إن كل من الصحافة والأدب عالم مثير وخصب ، والجمع بينهما سلاح ذو حدين ، فلغة الصحافة بسيطة مباشرة لاتحتمل تاويلاً وتوجه إلى فئات المجتمع كله ، اما لغة الأدب شيئاً أخر حيث سحر الأبداع وروعة أسلوبه .
علمنى الأدب العمق فى تناول الموضوعات ومناقشة القضايا ، علمنى كيف أكتب جملاً رشيقة ، وأصيغ صياغة الأبداع وليس فقط صياغة الأحتراف ، فأصبحت الصحافة عندى لوناً جديداً من الأبداع .
من هنا فإن مهنة الصحافة تتطلب تطويراً على الدوام خاصة بعد ثورة 25 يناير وماتعيشه مصر من أحداث ومواقف فى هذه اللحظة التاريخية الفارقة
وقد طرحت الهيئة المصرية العامة للكتاب هذا الموضع ” الصحافة بعد 25 يناير ” للمناقشة والتى خلصت إلى أن تطوير مهنة الصحافة يبدأ من نقابة الصحفيين وتغيير القوانين التى تحكم النقابة
وقد ذكر الكاتب الصحفى الكبير سعد هجرس : قبل 25 يناير كان يوجد أعلام تضليل وأعلام آخر يكشف التضليل ، كان هناك الكثير من الحرية ولكن غير المؤسسية ، وكان لأصدار أى صحيفة يجب موافقة أمن الدولة للحصول على الترخيص وكانت إجراءات معقدة جداً ، وهذه المشاكل لا زالت موجودة بعد 25 يناير وهذا يعنى أن الثورة لم تصل للصحافة ، فهناك قوانين يجب أن تلغى وأخرى يجب أن تعدل مثل القوانين التى تجيز الحبس فى قضايا النشر وقانون عضوية النقابة ، وهذه القوانين تم صياغتها فى ظل الحزب الواحد سياسياً ، القوانين التى تحكم نقابة الصحفيين الآن يوجد صحافة خاصة وورقية وإلكترونية ولذلك مع كل أنتخابات تأتى مشكلة القيد فى النقابة فهناك الكثير يكتبون فى الصحف وهم ليسوا أعضاء نقابة وهذه الآليات يجب أن تتغير ، والمجلس الذى يشرف على الصحافة ، بإختصار هذه المهنة تحتاج إلى الكثير لتحقق الجزء الأكبر للرسالة المنوطة بها ، ويجب أن تصبح حرية الصحافة مؤسسة قانونياً.
أضاف هجرس :الصحافة فى الوقت الحالى إما يملكها الدولة أو رجال الأعمال أى أن الصحافة إما خاضعة للحكومة أو خاضعة لرأس المال ، ويجب أن توجد حرية فى الأصدار فمن حق كل قرية فى مصر أصدار صحافتها الخاصة بها ولكن الصحافة لا زالت قاهرية ولا توجد صحافة أقليمية على الأطلاق والصحف الصادرة فى القرى والمدن هى التى ستخرجنا من سيطرة رأس المال وسيطرة الحكومة .وأرى مستقبل الصحافة واعد جداً مثل مستقبل مصر فالشعب أصبح رقم جديد فى معادلة لا يمكن إلغائها.
محددات تحكم الصحافة
أما خالد البلشى رئيس تحرير جريدة البديل فقال : فى تقديرى أن الحديث عن صحافة ما بعد 25 متقدماً كثيراً وهناك محددات تحكم الصحافة إذا تغيرت يحدث التغيير الحقيقى ، الصحافة ما قبل 25 يناير وما بعد 25 يناير نقارنها على مستوى القوانين التى تحكمها ، شكل ملكية الصحافة ، والأداء الصحفى.
القوانين ما زالت كما هى تحكم حرية الصحافة ومازال قانون حبس الصحفيين ،والسائد الآن حالة غسيل سمعة لأن الصحفيين متهمون أنهم كانوا يكتبون لشخص واحد وجدنا صحافة أستبدلت حالة السجود للنظام القديم لحالة الهجوم الشديد عليه ، والحرية أصبحت تتمثل فى سب النظام السابق ، وبدلت الصحافة الرئيس بالمجلس العسكرى ، وفجأة الصورة التعبيرية للأهرام أستبدلت مبارك بالمجلس العسكرى ودفاعه عن الثورة ، وهذا يمثل تأسيس لفرعون جديد هو المجلس العسكرى ، وكل المعلومات التى تكتب الآن سواء عن التقارير الصحية للرئيس السابق وأرصدة رموز النظام السابق غير دقيقة ولو لدينا قانون لتبادل المعلومات كان الوضع أختلف وكان صاحب الخبر الكاذب يحاسب .
وعن حبس الصحفيين قال البلشى : الصحفيون مهددون بتحويلهم للنيابة العسكرية وموضوع الإحالات تم التراجع عنها ولكن عندما يسترخى المجتمع سيطبق قانون الحبس لأنه لم يتغير وبالتالى يجب تغيير القوانين الحاكمة.
وبداية تطوير الصحافة يأتى من النقابة ولا يصح أن يوجد صحفيين حقيقيين يحرمون من عضوية النقابة ، النقابات خلقت لتدافع عن ممارسى المهنة ، ولكن إذا عملت دون عضوية النقابة تتهم بأنتحال صفة صحفى ولابد أن تكون هذه هى المعركة الأولى للنقابة ويجب تغيير قوانين النقابة وربما الحل فى تعددية نقابية أو حرية نقابية ، نحتاج لنقابة تدافع عن الصحافة وتحمى الصحفيين وتنشغل بحرية الصحافة .
وأكد البلشى :البداية تطوير النقابة التى تحمى الصحفيين وإذا لم تنصلح أحوال النقابة يجب أن ينشأ الصحفيين نقابة بديلة تدافع عن الحريات وتطور مهنة الصحافة ، وأعتقد أن هناك فرصة أمام النقابة الآن أن تطور القوانين القديمة.
وعن تجربة البديل قال البلشى فى حادث سقوط صخرة الدويقة تجاهلتها الصحف لمدة يومين ، والبديل كثفت الضوء عليها وحولت المشكلة لقضية كبيرة ،وفى الصحافة نحتاج لتجارب تعبر عن الشباب وعن المجتمع ، وإذا عملنا صحافة بشكل حقيقى نقيمها بعد عامين إذا توفرت القوانين ونقابة حقيقة سيصبح لدينا صحافة أكثر قرباً من المجتمع وتعبر عنه ، ولا تنتظروا تغيير فى الصحافة.
==
س.س
24 – 9 – 2011