يئن الشباب كثيرا من سطوة الجسد!!
لماذا سمح الله بهذه الحرب المستعرة بالداخل؟!
ولماذا هذه الغريزة المتعبة؟
ألم يكن في استطاعة الرب أن يخلقنا بدونها؟ أو علي الأقل لا تتحرك فينا إلا في إطار معين إرادي؟
ألم يقل الكتاب: ##إن الجسد يشتهي ضد الروح, والروح ضد الجسد, وهذان يقاوم أحدهما الآخر## (غل 17:5).
لكن القيامة حلت لنا المشكلة, فالرب يسوع نفسه, أخذ جسدا, وحل بيننا!!, ولما فدانا علي الصليب, ومات عوضا عنا, قام بنفس الجسد, ولكن بشكل نوراني!! دخل إلي العلية, والأبواب مغلقة!!, كان جسده منيرا وروحانيا!, لم يتعرف عليه تلميذا عمواس, إلا بعد أن انفتحت أعينهما!, ولم يتعرف عليه التلاميذ علي بحيرة طبرية, إلا بعد أن اصطادوا – بإرشاده – السمك الكثير!!, وحينما صعد الرب إلي السماء, كان من الممكن أن ينفض عنه الجسد, ويصعد إلي السماء بلاهوته فقط, لكنه صعد إلي السماء ##جسديا##, لأن لاهوته لم ينفصل قط عن ناسوته, لا علي الصليب, ولا في القبر, ولا بعد القيامة, ولا في أورشليم السمائية!!
أتحد اللاهوت بالناسوت, بطريقة نهائية وأبدية!! وصار لطبيعتنا الإنسانية سفير في مقادس السماء!! ووقف الرب, وما يزال, شفيعا كفاريا عن جنسنا أمام العدالة الإلهية..
##أكتب إليكم – يا أولادي – هذا لكي لا تخطئوا, وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب, يسوع المسيح البار, وهو كفارة لخطايانا, ليس لخطايانا فقط, بل لخطايا كل العالم أيضا## (1يو 1:2,2).
ما هو الجسد؟
يري البعض في الجسم الإنساني عدوا لدودا للروح, وسجنا خطيرا لها!
هذا الفكر ليس مسيحيا.. فالرب هو الذي خلق لنا هذا الجسد, وكل خليقة الرب مقدسة وحسنة جدا, كل الأعضاء مقدسة, وكل خلاياها مقدسة, وكل وظائفها مقدسة, بل الأعضاء التي نتصورها قبيحة, لها جمال أفضل, ففيها يكمن سر الحياة, وسر استمرار النوع البشري, وسر الإتحاد بالله, وشركة الخلق مع الله!!
نظرتنا إذن هي المحتاجة إلي تعديل!! فلقد تدنت وتدنست, فلم تعد تري فيما خلقه الله من أعضاء وغرائز إلا السلبية والإنحراف, وتنسي ما في ذلك كله من إيجابية وحب وقداسة!!
? ##ليكن الزواج مكرما عند كل واحد, والمضجع غير نجس## (عب 4:13).
? ##لم يبغض أحد جسده قط, بل يقوته ويربيه## (أف 29:5).
? ##الرجل هو رأس المرأة, كما أن المسيح أيضا رأس الكنيسة, وهو مخلص الجسد## (اف 23:5).
? ##هذا السر عظيم (أن يكون الاثنان جسدا واحدا), ولكني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة## (أف 32:5).
? ##الجسد ليس للزنا بل للرب, والرب للجسد## (1كو 13:6).
? ##الجسد للمسيح## (كو 17:2).
المشكلة إذن ليس في ##الجسم##, بل في ##تيار الإثم## العامل في الجسم, ومن خلال أعضائه, فالعين تري الجيد والرديء, وكذلك الأذن وبقية الأعضاء, المشكلة إذن هي إرادة الخطيئة, وتيار الإثم والفساد, الذي تسلل إلينا منذ سقوط آدم أبينا.
أما حينما يدخل الرب إلي دائرة حياتنا, ويصير محور حبنا وانشغالنا, فحينئذ يتقدس الجسد بروح الله العامل فينا, من خلال ركائز محددة نذكرها في العدد القادم إن شاء الله. (يتبع)