نحتفل هذه الأيام بعيد الغفران وحالة من السكون تعم هضبة الجولان والحدود الشمالية لإسرائيل والضفة الغربية وحالة من الهدوء النسبي تعم قطاع غزة, الوضع ملائم لفرض السلام الذي نراه مع بقاء الوضع علي ما هو عليه. لكن ما أشبه اليوم بالبارحة فهذا ما حدث بالضبط منذ 36 عاما.
ففي ذلك اليوم قررنا التنزه صباحا وركبنا القطار ونزلنا في الجنوب واتجهنا للعريش رأينا بوادر أزمة وكانت محطات البنزين مغلقة, غيرنا خططنا وعدنا إلي إسرائيل وجلسنا في غرفة الطعام, حينئذ استقبلنا اتصالا هاتفيا وعلمنا أن الحرب اندلعت.
تصفحت في نهاية الأسبوع الصحف التي صدرت قبل ثلاثين يوما من اندلاع حرب السادس من أكتوبر: القاهرة إذا لم تنسحب إسرائيل من الأراضي المحتلة سنفرض عليها حصارا اقتصاديا. ريتشارد نيسكون: نتبني فكرة إنهاء الصراع في الشرق الأوسط.
في تلك الأيام كان كل طفل يحفظ شفاهة أسماء أعضاء هيئة الأركان, وكانوا واثقين أن صورهم ستزين عما قليل خيام عيد المظال. وكان كل شيء هادئ علي قناة السويس وأيضا في سيناء, قطاع غزة والضفة الغربية والجولان يخيم عليهم الصمت, الخطوط مؤمنة, الجسور مفتوحة, القدس موحدة, المستوطنات مقامة, وكل ذلك قبل أيام من يوم القيامة يوم السادس من أكتوبر.
قبل ذلك بثلاث سنوات ونصف وفي أبريل 1970 دعي رئيس مصر أنور السادات رئيس الهسندروت تاحوم جولدمان ليأتي للقاهرة غير أن جولدا مائير رئيسة الحكومة رفضت. وفي فبراير 1971 قدم السادات شروطه للسلام مع إسرائيل لمندوب الأمم المتحدة, جونار يارينج, أما الحكومة فاعترضت علي تلك الشروط. وفي يوليو 1973 قال وزير الأمن موشيه ديان: شرم الشيخ بلا سلام أفضل من سلام بلا شرم الشيخ, وأن مصر لن تستطيع الحرب قبل عشر سنين من الآن وستبقي إسرائيل علي وضعها الحالي. أما السادات فقال لجريدة أوستري: إذا اعترضت إسرائيل علي التفاوض سنعد مليون جندي ونخرج للحرب وردت جولدا مائير: إن المصريين لا يقدرون حتي علي عبور قناة السويس.
مساء عيد الفصح عام 1973 حيث كان الصمت يخيم علي قناة السويس وعلي الضفة الغربية وهدوء نسبي في غزة انتهي ذلك الصمت, الجنرالات لم يستطيعوا فعل شيء, لم نعد نسيطر علي شرم الشيخ. فما أشبه اليوم بالبارحة.
ترجمه من العبرية
أنطون ميلاد