احتفال دول العالم باليوم العالمي للطيران المدني يعد مناسبة لتعزيز الوعي العالمي بأهمية الطيران المدني الدولي في التنمة الاجتماعية والاقتصادية لمختلف دول العالم,وكانت الجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي-وهي منظمة متخصصة تابعة للأمم المتحدة-أعلنت في عام 1992 يوم السابع من ديسمبر يوما عالميا للطيران المدني,حيث يوافق هذا اليوم الذكري السنوية لتوقيع اتفاقية الطيران المدني الدولي,التي وقعت في شيكاغو في عام1944 وأكدت علي الدور الكبير للطيران المدني في ترسيخ مفاهيم الصداقة والتواصل والتفاهم بين شعوب الأرض.ومنذ ذلك التاريخ قامت المنظمة بوضع القواعد الموحدة والإرشادات الفنية في كافة مجالات الطيران حتي يتسني لقطاع الطيران المدني الدولي أن يواكب التغيرات الأمنية والتكنولوجية والسياسية والاقتصادية والبيئية في مختلف أنحاء العالم وهو ما انعكس إيجابيا علي تطور هذا القطاع الحيوي.
ومن أبرز الإنجازات التي تحققت في مجال الطيران المدني إبرام اتفاقيات أمن الطيران في طوكيو في عام 1963 ولاهاي 1970 ومونتريال 1971 بالإضافة إلي بروتوكول مونتريال .1988
كما قامت المنظمة بالتعاون مع الدول الأعضاء بتحديث وتعديل القواعد القياسية والمتطلبات الدولية الخاصة بأمن الطيران وحمايته من أفعال التدخل غير المشروع حفاظا علي سلامة الأرواح والممتلكات.
وفي رسالة رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي السيد كوبيه جونزاليس التي وجهها للعالم بهذه المناسبة أن موضوع الاحتفال هذا العام هوتقديم المساعدة والتعاون علي الصعيد العالمي للنقل الجوي.
وأشار إلي أنه علي مر السنين أدي التعاون بين الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي ومع صناعة النقل الجوي إلي تطوير الآلاف من اللوائح الفنية والتشغيلية والمعايير والسياسات اللازمة لسلامة الطيران وأمنه وكفاءته وانتظامه فضلا عن الطيران وحماية البيئة.
وتؤكد اتفاقية شيكاغو أن التنمية المستقبلية للطيران المدني الدولي يمكن أن تساعد كثيرا علي خلق والحفاظ علي الصداقة والتفاهم بين الأمم والشعوب في العالم وأنه يمكن تعزيز هذا التعاون الذي يقوم عليه السلام في العالم.
وأضاف أن منظمة الطيران المدني باعتبارها المحفل العالمي لجميع الأمور المتعلقة بالطيران المدني الدولي,تعزز الالتزام بالمباديء الأساسية مثل المساعدة والتعاون بحيث يمكن تطوير خدمات النقل الجوي في الكفاءة والتنظيم وبطريقة اقتصادية ومنسجمة ومستدامة.
وأكد أن منظمة الطيران المدني الدولي سوف تقف دائما علي استعداد للتعاون معها وتقديم المساعدة للدول الأعضاء فيها لصالح مواطنيها والمجتمع الدولي.
وتعد منظمة الطيران المدني الدوليالإيكاومنظمة حكومية عالمية ووكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة تضع القواعد القياسية والأنظمة الدولية الضرورية لنقل جوي يتصف بالأمان والانتظام والكفاءة والاقتصاد,كما تعمل أيضا كأداة لإرسال التعاون في جميع مجالات الطيران بين دولها المتعاقدة والبالغ عددها حتي الآن 190 دولة.
وتهدف المنظمة إلي العمل علي تطوير المباديء والقواعد المتعلقة بالملاحة الجوية الدولية وتعزيز تخطيط وتطوير النقل الجوي الدولي من أجل تحقيق تأمين النمو الأمن والمنظم للطيران المدني الدولي في العالم بأكمله وتشجيع فنون تصميم الطائرات واستغلالها لأغراض سلمية وتشجيع إنشاء الطرق الجوية والمطارات وتسهيلات الملاحة الجوية المعدة للطيران المدني الدولي وتلبية احتياجات سكان العالم إلي نقل جوي وتصف بالأمن والانتظام والكفاءة والاقتصاد ومنع الهدر الاقتصادي الذي ينتج عن اتباع أساليب منافسة غير معقولة.
كما تسعي المنظمة إلي تأمين الاحترام الكامل لحقوق الدول المتعاقدة وتجنب التمييز بين الدول المتعاقدة وتحسين سلامة الطيران في الملاحة الجوية الدولية وتشجيع تطوير الطيران المدني الدولي بوجه عام من جميع نواحيه,والمنظمة الدولية للطيران المدني يقع مقرها الرئيسي في مدينة مونتريال الكندية… وإيكاو هو رمز لجميع المطارات حول العالم ويتكون من أربعة حروف إنجليزية الرمز اختصار لـ المنظمة الدولية للطيران المدني,وتقوم المنظمة بتنظيم عمليات الملاحة بين الدول وعمليات عبور الحدود وتسهيلها ومنع المخالفات وهي التي تعرف وتضع أنظمة التحقيق في الحوادث الجوية.
وأهداف المنظمة الرئيسية هي كفالة النمو الآمن والمنظم للطيران المدني الدولي,وتشجيع تصميم وتشغيل الطائرات للأغراض السلمية,ودعم تنمية الطرق الجوية والمطارات وتسهيلات الملاحة الجوية لأغراض الطيران المدني,وتلبية احتياجات الجمهور الدولي لنقل جوي مأمون ومنتظم وكفؤ واقتصادي.
ويعتمد كل من إيكاو وإياتا علي رموز مختلفة للتعامل مع المطارات وأسماء شركات الطيران فعلي سبيل المثال تستعمل إيكاو 4 أحرف تكون رموز المطارات و3 أحرف كرموز لشركات الطيران.
وانضم إلي منظمة الإيكاو 190 عضوا في عام 2007,ويمثلها 7 مكاتب إقليمية منتشرة في كل من بانكوك وداكار والقاهرة وليما ومكسيكو ونيروبي وباريس وتنتخب الهيئة العامة كل3 سنوات مجلسا يضم ممثلي 36 دولة,ويدعم من قبل لجنة فنيةلجنة الملاحة الجويةوتتكون من19 عضوا,ويتم اختيارهم حسب حرفيتهم وتتكون الأمانة العامة من 5 أقسام هيالملاحة الجوية والنقل الجوي والتعاون التقني والمهمات القانونية والإدارة.
وتعد اتفاقية شيكاغو الاتفاقية الأم في مجال الطيران المدني الدولي وهي أحد فروع القانون الدولي العام,إذ تنظم العلاقات من حيث الالتزامات والحقوق,بين الدول الأعضاء في الاتفاقية كما أنها تعد الإطار العام-الذي في ضوئه تعقد الاتفاقيات الثنائية بين الدول الأعضاء-من أجل تشغيل خطوط جوية دولية منتظمة حيث إن الاتفاقية لم تأخذ بمبدأ الدولة الأولي بالرعاية كما هو الشأن بالنسبة لاتفاقية الجاتوكذلكالجاتسلذا كان علي الدول الأعضاء في اتفاقية شيكاغو عقد اتفاقيات ثنائية لتسيير خطوط جوية دولية منتظمة بين الدول التي صدقت علي الاتفاقية,فأصبحت بموجب ذلك التصديق نافذة في حقها.
وقد صدر عن الإيكاو حتي الآن عدة إجراءات لخدمة الملاحة الجوية منها تشغيل الطائرات وقواعد الجو,وخدمات الحركة الجوية,والإجراءات الإقليمية التكميلية لمواجهة متطلبات كل إقليم وتصدر هذه الإجراءات بموافقة مجلس المنظمة الذي يوصي بتطبيقها وتعد ملاحق القواعد القياسية والتوصيات ,جزءا لايتجزأ من اتفاقية الطيران المدني الدولي عام1944,ومن ثم فإنها ملزمة للدول الأعضاء وفقا لأحكام اتفاقية الطيران المدني الدولي.
وتعد مصر دولة رائدة وقائدة للطيران في الشرق الأوسط وأفريقيا..فقطاع الطيران بها حقق انطلاقة كبيرة في فترة وجيزة فلديها الأن مبني الركاب الجديد رقم 3 بمطار القاهرة والذي جعله من المطارات الرائدة بالمنطقة إلي جانب منظومة التطوير في بقية المطارات المصرية وكذلك شركات مصر للطيران التي تطورت كثيرا وأصبحت في مصاف الشركات العالمية حيث انضمت إلي أكبر تحالف عالمي وهوتحالف ستارولديها أسطول جديد من الطائرات وحقق نسبة نمو عالية سواء في معدلات التشغيل أو ميكنة نظم العمل بها وهذا كله يصب في المصلحة القومية لأن تنمية قطاع الطيران تنعكس علي التنمية الشاملة..فقطاع الطيران المصري يعتبرقصة نجاحمستمرة ونموذجا يجب أن يحتذي ..
وأكدت الإيكاو في تقرير لها صدر في نهاية العام الماضي أنه توجد فجوة بين احتياجات التدريب والإمكانيات المتاحة في عدد من الدول الأفريقية كما يوجد نقص المفتشين الجويين ومن هنا وضعت الإيكاو برنامجا شاملا لتدريبهم إلي جانب تطوير قاعدة بيانات لسد الفجوة الموجودة والتحديد الأمثل لاحتياجات التدريب في القارة بما يتلاءم مع الإمكانات المتاحة.
وأشار إلي أن التعاون بين المنظمتين الدوليتينالإيكاوالتي تضم سلطات الطيران في الدول والإياتاوهو الاتحاد الدولي الذي يضم شركات الطيران العالمية أثبتا علي مدي 65 عاما من إنشائهما أنهماالقوة الحقيقيةفي دنيا الطيران للتعاون وتحقيق تقدم لهذه الصناعة العالمية لذلك لابد من استمرار هذهالشراكةأكثر من أي وقت مضي فالتنسيق الدولي بشأن قضايا الطيران والمعايير والإجراءات المتعلقة به في ظل بيئة العمل الحالية,والأضمن لتكريس ودعم عناصر الأمن والسلامة والكفاءة له,فعالم الطيران يحتاج إليإيكاوقوية مثلما يحتاج إلي إياتاقوية وكذلك شركات صناعة أقوياء للتعاون لمواجهة التحديات.
ويري خبراء الطيران أن هذه الصناعةالحساسةتواجه تحديات كبيرة باستمرار ورغم ذلك ستصبح أكثر ربحية بعد سنواتعجافمن الخسائر المتلاحقة كما ستظل مستويات السلامة الجوية والأمن في مقدمة اهتمامات القائمين علي هذه الصناعة لتحقيق مزيد من السلامة للمسافرين.