الأسبوع الماضي احتضنت نقابة الصحفيين بمقرها الرئيسي بالقاهرة النجم الساطع في سماء السياسة العالمية….بالقوة الضاربة في عالم المال والاقتصاد…الصين الشعبيةالتي أجمع كافة خبراء السياسة والمال في العالم علي أنها القطب الثالث عالميا مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وتصارع بقوة لتحتل الصدارة وتصبح لها الكلمة العليا علي الأقل في الشئون الاقتصادية.
ستون عاما بالتمام والكمال علي نشأة الصين الشعبية…عشر سنوات بالتمام والكمال من التعاون الاستراتيجي بين مصر والصين…خمس سنوات علي ولادة مجلةالصين اليوموالتي يزداد توزيعها عاما بعد آخر في ظل إقبال حافل عليها من مختلف شرائح المجتمع في مصر.الصينوبامتياز لاقت الحفاوة والتقدير في احتفالية كبري حضرها وشارك فيها لفيف من المسئولين الرسميين في مصر وخبراء في السياسة والمال والاقتصاد إلي جانب مفكرين وأدباء وحشد كبير من العاملين في الأوساط الإعلامية.ماذا عنالصين اليوموماذا ينتظرها مستقبلا؟…وماذا عن التعاون الاستراتيجي مع مصر؟وما هي ثمار هذا التعاون؟تساؤلات كثيرة طرحتها وطنيواستطاعت أن تحصد الكثير من الإجابات من خلال الإحصائيات والبيانات والحوارات التي انفردت بها خلال هذه الاحتفالية.
سفير الصين بالقاهرة السيدووتشونهوا:وضع النقاط فوق الحروف عبر كلمته الموجزة المختصرة والتي حوت العديد من الأرقام ذات الدلالة علي ما وصلت إليه الصين حاليا قال السيد ووتشهونهواعلي مدي 60عاما شهدت ملامح الصين تغيرات جذرية حيث أحرزت عملية بناء العصرنة إنجازات لفتت انتباه العالم حيث تجاوز إجمالي الناتج المحلي للصين4تريليونات دولار أمريكي مما دفع الصين,من حيث الحجم الاقتصادي,لأن تحتل المركز الثالث علي مستوي العالم.كما تجاوز حجم احتياطيها من النقد الأجنبي2تريليون دولار أمريكي لتحتل بذلك المركز الأول علي مستوي العالم,كذلك تتبوأ الصين وعلي مدي أربع سنوات متتالية المركز الثالث في التجارة الخارجية حيث بلغ إجمالي قيمة الصادرات والواردات للصين 2.56تريليون دولار أمريكي,كذلك حافظ اقتصاد الصين علي النمو السريع إذ بلغ معدل النمو في الصين 9% بالرغم من الأزمة المالية التي أثرت سلبا علي اقتصادات كافة دول العالم.
السفير الصيني بالقاهرة:وضح في كلمته التقدم الملموس في كافة مجالات التنمية بين الصين ومختلف دول العالم وخصوصا العالم العربي الذي ترتبط معه الصين بعلاقات وثيقة ترعي المصالح والمنافع المشتركة للطرفين منذ زمن طويل.فعلي سبيل المثال وليس الحصر-قال سفير الصينووتشهونهوا-إن التعاون المشترك بين الصين والعالم العربي يزداد بشكل سريع حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين نهاية العام الماضي2008 132 مليار دولار أمريكي,كما تزداد الاستثمارات الصينية في الدولة العربية يوما بعد آخر,وتتنوع مجالات الاستثمار من تنمية الموارد الطبيعية والصناعة الخفيفة والغزل والنسيج إلي مجالات تصنيع الماكينات والسيارات وغيرها مما دفع بشكل قوي التطور الصناعي المحلي وعملية نقل التقنية الصينية للدول العربية الأمر الذي ساهم في توفير فرص عمل لآلاف الشباب في العالم العربي.
د.مفيد شهابوزير الشئون القانونية والمجالس النيابية في الحكومة المصرية أكد من جهته علي الدور البارز الذي تقوم به الصين في العديد من المجالات العالمية مثل إصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ودفع الإصلاح للنظام المالي الدولي.كذلك تتعاون الصين بشكل وثيق مع الدول الأخري لمواجهة التحديات المتمثلة في تغير المناخ وأمن الطاقة وانتشار أسلحة الدمار الشامل وغيرها من التحديات العالمية.
أوضح دمفيد شهابكذلك أن الدورة الرابعة لمنتدي التعاون الصيني الأفريقي الذي استضافته القاهرة في الثامن من نوفمبر الحالي حرص علي مراجعة تنفيذ خطة عمل بكين التي تم اعتمادها عام2006 والتي تشمل مجموعة من البرامج والمشروعات للتعاون بين الصين وأفريقيا بهدف تحقيق التنمية الشاملة وخاصة في مجالات البنية الأساسية والتعليم والصحة والتجارة والبيئة.
الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية د.أحمد جويلي أكد علي متانة العلاقات بين الصين والدول العربية في كافة المجالات وخاصة الاقتصادية منها,فالدورة الأولي لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين احتضنتها بكينعام2005,والدور الثانية احتضنتها العاصمة الأردنيةعمان,وفي القاهرة -يقول دجويلي-ناقشنا علي مدار أربع جلسات آفاق الاستثمارات العربية الصينية وانعكاسات الأزمة المالية العالمية والتعاون العربي الصيني في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة,وسبل تطوير التجارة العربية الصينية.
ويري دجويليأن العلاقات الاقتصادية بين الطرفين العربي والصيني تزداد قوة ومتانة إذ يكفي أن نذكر علي سبيل المثال وليس الحصر أن الدول العربية تحتل للعام الخامس علي التوالي المركز الثامن علي مستوي العالم كأكبر شريك تجاري مع الصين,وتحتل السعودية المرتبة الأولي كأكبر شريك تجاري عربي مع الصين إذ بلغت قيمة التجارة بين البلدين بنهاية العام الفائت2008 28مليار دولار أمريكيتليها سلطنة عمان بمبلغ 12.4مليار دولار,كذلك وصل حجم الاستثمارات الصينية التراكمية في الدول العربية حتي نهاية 2007 نحو 44.2 مليار دولار أمريكي في حين تبلغ الاستثمارات العربية التراكمية في الصين خلال 2007 نحو 28.1 مليار دولار أمريكي.
د.جويلييؤكد في ختام رؤيته للعلاقات بين الجانبين العربي والصيني أن هناك بعض مجالات التعاون تحتاج إلي خطوات عملية لتنشيطها ومن أهمها:إعداد استراتيجية عربية صينية مشتركة لفحص الجودة والمواصفات والمقاييس والحجر الصحي وذلك تنفيذا لبرنامج العمل للتعاون العربي الصيني للأعوام2008-2009والذي أقره الاجتماع الوزاري الثالث الذي عقد بمملكة البحرين في مايو2008 إضافة إلي التعاون في مجال التنمية الريفية ومكافحة الفقر وتكنولوجيا المعلومات والزراعة والسياحة والنقل.