مخاطر كثيرة باتت تواجه جحافل المهاجرين غير الشرعيين إلي الولايات المتحدة عبر الحدود مع المكسيك والتي تمتد لأكثر من ألفي ميل.
ففي إحصائية بالعام الماضي صادرة عن المؤسسة الوطنية للأمن الأمريكي بلغ عدد من قتلوا أثناء محاولة دخول الحدود الأمريكية عبر المكسيك 417 شخصا, وفي إحصائية عام 2005 بلغ الرقم 492 شخصا.
المخاطر التي تواجه المهاجر غير الشرعي كثيرة فبالإضافة إلي الموت بفعل الحرارة الزائدة أو العطش وغيرهما هناك عصابات التهريب التي تقف بانتظار من يصمد حيث تعرض علي القائم بمحاولة اختراق حدود الولايات المتحدة التعاون معها في تهريب تجارتها علي اختلافها وفي حالة الرفض يكون الإعدام الطريقة الوحيدة للرد.
وفي الرابع والعشرين من أغسطس الماضي كشف شاب إكوادوري في الثامنة عشر من عمره -وفي عنقه آثار لإصابة بقذيفة- كشف عن جريمة قتل بالجملة راح ضحيتها 72 شخصا من مغامري اختراق الحدود مع الولايات المتحدة بعد أن رفضوا الانصياع لتعليمات عصابات التهريب الدولية.
وتشير مصادر أمريكية أن أعداد المغامرين لعبور الحدود الأمريكية في انخفاض حاليا بسبب كثرة المخاطر وتشديد الرقابة الحدودية حيث دخل الحدود بطرق غير شرعية العام الماضي نحو 300 ألف شخص بالمقارنة بنحو 850 ألفا عام .2005
ولا يمثل المكسيكيون معظم المهاجرين غير الشرعيين للولايات المتحدة فهناك أعداد كبيرة تفد من كل دول أمريكا اللاتينية… لكن هؤلاء يمثلون صيدا ثمينا لعصابات من نوع آخر تعمل علي اختطاف الضحايا ثم طلب الفدية من ذويهم مقابل الإفراج عنهم, وكل ذلك يجري داخل المكسيك قبل أن يصلوا للحدود مع الولايات المتحدة.
ولا يمكن لمعظم المغامرين دخول الحدود الأمريكية بسهولة لذا يستأجرون أشخاصا من عصابات التهريب المدربة علي عبور الحدود وهي صناعة رائجة بحجم 6.6 مليارات دولار في العام داخل المكسيك. والعصابات تقوم بمهمة الحماية بطول الطريق توفر الغذاء.
ويقول نستور رودريجويز الباحث في علوم الاجتماع بجامعة تكساس أن تسعيرة العبور للفرد الواحد ارتفعت من ألفي دولار إلي عشرة آلاف دولار بعد أن زادت الولايات المتحدة من إجراءات تأمين الحدود مع المكسيك.
ولا يزال المسلسل مستمرا حيث تضيق الحكومة الأمريكية إجراءات التأمين الحدودية بينما تستحدث عصابات التهريب وسائل جديدة للمكافحة.
عن إيكونوميست