تقع قرية دير أبو حنس شمال دير البرشا بحوالي 5 كم علي الضفة الشرقية لنهر النيل بمركز ملوي في محافظة المنيا.
اشتهرت القرية باسم دير أبو حنس نسبة إلي القديس يوحنا القصير المعروف بأبي يحنس, والذي عاش في بلدة بتسا بصعيد مصر في القرن الخامس الميلادي.
الكنيسة الأثرية بدير أبي يحنس:
تقع الكنيسة الأثرية في الجزء الجنوبي الشرقي من البلدة وجذبت العديد من الباحثين لأنها من وجهة النظر المعمارية تظهر بوضوح التغييرات التي حدثت في كنيسة بازيليكية من القرن الخامس ذات سقف مغطي بجمالون خشبي إلي كنيسة من طراز القباب والدعامات الثقيلة من الطوب لتحملها, وهو ما حدث لكثير من الكنائس المصرية في عهد التدهور.
وتتكون الكنيسة حاليا من نارتكس وصحن وهياكل وينقسم الصحن إلي ثلاثة ممرات تغطيها ثلاث قباب, ولكن الدعامات المبنية من الطوب التي تحمل هذه القباب من الضخامة, بحيث تسد جزءا كبيرا من الفراغ الداخلي, ويخصص الجزء الأوسط من صحن الكنيسة للرجال والجزء الشرقي منه للخورس وللكنيسة هيكلين واحد للسيدة العذراء والآخر للقديس يوحنا القصير, وهناك أيقونة من القرن 18 للقديس يوحنا القصير, وهي هدية من الأنبا ديمتريوس (البابا 111 من بابوات الإسكندرية), ويلاحظ الزائرون تيجان الأعمدة من فروع الأكاتس وأجزاء من معبد قديم استخدمت في بناء الكنيسة.
وعلي مذبح الهيكل البحري يوجد لوح رخامي أثري محفور يمثل شاهد قبر قديم وعليه نصوص يونانية وسيريانية وقبطية وعربية ترجمت ونشرت وتم تصويرها بواسطة علماء القبطيات.
وتذكر التقاليد أن الكنيسة بنتها القديسة هيلانة.
كنيسة القديس يوحنا القصير – الصخرية
هذه الكنيسة جزءا من مجموعة القلالي التي تنتشر في 37 كهفا تمتد علي مسافة 2كم, وعثر علي مخربشات قبطية علي جدران الكثير من هذه الكهوف التي كانت عبارة عن محاجر قديمة. وصفها الرحال مثل فانسلب في القرن 17 والراهب سيكارد وجوليان وجومار الذي كان ضمن علماء الحملة الفرنسية, وهي تقع إلي الجنوب الشرقي علي بعد3 كم من قرية دير أبو حنس, ولا يمكن تمييزها من علي بعد, ويحتفظ كاهن دير أبو حنس بمفتاح كنيسة الكهف, بنيت الكنيسة داخل كهفين أو ثلاثة كهوف قديمة ونارتكس هذه الكنيسة كبير وله مدخل جهة الغرب ندخل إليه عن طريق درجات, وهي غنية بالرسوم الجدرانية وكلها من طراز واحد يعود للقرنين السادس والسابع, لكن الكثير منها تعرض للتدمير, خاصة وجوه الأشخاص. والغرفة إلي اليمين بها الرسم الجداري الآتي: يظهر الملك هيرودس علي عرشه في المعبد وهو يأمر بذبح أطفال بيت لحم وفي نهاية الجدار يظهر زكريا وأليصابات, ويظهر في المناظر تحتها الملاك جبرائيل وهو يتراءي للقديس يوسف ورحلة العائلة المقدسة إلي مصر ويظهر في الرسوم الجدارية التي تلون الحنية خمسة أشخاص ونري فيها السيد المسيح والسيدة العذراء مريم في عرس قانا الجليل وعلي الجدران توجد الكثير من النصوص والكتابات القبطية.
المراجع:
* الأنبا صموئيل: أسقف شبين القناطر, بديع حبيب جورجي: دليل الكنائس والأديرة القديمة في مصر, القاهرة .2002
* Peter Grossmann, Dayr Abu Hinnis, Coptic Encyclopedia, Vol3.
* Rene George Coquin, Mauric Martin, Dayr Abu Hinnis, Coptic Encyclopedia, Vol3.
* Otto, Meinardus, Christian Egypt, Ancient and Modern, Cairo, 1965