الطاعون.. الوباء القاتل أو كما يطلقون عليه الوباء الأسود, يعد من أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية علي مر العصور وراح ضحيتها ملايين الأشخاص من مختلف الأجناس, ولقد اتخذ العلماء وسائل عدة في حربهم التي لاتزال مستمرة ضد هذا الوباء ولكن معظم محاولاتهم كانت تبوء بالفشل لأن خطورة هذا الوباء تكمن في سرعة اختراقه للأنسجة البشرية.
ظهر مرض الطاعون من جديد في ليبيا واحتجزت السلطات الليبية عددا من المرضي وتم تطعيم سكان المدينة ضد المرض.
الأعراض
يشعر مريض الطاعون بالصداع والبرد ورعشة في الأطراف وسرعة في ضربات القلب وتورم في الغدد الليمفاوية وتقرح, واحتقان في الوجه مع جفاف اللسان والعطش, ويصاب المريض بالهلوسة والغيبوبة, ثم يحدث نزيف تحت الجلد نتيجة وجود لطخات علي الجلد, ثم يبدأ الجهاز العصبي في الانهيار, وتظهر اضطرابات عصبية غريبة يتمايل بسببها المريض وكأنه يرقص رقصة الموت وخلال عدة أيام يكون لون الجلد قد تحول للون الأسود ويفارق المريض الحياة.
انتقال المرض
ينتقل الطاعون إلي الإنسان بواسطة البراغيث حيث تتغذي من دم فأر مصاب بالمرض فتمتص البراغيث دمه, وتتكاثر البكتريا في معدة البراغيث وعندما يلدغ البرغوث الإنسان فإن معدة البرغوث المثقلة بالبكتريا تقذف بعض محتوياتها في مكان اللدغة وتنتشر في دم الإنسان فيصاب بالطاعون, وينتقل المرض من إنسان إلي إنسان عن طريق رزاز المصاب بالمرض حيث إن المرض من الأمراض المعدية.
أنواعه
من أهم أنواع مرض الطاعون
الطاعون الدملي: وهو من أكثر الأنواع انتشارا وينتقل بين القوارض كالفئران, والناقل للمرض بينهما أيضا البراغيث, وعند حدوث الأوبئة تنتقل هذه البراغيث من أجسام القارض الميتة, وتهاجم جسم الإنسان لتتغذي علي دمه وتصبح معدية لعدة أشهر لاحقة.
ويصاب المريض بالتهابات حادة وتورم مؤلم في الغدد اللمفاوية القريبة من مكان لدغ البرغوث.
* الطاعون التسممي: يشبه هذا النوع الطاعون الدملي في طرق انتقاله حيث ينتقل المرض بواسطة البراغيث من القوارض إلي الإنسان ويحدث هذا النوع كمضاعفات مرضية للنوعين الدملي والرئوي ويتسم بارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم وهبوط حاد في القلب بالإضافة للأعراض العامة للمرض.
* الطاعون الرئوي: أكثر أنواع الطاعون خطورة لسهولة انتقاله وانتشاره بين المخالطين للمريض, خاصة في الظروف المناخية والبيئية غير الصحية وينتقل عن طريق فضلات الشخص المريض إلي الشخص السليم وأعراض هذا النوع علي الإنسان تتمثل في الكحة والبلغم الغزير بالإضافة للأعراض العامة للمرض.
* الطاعون البقري: يعتبر أشد أنواع الطاعون التي تصيب الأبقار لأنه مرض معد جدا وينتقل عن طريق فيروس قادر علي القضاء علي قطعان بأكملها من الماشية والجاموس ومع أن الفيروس لا يصيب الإنسان مباشرة, فقد تسبب الطاعون البقري في الأقاليم التي تعتمد علي الماشية في أضرار اقتصادية واجتماعية جسيمة.
إجراءات وقائية
وبالنسبة للإجراءات التي يجب أن تتخذ للوقاية
من المرض فأبرزها التحصين بالتطعيم, التخلص من البراغيث, خروج أغطية الفرش وتعرضها لحرارة الشمس, مكافحة الفئران, العزل الإجباري للمريض في أماكن خاصة, تطهير إفرازات المريض ومتعالقاته والتخلص منها بالحرق, تطهير أدوات المريض بالغلي, تطهير غرفة المريض جيدا حتي في حالة وفاته.
ويحتاج المريض لسرعة العلاج والراحة التامة والتمريض الجيد وأخذ المضادات الحيوية واسعة المفعول وتحصين المحيطين به.
المصدر: سي. إن. إن