توصل إليها العلماء حتي الآن وتبلغ الدقة تحت الميكروسكوب بحيث يعادل سمك شعرة الإنسان الواحدة 50ألف ناتو ويصل حجم كرة الدم الحمراء ألف ناتو ويشكل الناتو واحد علي ألف من الملي, ويتميز الناتو بقدرته علي دخول الخلايا وعكس الضوء بشدة مع تحويل جزء منه إلي حرارة أما الاستثمار في الناتوتكنولوجي هناك بعض الدول المنتجة للناتو بحيث أكثر من 100 مليار دولار وأمريكا تتفق علي هذه التكنولوجيا المليارات من الدولارات فالناتو سيغير وجه العالم كله لما سيحققه من عائدات تصل إلي تريليونات من الدولارات.
*يقودنا الحديث عن اكتشافك في علاج السرطان بالناتو ذهب اعطنا فكرة مبسطة؟
علاج السرطان بجزيئات الذهب يتضمن التشخيص المبكر للخلايا المريضة داخل الجسم عن طريق تحضير جسيمات الذهب الناتو مترية ثم تحميلها علي أجسام مضادة دون حقنها بجسم المريض ثم تتجه جزيئات الذهب إلي الخلايا السرطانية وتحدث انعكاسا ضوئيا شديد يكشف عن الخلية السرطانية وهذه التجارب عن طريق حقن الأوراد الدموية برقائق ثانوية من الذهب تذهب هذه الرقائق من الذهب إلي الجزء المسرطن من الخلايا ثم تسليط الضوء علي الذهب وبدورها تتولد حرارة لتحرق هذا الجزء دون أن ندخل السموم إلي الجسم وذلك عن طريق تكسير الذهب إلي أجزاء صغيرة تكون قادرة علي التعرف علي خلايا السرطان فقط وتخلص الجسم منها دون الإضرار بالخلايا السليمة بنسبة نجاح بلغت 100% دون أي مخاطر علي الجسم ثم تطبيق هذه النتائج علي حيوانات التجارب ولم يتم تجربها علي البشر حتي الآن.
*ومتي يتم تطبيقها علي البشر ومن البشر التي يتم التجريب عليهم؟
**وزارة الصحة لا تقبل تطبيق العلاج في هذه المرحلة رغم ما توصلنا إليه من نتائج إيجابية والآن نحن في مرحلة دراسة الآثار الجانبية فضلا عن أن التجارب تستغرق من عام إلي عامين في حالة تطبيقها علي البشر وبمجرد موافقة وزارة الصحة يتم تطبيقه علي المتطوعين والآن نأخذ المصابين في المراحل المتأخرة بالسرطان فهولاء ليس أمامهم حل آخر.
*إلي أي مرحلة وصل اكتشاف د.مصطفي السيد حاليا؟
**الآن في مرحلة دراسة الآثار الجانبية وهذه المرحلة يتم قياس السمية قصيرة المدي وطويلة المدي والقياسات الحيوية الآمنة للجرعات في حيوانات التجارب وتجربة طرق التعاطي المختلفة واختيار الأنسب وتجربة مدد التعاطي المختلفة واختيار الأنسب وتحليل الفروق الحيوية بين الإناث والذكور في حيوانات التجارب وقياس السمية الموضعية علي الجلد والأنسجة الحيوية المختلفة ونبدأ المرحلة الثانية باستعمال جزيئات نانو الذهب غير الموجهة مبدئيا مع أورام الجلد في حيوانات التجارب ومراقبة نحو الورم مع التعرض لفترات مختلفة لأشعة الليزر ومقارنة العلاج الموجة لغير الموجه فضلا عن الدراسات المبدئية وأظهرت أن تأثير جزئيات الذهب في الجرذان البيضاء علي معظم الأنسجة متقارب السمية. وأن الطحال والكبد والكلي تتأثر بجزيئات الذهب متناهية الصغر بشكل محدد ومقبول للتفكير في دراستها إكلينكيا وأن التأثير في الذكور أعلي منه في الإنات. والمراحل البحثية بدأت في مصر بالتوازي مع مثيلتها في أمريكا وفي حالة الحقن في الوريد يكون التأثير أعلي منه عن طريق الحقل الآخر وسيتم هذا النوع من العلاج باستهدافه للخلايا السرطانية فقط مما يعد إنجازا علميا خاصة أن 50% من علاج مرضي السرطان يتم بالجراحة التي تعرض المريض خلال العملية للعديد من الميكروبات والعدوي فضلا عن عدم وجود مقاومة للخلية السرطانية له مع مرور الوقت وهو الأمر الذي يحدث في العلاج الكيماوي الذي تتمكن الخلايا السرطانية بعد أربعة شهور من مقاومة وعدم الاستجابة له.
كما أن الدراسات في المرحلة الحالية تركز علي طرق التخلص من الناتو ذهب من الجسم بعد العلاج يعد العلاج الذي لا يستغرق أكثر من دقائق لمرة واحدة تبدأ بأخذ المريض حقنة بالناتو ويتم بعد ساعتين تسليط الضوء علي الأجزاء المصابة.
*متي يأتي اليوم التي يطرح فيه عقار السرطان بجزئيات الذهب في الصيدليات؟
الأمر لايزال في مرحلة البحث والتجارب مسألة الدواء تمر بمراحل عديدة بدأ من وجود تجارب علي الخلايا ثم الحيوان وأخيرا الإنسان وكل منها يستغرق وقتا حتي تنهي مراحل التجريب إلي جانب الحصول علي الموافقات العالمية وتحديد طبيعة الجرعات المحددة وهل سيصلح لجميع أنواع السرطانات أم نوع محدد.
*هل حدث مشاورات مع وزارة الصحة بشأن التطبيق علي البشر؟
سيتم عرض النتائج علي وزارة الصحة لإقرار هل يتم استمرار تلك الأبحاث وفي حالة الموافقة سيتم بدء التجارب علي الإنسان.
*وماذا عن تكلفة العلاج بجزئيات الذهب؟
**ستكون أقل تكلفة من ناحية المواد المستخدمة من العلاج بالليزر حيث يكفي ميكرو جرام واحد لـ واحد/ ألف جرام الذهب لعلاج عضو مصاب بالسرطان فجرام الذهب يعالج آلافا من المرضي مما يجعل سعر العلاج رخيصا فضلا عن أن لدي قطعة ذهب تم شراؤها بـ80 دولارا منذ خمس سنوات وأعمل بها تجارب وهو علاج غير مكلف مقارنة بعلاجات السرطان الأخري.
والعلاج يصلح لجميع أنواع السرطانات لكن بالنسبة لسرطان المخ ستكون هناك صعوبة كبيرة وأكثر نوع سيعالجه الناتو ذهب ويعمل عليه الآن هو سرطانات الجلد والرئة والدم.
*وماذا عن تمويل تلك الأبحاث الخاصة بعلاج السرطان؟
**تقوم مؤسسة مصر الخير بتمويل المركز القومي للبحوث بمبلغ 1.5 مليون جنيه لإدارة البحث الخاص بتركيب واستخدام جزئيات الذهب الناتو مترية في علاج مرض السرطان والذي يتم تحت رعايتي.