انطلقت الاعتصامات داخل المجتمع المصري متلاحقة للمطالبة بكادر خاص المعلمين والأطباء وفئات أخري من المجتمع من بينها الأطباء البيطريون الذين طالبوا بنقلهم من وزارة الزراعة إلي قطاع الصحة بوزارة الصحة لتقديرهم ماليا ووظيفيا كخطوة أولي لإنشاء وزارة للثروة الحيوانية لتصبح مظلة يلتقي تحتها الأطباء البيطريون وتكون وسيلة جيدة لحل بعض مشاكلهم.لذلك عقدت نقابة الأطباء البيطريين جمعية عمومية للمطالبة بحقوق أعضائها.
حول آمال الأطباء البيطريين في وزارة خاصة لهم أجرت ”وطني” هذا التحقيق لإلقاء الضوء علي مشاكل الطب.
خطة النهوض بالأطباء
قال الدكتور حامد سماحة رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية: توفر الهيئة المستلزمات والمعدات البيطرية لرفع كفاءة الأداء مثل مواتير الرش حيث يتم توفير 500موتور للرش سنويا إلي جانب أجهزة السونار وأجهزة كشف المعادن وغيرها من الأدوات الجراحية ومستلزمات المعمل البيطري وتم زيادة عدد الوحدات البيطرية علي مستوي الجمهورية إلي 1626 وحدة يتم بها العلاج بالمجان وتقدم الأدوية المختلفة سواء المبيدات الحشرية أو أدوية الطفيليات الداخلية بأنواعها بالإضافة إلي تنفيذ خطة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لتأمين الغذاء ولتوفير اللحوم الحمراء حيث يقوم أطباء الهيئة ببرنامج مكثف للمرور الدوري علي جميع المجازر والحيوانات والدواجن ونقاط الذبح بجميع محافظات الجمهورية وذلك بالتعاون مع مديريات الطب البيطري لضمان سلامة اللحوم والدواجن المقدمة للمستهلكين للتأكد من مصادرها وضبط المذبوح منها خارج المجازر لتفادي الأمراض وكذلك المرور علي المزارع والمحلات.
أضاف أنه تم فتح الباب من قبل الهيئة لاستيراد 90 ألف طن من اللحوم المشفاة المجمدة وكذلك 25ألف طن من الكبد والقلوب والكلاوي لسد حاجة السوق المصرية من اللحوم الحمراء من كل من البرازيل والهند وأستراليا ونيوزيلندة وباراجواي والأرجنتين وهولندة وأمريكا بخلاف ما تم استيراده من العجول البقرية الحية لغرض الذبح الفوري من دولتي كندا والدانمارك مع الأخذ في الاعتبار الموقف الوبائي حسب منظمة ”OIE” وذلك لكي تصبح اللحوم في متناول الجميع وبأسعار مناسبة وآمنة وخالية من الأمراض.
بالنسبة للأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان أشار د.سماحة إلي أنه لا توجد أي حالة من حالات حمي الوادي المتصدع والذي ينتقل من الحيوان إلي الإنسان داخل مصر وأن الهيئة تسيطر علي الموقف تماما نتيجة لجهود مستمرة مشتركة مع كافة الجهات المعنية وعلي رأسهم وزارة الصحة والزراعة حيث تم توفير 16مليون جرعة من المصل المضاد للمرض وذلك بالاتفاق مع معهد المصل واللقاح بالعباسية ويتم توزيعها حاليا علي مديريات الطب البيطري بالمحافظات وذلك في إطار سياسة الهيئة لتكثيف الإجراءات الوقائية لحماية الثروة الحيوانية من هذا المرض الخطير الذي يصيب الإنسان والحيوان كما يتم التحصين لـ8ملايين من الماشية والأغنام بمعدل جرعتين سنويا لكل حيوان كما سيتم تكثيف رش المبيدات الحشرية للقضاء علي الحشرات الطائرة لأنها السبب الرئيسي في نقل العدوي من حيوان للآخر وللإنسان بالإضافة لاتخاذ جميع الإجراءات مع تشديدها في المحافظات الحدودية أسوان والأقصر وقنا والبحر الأحمر والفيوم والوادي الجديد وذلك بعد ظهور حالات حمي الوادي المتصدع بالسودان أدت إلي وفاة 60شخصا خلال أسبوعين.
أما بالنسبة لمرض إنفلونزا الطيور فلقد بدأت الحملة القومية الأولي للتحصين من المرض منذ 2007/6/24 وانتهت 2007/10/1 وبالرغم من ذلك فالحملة والتحصين مستمر بلا انقطاع حيث بلغ إجمالي ما تم تحصينه 160.2مليون طائرا حتي الآن بالتربية المنزلية الريفية وبالمفرخات كما تم تجهيز 82مليون جرعة من اللقاح بجانب 15جرعة موزعة علي المحافظات ومخازن الهيئة.
هذا وتم تدريب 1200طبيب بيطري علي أعمال مكافحة مرض إنفلونزا الطيور كما تم إعداد وتنفيذ عدد 132ندوة إرشادية في جميع المحافظات ويتم حاليا إعداد خطة ترصد نشاط للفيروس في الدواجن وفي المواقع التي تهبط بها الطيور المهاجرة والمحميات الطبيعية بجانب عمل مسح للفيروس في جميع المحافظات من خلال مشروع مكافحة مرض إنفلونزا الطيور الممول من برنامج وكالة التنمية الدولية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
من جهة أخري قال د.سماحة.إن مشاكل الشباب البيطري تنتج من عدم توفر فرص عمل بمرتبات كبيرة لذلك تم عمل برنامج للخدمات البيطرية تابع لوزارة الزراعة خاص بشباب البيطريين حيث يقدم البرنامج قروضا ميسرة للأطباء العاملين بالحكومة وغير العاملين بها علي أن يكون المستفيد طبيبا بيطريا مسجلا بالنقابة العامة للأطباء البيطريين ويرغب في عمل مشروع في أحد مجالات الطب البيطري والإنتاج الحيواني والحد الأقصي للقرض للفرد الواحد 200ألف جنيه ويسدد بثلاث طرق ميسرة.
نفي د.سماحة وجود أي مطلب للأطباء البيطريين بنقلهم لوزارة أخري غير وزارة الزراعة أو حتي استقلال الهيئة.وقال: ”الأطباء هنا معينون والوزارة تهتم بهم في حدود الإمكانيات المتاحة لها وخلال الفترة القادمة سيشعرون بتحسن أحوالهم المادية والمعنوية والعلمية والعملية”.
الأمراض المشتركة
أكد الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء أن هناك العديد من الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان وعلي رأسها في الوقت الحالي إنفلونزا الطيور الذي أصبح مرضا مستوطنا في مصر بالإضافة لحمي الوادي المتصدع الذي ينتقل من الحيوان إلي الإنسان عن طريق الناموس وهناك أيضا أمراض أخري كاللشمانيا والسل الحيواني وأمراض باللحوم كالدودة الشريطية إلي جانب مرض ”الإيدز” الذي هو بالأساس مرض كان يصيب الشامبنزي وأيضا يوجد مرض الدرن الحيواني الذي ينتقل للإنسان عن طريق شرب الألبان الملوثة لذلك يجب تعرض اللبن لعملية الغليان حتي ولو كان من مصدر معروف كما يوجد مرض السلامونيا الذي ينتقل عن طريق أكل البيض وكذلك مرض إنفلونزا الطيور الذي أصبح من أخطر الأمراض بجانب مرض الحمي القلاعية لذلك يتم التنسيق حاليا بين هيئة الطب البيطري ووزارة الصحة للتعاون لخدمة المواطنين.
وأضاف أنه من حق البيطريين أن يطالبوا بوزارة خاصة فصحة الحيوان أمر مهم للغاية ترتبط به صحة الإنسان ونعتمد عليه في حياتنا.
أوضح الدكتور محمد عادل أستاذ الطفيليات وأمراض الحيوان بالمركز القومي للبحوث أن تقارير منظمة الصحة العالمية كشفت أن نسبة الإصابة بالأمراض المشتركة بين سكان بعض الدول تصل إلي حوالي 50% نتيجة لتعرضهم لأخطار أكثر من 100مرض مشترك وأنها تؤدي إلي تفشي أمراض النقص الغذائي وأيضا لخفض مقاومة الأفراد خاصة الأطفال وينتج عنها إصابتهم بالأمراض المعدية الأخري وتؤثر الأمراض المشتركة علي صحة الحيوانات المصابة وبالتالي علي إنتاج اللحوم والألبان وتقل كمية العمل المبذول في الحقل حيث بلغت الخسائر السنوية في إنتاج الحليب حوالي 30مليون طن وهذه كمية تكفي إمداد 500مليون طفل بكوب لبن يوميا لمدة عام وتقوم الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر بالتعاون مع مديريات الطب البيطري بالمحافظات لإجراء اختبارات دورية للحيوانات وخاصة لمرض الإجهاض المعدي ومرض السل حيث يتم التخلص من الحالات الإيجابية بذبحها أو إعدام الأجزاء المصابة وتعويض أصحابها ماديا فور ثبوت إصابتها.
وزارة للثروة الحيوانية…هي الحل!!
أشار د.سامي عبد الكريم عميد كلية الطب البيطري السابق بجامعة القاهرة ألي أن الحل الوحيد لمشاكل الأطباء البيطريين هو نقل قطاع الطب البيطري من وزارة الزراعة إلي وزارة الصحة فقطاع الطب البيطري الآن هيئة مستقلة وبها كل الخدمات والمشكلة تتلخص في عدم وجود تعيينات في وزارة الزراعة منذ فترة طويلة لذا هم يعملون بالرعاية الطبية ولذلك يجب تعديل كادر المرتبات والتوسع في التعيينات.
انتقد د.عبد الكريم المطالبة بإنشاء وزارة للثروة الحيوانية فالأطباء البيطريون يتبعون وزارة الزراعة ولكن يجب أن يكون لهم جهة لرفع كفاءتهم كنوع من التعليم المستمر والجمعية العمومية تريد أن تتبع اتحاد المهن الطبية فكيف يمكن ذلك؟! فبدلا من المطالبة بإنشاء وزارة جديدة يجب أن يبحثوا كيفية تعيين الأطباء ورفع كفاءة الموجودين فحل المشاكل ليس بالمسميات ونقل اختصاص الوزارات.
أوضح د.وسيم السيسي أستاذ المسالك البولية أن نظرة الدول الغربية للطبيب البيطري مختلفة عن مصر برغم الاحترام لهم هنا إلا أن الاهتمام بالطبيب البيطري في بعض البلدان الغربية كإنجلترا ونيوزيلندة وهولندة يصل إلي أنه يكون في وضع أهم من الطبيب البشري وذلك ينبع عن اهتمامه بصحة الحيوان التي تؤثر علي صحة الإنسان وأيضا لاهتمامه بقوانين المحافظة عليه.
يري الدكتور.ألفونس صبحي -طبيب بيطري- أن هناك العديد من المعوقات التي تواجه الهيئة البيطرية والأطباء البيطريين منها مستوي ثقافة الفلاحين الذي قد لا يعرف قيمة العلاج والطب البيطري رغم الإعلام والصحافة التي تحث علي أهمية هذا الطب في العلاج والوقاية من الأمراض بجانب تدني مرتبات البيطريين وعدم توفر معامل متكاملة لهم في كل مديرية بيطرية بالمحافظات المختلفة بالإضافة إلي نقص الأطباء والعاملين بالمديريات البيطرية الآن.