في ظل قلق الجميع علي مستقبل التعليم في مصر بعد الثورة وماذا يدور في فكر القائمين علي العملية التعليمية ودور الشباب للنهوض بالتعليم في الفترة القادمة باعتبار التعليم من أهم الأعمدة لنهضة البلاد…التقينا مع عالم مصري شاب وأحد أعضاء هيئة التدريس بكلية العلوم بجامعة حلوان…الدكتور أيمن محروس ودار الحوار معه حول تقييمه لأوضاع الجامعات في مصر ومستقبل التعليم الجامعي ورؤيته عن ثورة 25يناير…
*ما تقييمك للنظام الحالي لتوزيع الطلاب علي الجامعات, بالاعتماد علي مجموع الثانوية العامة دون النظر إلي إمكانات الطلبة؟
**الثانوية العامة أنسب نظام لمصر- مع تطوير المناهج والمدرسين طبعا- لأن الدول المتقدمة تعتمد علي اختبارات القدرات لالتحاق الطلاب بالجامعة, ولو اتبعنا هذا النظام في ظل ثقافة المجتمع الحالية فيكون هناك غش ووسطة ورشوة, حتي الطالب لا يتمتع بثقافة اختيار الكلية التي تناسب قدراته, ولذلك يجب توعية الطلاب في المرحلة الثانوية بالكليات وموادها ومستقبلها, وذلك عن طريق وجودحصة بالمدارس في الأسبوع, لتعريف الطلبة بالكليات وبالنسبة لاقتراح اختبارات بالكلية في بداية الالتحاق بها, لتحديد استمرار الطالب من عدمه بالكلية, هي غير مفيدة لأن الطالب لم يدرس شيئا عن هذه الكلية, فكيف يمكن تحديد مستوي الطالب.
*بالحديث عن ضعف مستوي الجامعات, كيف يمكن تطوير الجامعات المصرية؟
**الحل هو توحيد المناهج للكليات, ويقوم بوضعها أساتذة متخصصين أو تكون عبارة عن كتب دولية-مراجع علمية- وهذه الكتب تدرس خارجا, بالإضافة إلي أن الامتحان يجب أن يكون موحدا وثابتا علي مستوي جميع الكليات.
والاقتراح السابق يساعد علي حل مشاكل كثيرة منها التأكد من أن الطلبة يدرسون مناهج علمية قوية تعادل ما يدرسه الطالب الأوربي وتوحيد الككتاب يساعد القضاء علي مشاكل الكتب والملازم التي يصدرها الدكاترة والمنتشرة في الجامعات المصرية وتوحيد الامتحان يساعد علي معرفة مستوي الدكتور في شرح المواد ومدي استيعاب الطلبة, من خلال نتائج هذا الامتحان
وبالنسبة للكليات العملية, هناك نقص في الإمكانات مثل ضعف المعامل ومراكز الأبحاث, وحلها عمل تعاون مشترك بين الجامعات والشركات المتخصصة في هذا المجال, وذلك لتمويل بناء المعامل ومراكز الأبحاث.
*ما تقييمك لدور الشباب للنهوض بمصر بعد الثورة؟
**يجب الافتخار بالشباب المصري لأنهم نجحوا في الإطاحة بالنظام السابق وهو شباب واع ومدرك لما يحدث حوله, ويتمتع بحس وطني عالي ويجيد ممارسة السياسة.
وبالنسبة للثورة, هي بالتأكيد ثورة, ولكنها لم تحقق أهدافها حتي الآن, وهي في احتياج لمزيد من الوقت حتي تكون ثورة متكاملة وهي إن نجحت في الإطاحة بالرئيس, ولكنها لم تقض علي الفساد الموجود في النظام بأكمله, ولكننا بشكل عام بدأنا نتظور للأحسن ولكن بيطء شديد.
* هل تري أن التعليم ما قبل الجامعي يساعد علي تنمية الطلاب في جميع النواحي أم لا؟ وما أهم عيوب تلك المرحلة وكيف نواجهها؟
لإعداد جيل قادر علي القيادة, يجب القضاء علي عيوب مراحل التعليم الأساسي ومن أهم عيوب تلك المراحل اعتماد الطالب علي الحفظ دون الفهم لأن الطالب يتعلم علي يد مدرس, والمدرس تخرج في كلية مستواها العلمي ضعيف, فعلي سبيل المثال: طالب كلية تربية يدرس المواد العلمية بشكل سئ, مما يؤدي لتخرج مدرس ضعيف, ويحاول إخفاء ضعفه في شرح المواد بجعل الطالب يعتمد علي الحفظ, ذلك يجعل الطلبة يكرهون المواد وخاصة العلمية, ولذلك يجب النهوض بالمدرس, من خلال النهوض بالجامعة, لتخريج مدرس قوي في مادته, ولا أتخيل أيضا أن المدرس لايقوم بتحضير دراسات عليا ولابد من اتباع مبدأ التخصص بحيث أن المواد العلمية مثل الفيزياء يدرسها خريجو كلية العلوم, والمواد التجارية يدرسها خريجو كلية التجارة…
*هل تري أن المستقبل في مصر للجامعات الخاصة أم الحكومة؟
**لا هذا ولاذاك, لأن الجامعات في مصربتعافر للبقاء وبعد خمس سنوات من الآن إذا بقي الحال علي ماهو عليه, لن تكون هناك جامعات في مصر لأن الجامعات الحكومية ليس بها إمكانات لتخريج طالب جيد, والجامعات الخاصة مجردبيزنس لايوجد بها تدريس, فهي تعتمد فقط علي توفير أساليب الراحة للطلاب.
—————————–
الدكتور أيمن محروس
عضو لجنة تحكيم المشروعات بوكالة ناسا كما يشغل منصب مدير مركز مراقبة الطقس الفضائي بجامعة حلوان, وهو أول مركز لمراقبة الطقس الفضائي في مصر حصل علي الدكتوراه في الفيزياءالأشعة الكونية من طوكيو أستاذ مساعد بكلية العلوم جامعة حلوان.
قدم34 بحثا في مجالات علمية مختلفة.