بدأت الرحلة عندما غادرت مطار القاهرة وأحمل بداخلي شوقا عارما لمعرفة هذا الكيان الذي يتحدث عنه الكثيرون…مرت ساعات السفر الطويلة ووصلنا مطار مدينة جوانزوالتي هي مجمع لكل المنتجات والأسواق الصينية وفي صالة المطار بهرني دقة النظام والسهولة في الإجراءات وأخذ انتباهي الطريق الذي أمشي عليه وهو يسير تحت قدمي بطريقة ميكانيكية تجعل المسافة تتقلص إلي ما يقرب النصف فهو يسير وأنا أمشي فوقه,حين ذاك أدركت أنني أذهب إلي شعوب تقدر قيمة الوقت وتعرف كيف تستغله وتعمل علي احترام وراحة الإنسان,فجمهورية الصين الشعبية كيان اقتصادي قوي,وحضارة قديمة,وبلد متعدد الثقافات يقع في شرق آسيا فهي واسعة المساحة,متنوعة التضاريس,جميلة المناظر,وفيرة الموارد,ولذلك لا توفر هذه البيئة الطبيعية الممتازة ساحة هائلة لمعيشة وتطور الأمة الصينية فحسب,بل تقدم أساسا ماديا ثابتا لتقدم المجتمع الصيني.
هي الثالثة من حيث المساحة في العالم بعد روسيا وكندا.تشترك الصين في حدودها مع14دولة:أفغانستان,بوتان,ميانمار,الهند,كازاخستان,قرغيزستان,لاوس,منغوليا,النيبال كوريا الشمالية,باكستان,روسيا,طاجكستان وفييتنام.بعدد سكان أكثر من مليار و250مليون نسمة,تعتبر الصين البلد الأكثر سكانا في العالم اليوم…كل هذه المعلومات كانت مجالا للدردشة بعد خروجنا من المطار ونحن في طريقنا لنركبتاكسي متوجهين إلي الفندق حيث مكان الإقامة وقد شد انتباهي ذلك الطابور والسير بانتظام للمواطنين الراغبين مثلنا لأخذ نفس المواصلة وأيضا وقوف التاكسيات بالطابور أيضا…فرغم الزحام لكن الأمور تسير بيسر وسلاسة فائقة…وعندما رأي صديقي شغفي بمعرفة الكثير عن الشعب الصيني أعطاني كتيبا يقول إن الصين من أهم المواقع التي عاش فيها الإنسان القديم.فبدأ أسلاف الصينيين حياتهم الاجتماعية البدائية قبل أكثر من مليون سنة في أرض الصين الواسعة.وقد اكتشف أكثر من عشرة هياكل للإنسان القديم في حوض نهر اليانغتسي وحوض النهر الأصفر,مثل إنسان يوان مون الذي عاش بمقاطعة يون نان قبل مليون وسبعمائة ألف سنة,وإنسان لان تيان الذي عاش بمقاطعة شان سي قبل ثمانمائة ألف سنة,وإنسان بكين الذي عاش قبل خمسمائة أو ستمائة ألف سنة…يقول الصينيون إن الآثار التاريخية والمناظر الطبيعية المشهورة ومحميات الحيوانات والنباتات النادرة كلها تراث مهم تركه لنا أسلافنا والطبيعة,ويمثل هذا التراث موردا مهما لتطوير السياحة وممارسة البحث العلمي.وعندما أردنا معرفة أهم المواقع السياحية الصينية قال لنا صديقنا الذي يعيش هناك إن الصين اليوم تعتبر من أهم المواقع السياحية الجاذبة للسياحة,ففي الصين اليوم بلغ عدد المزارات الطبيعية المشهورة علي المستوي الوطني مائة وتسعة عشر مزارا,وأدرج واحد وعشرون منها في قائمة منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة للتراث الثقافي والطبيعي العالمي.وفي السنوات الأخيرة,اختارت الصين عشرة مواقع من أهم المزارات المشهورة الكبري في الصين وهي:سور الصين العظيم,القصر الإمبراطوري ببجين,جبل هوانغ شان بآن هوي,بحيرة سيحو بهانغ تشو,الجبال والبحيرات بقوي لين,المضايق الثلاثة علي نهر اليانغتسي,الحدائق بسوتشو,التماثيل الصلصالية الجنود والجياد بشيآن,القصر الصيفي بتشن ده,بحيرة الشمس والقمر بتايوان.وفي هذه الأراضي الواسعة تنتشر كثير من الجبال والأنهار المشهورة والكنوز الثقافية.
وصلنا بالتاكسي إلي الفندق وهو بالقرب من الكورنيش لمنطقة نان فانتاسا التي تعني غرب الصين الجميلة وبالسؤال عن سواحل الصين أخذني صديقي إلي طريق الكورنيش وهو يقول: تمتد حدود الصين البرية حوالي22.800 كيلو متر,ويبلغ طول سواحل الصين حوالي18ألف كيلو متر.أراضي سواحلها منبسطة وعلي هذه السواحل موانئ ممتازة كثيرة ومعظمها مفتوح طول السنة يحيط بالبر الصيني يحر بوهاي والبحر الأصفر وبحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي في الشرق والجنوب.وتبلغ المساحة البحرية الصينية4.73 مليون كيلومتر مربع.وبحر بوهاي هو بحر داخلي صيني,أما البحر الأصفر وبحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي فهي علي أطراف المحيط الهادي.
وتتناثر في مناطق الصين البحرية 5400 جزيرة,أكبرها جزيرة تايوان التي انفصلت عن الوطن الأم,ومساحتها 36 ألف كيلو متر مربع.وتليها جزيرة هاينان ومساحتها 34ألف كيلو متر مربع وهي تشتهر بصيد الأسماك وتصنيعها…وتقع جزيرة دياويوي وجزيرة تشيوي شمال جزيرة تايوان الشرقي في أقصي شرق الصين.وينتشر علي بحر الصين الجنوبي عدد كبير من الجزر الكبيرة والصغيرة والجزر الرملية يطلق عليها جزر بحر الصين الجنوبي,وهي مجموعة جزر تقع في أقصي جنوب الصين وتعرف حسب اختلاف مواقعها بجزر دونغشا وجزر شيشا وجزر تشونغشا وجزر نانشا.
وفي تعاملاتنا اليومية كانت الصعوبة التي تواجهنا دائما هي اللغة التي كانت بالنسبة لنا طلاسم,وعرفنا منها القليل مثلنيهاوالتي تعني أهلا وسهلا وكلمة تم بي توالتي تعنيمش فاهموكلمةشي شياوتعني شكرا وكما الحال عندي أردت أن أعرف عن اللغة الصينية القليل…وقال أحد الأصدقاء يقيم هناك وهويمني الجنسية وجاء في منحة دارسية واستقر في الصين عن أصل اللغة الصينية ومفرداتها:
تمثل لغة هان(الصينية المنطوقة والمكتوبة)اللغة الرسمية للبلاد.وهي تستخدم في كافة أنحاء البلاد.ومن حيث تعدادها تحتل هذه اللغة المرتبة الأولي في العالم.رغم أن اللغة الصينية تشمل أكثر من30ألف مقطع(أو رمز)إلا أنه وحسب إحصاء المقاطع الصينية المكتوبة في الكتب والصحف الحديثة في الوقت الحاضر,يشكل حوالي3000 مقطع صيني99% من نسبة المقاطع الصينية المكتوبة المتكررة.ومن بين الـ55أقلية قومية قوميتا هوي والمانتشو تستخدمان اللغة الهانية,بينما تستخدم كل من الـ53 قومية الأخري لغتها الخاصة.ولـ 21أقلية قومية لغتها المكتوبة,يتم تدريس اللغات القومية في المدارس والمناطق التي تسكنها هذه الأقليات…وعن الديانة الرسمية في الصين وهل هناك تعدد للديانات والمعتقدات في هذا البلد فقال لي:بالنسبة لدخول الديانات إلي هذا البلد فقد دخلت البوذية الصين في القرن الأول الميلادي تقريبا,وبدأت تنتشر منذ القرن الرابع,وأصبحت تدريجيا الدين الأوسع تأثيرا في الصين.والبوذية التبتية جزء من الدياتة البوذية,وتنتشر في التبت ومنغوليا الداخلية بصورة رئيسية.وفي الوقت الحاضر ,يبلغ عدد المعابد البوذية في عموم الصين أكثر من13ألف معبد.ودخل الإسلام الصين ازداد انتشارا وحاليا يبلغ عدد المساجد في الصين أكثر من30ألف مسجد.ودخلت الكاثوليكية الصين منذ القرن السابع الميلادي تدريجيا,وبدأت البروتستانتية تنتقل إلي الصين بحلول القرن التاسع عشر.وفي الصين اليوم أكثر من4600 كنيسة وقاعة للكاثوليكية و12ألف كنيسة للبروتستانتية,وأكثر من25 ألف مكان بسيط(تجمع صغير)لمزاولة النشاطات الدينية,وتشكلت الطاوية في القرن الثاني الميلادي,وهي تتخذ لا وتسه ممثل المدرسة الفكرية الطاوية في فترة الربيع والخريف مؤسسا لها ,وكتابه (الأخلاق) كتابها المقدس الرئيسي.وفي الصين أكثر من1500 معبد طاوي.
لكل من البوذية والإسلام والكاثوليكية والبرتستانتية أتباع في الصين,بالإضافة إلي ذلك في الصين أديان خاصة بها.
فمن تنوع الأشخاص لتنوع الديانات إلي تنوع المناظر الطبيعية الخلابة التي تتخللها الجبال التي تكسوها الخضرة والأنفاق التي تخترق تلك الجبال لتعبر بنا من منطقة إلي أخري كانت رحلتنا للتعرف علي بلاد التنين الأصفر الذي هو رمز يوضع علي أغلب المنازل هناك ويستخدم في الاحتفالات الشعبية كموروث شعبي لدي الصينيين.