حينما يدخل الرب إلي دائرة حياتنا, ويصير محور حبنا وانشغالنا, فحينئذ يتقدس الجسد بروح الله العامل فينا, من خلال ركائز محددة وهي:
1- المعمودية:
وفيها لا نزيل وسخ الجسد بل يتطهر ضميرنا من الأعمال الميتة (1بط4:21) إذ فيها يتم تجديد الطبيعة الإنسانية بالروح القدس, ونولد ثانية من الماء والروح, وكما كان روح الله يرف علي وجه المياه في الخليقة الأولي العتيقة, كذلك يولد الإنسان من الماء والروح, ميلادا جديدا فيصير ابنا لله, بعد أن كان ابنا لآدم.
2- الميرون:
وفيه يتم تثبيت الإنسان في روح الله, ويتدشن هيكلا مقدسا للرب, من خلال 36 رشم صليب, تحمل معان روحية مهمة, حيث تتم الرشومات هكذا:
الرشم الأول علي الرأس, لتقديس الفكر.
رشمان علي القلب والبطن, لتقديس المشاعر والأحشاء.
12 رشما ععلي الذراعين, لتقديس الأعمال.
7 رشومات علي الحواس, لتقديسها أيضا.
رشمان علي الظهر والصلب, لتقديس الإرادة.
12 رشما علي الذراعين لتقديس الأعمال.
12 رشما علي الرجلين, لتقديس الخطوات.
وهكذا يتدشن الجسد بالروح القدس, كما ندشن الأواني المقدسة, والكنائس, والمذابح, وتتم فينا الكلمة: أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم؟ (1كو3:16).
3- التناول:
وفيه نثبت في المسيح, ويثبت المسيح فينا, وذلك حينما يسري دمه في دمائنا, ويتحد جسده الطاهر بأجسادنا, فنأخذ من الرب قوة قيامته, وحياة أبدية: من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه (يو6:56), من يأكلني يحيا بي (يو6:57), من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير (يو6:54).
4- الجهاد الروحي:
وما يشمله من جهاد ضد الخطية, وأمانة في حفظ الوصية, وصلاة متواترة ومستمرة, ودراسة لكلمة الله الحية, وقراءات واجتماعات وخلوات روحية… فهذه كلها تنير الذهن وتشبع الروح, وتضبط الجسد, وتقدس الكيان الإنساني.
إن الصوم ورفع الذراعين في الصلاة وقرع الصدر والمطانيات وسائل ناجحة في ضبط الجسد وإشعال نار الروح, وتطهير الكيان الإنساني من أوجاع الخطية, مع التعبير المستمر عن الحب لله والأمانة في الجهاد الروحي.
وكما اشترك الجسد مع الروح في صنع الخطية, هكذا يشتركان معا في الجهاد الروحي ليشتركا معا في النهاية في المجد الأبدي, فالإنسان كل متكامل ليس فيه تجزئة أو تفتيت!!.
الجسم ليس نجسا
مما يؤكد أن الجسم ليس نجسا, أن خطايا كثيرة نسبها الرسول بولس للجسد, ولكنها خطايا نفسية, ليس للأعضاء دخل فيها, إذ يقول: … وأعمال الجسد ظاهرة التي هي: زنا, عهارة, نجاسة, دعارة, عبادة الأوثان, سحر, عداوة, خصام, غيرة, سخط, تحزب, شقاق, بدعة, حسد, قتل, سكر, بطر,…. (غل5:19-21).
وهكذا أوضح لنا أن الخطايا جسدية عضوية: كالزنا والنجاسة والقتل والسكر, وأخري نفسية: كالعداوة والخصام والغيرة والسخط والتحزب والحسد… ونسب الكل للجسد, أي لتيار الإثم العامل في الجسم وليس للجسم التشريحي ذاته!!.
شكرا للرب إذن, لأنه قدس أجسادنا حينما اتحد بطبيعتنا, وحينما رضي أن يتحد بنا ويسكن فينا, فالعذراء ندعوها معمل اتحاد الطبائع وفي تجسد الرب من أحشائها قبول ضمني أن يسكن في كل منا.
هآنذا واقف علي الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي, وفتح الباب, أدخل إليه, وأتعشي معه, وهو معي (رؤ3:20).
ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم (أف3:17).
أنا فيهم وأنتم في (يو17:23).
فلنتعامل مع أجسادنا من هذا المنطلق المقدس!!.
ولنجاهد في طريق الطهارة معتبرين أننا نتعامل مع هيكل الله وأن من يفسد هيكل الله, سيفسده الله, لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو (1كو3:17).