ذكرت دراسة صادرة عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية أن مصر تتخذ حاليا أولي خطواتها التحضيرية لاستخدام تكنولوجيا الطاقة النووية لتوليد الكهرباء, حيث يعتمد اختيار نوع التكنولوجيا النووية علي العوامل التي تؤدي إلي التوازن بين العرض والطلب يتطلب دراسة جدوي الاستخدام النووي لتوفير احتياجات الطاقة المستقبلية, بالإضافة للعوامل المؤثرة في اختيار نوع التكنولوجيا النووية, المناسبة لقطاع الكهرباء في مصر, وأكد الخبراء علي ضرورة وجود بدائل أخري للنفط كمصدر للطاقة خاصة الطاقة النووية لمواجهة الزيادة في الطلب علي الكهرباء علي المدي الطويل.
وأشار د.طارق سليم أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية والمعد للدراسة إلي أن المنهجية المتبعة في هذه الدراسة تعتمد علي توقعات العرض والطلب علي الطاقة الكهربائية في مصر للفترة الزمنية حتي 2050 بناء علي قياس المرونة وتحليل العناصر الرئيسية التي تؤثر علي استخدامات الطاقة الكهربائية والتي تشمل النمو السكاني ومستوي الدخل ومؤشر الناتج المحلي الإجمالي, مضيفا أنه من المتوقع أن تكون مصادر الطاقة التقليدية من البترول والغاز الطبيعي غير كافية لمستقبل الطلب علي الطاقة الكهربائية وبالتالي فإن البحث يري أن هناك جدوي من استخدام التكنولوجيا النووية في توليد الكهرباء بنسبة تدريجية من العرض المستقبلي, وذلك لاستيفاء توقع الطلب المتزايد علي الطاقة الكهربائية في مصر.
أكد د.سليم كذلك أن الطاقة النووية لها جدوي اقتصادية علي أساس توليد4% من إجمالي الطاقة الكهربائية المتوقعة في عام2017 و10% عام2025, و12% في عام2030, وأخيرا 15% في عام2050, وبحيث يكون الاختيار المقترح لتكنولوجيا المفاعل النووي المستخدمة هو استعمال تكنولوجيا مفاعل الماء الخفيف ذا دورة الوقود المفتوحة, غير أن هذه الجدوي مرهونة بعدة محددات أساسية تتعلق بالتخطيط والتنفيذ والمدة الزمنية للتشغيل.
وكشفت الدراسة عن أن مصادر الطاقة البديلة في مصر غير محدودة, إذ تصل إلي أقل من1% من إجمالي استخدامات الطاقة, ومع ذلك فإن مصر لديها القدرة علي استخدام الطاقة البديلة خاصة الطاقة الشمسية والنووية, فيمكن أن تستبدل الطاقة الشمسية عوضا عن البترول بمقدار 10آلاف برميل يوميا في عام2025. وأشار أيضا إلي أن إلغاء الدعم تدريجيا هو ضرورة حتمية للوصول إلي الاستخدام الأمثل للطاقة لكنه قد يشكل ذلك عبئا اقتصاديا علي الأسرة المصرية.
من جهته يؤكد د.عبد الرحمن جاب الله أستاذ الاقتصادي بجامعة حلوان أن ضخامة تكلفة المشروع ستحتم الحصول علي التمويل من مصادر متنوعة كما جدت مع مشروعات نووية في بلدان أخري, وبصفة عامة فقد تكون مصادر التمويل محلية أو إقليمية أو دولية وعلي رأسها البنك الدولي, والذي إذا حدث وتعاون معنا في هذا المجال, فقد يحقق هذا عدة أهداف منها منح المشروع وزنا ومصداقية يتيحان له الحصول علي باقي التمويل بشروط أكثر يسرا,