يستطيع الشباب أن يقتني أربعة مفاتيح في مواجهة المستقبل:
1- مفتاح الإيمان
2- مفتاح القناعة
3- مفتاح الابتكار
4- مفتاح التميز
1- مفتاح الإيمان:
بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عب11:6) لأن الإيمان -ببساطة- هو الثقة في الله, واليقين الكامل, أنه وعد, وأنه قادر أن يحقق وعوده. الإيمان هو أن تفتح حياتنا علي حياة الله, وقدرتنا المحدودة علي قدرته اللانهائية. الإيمان يعطينا إمكانيات فائقة, ليس بسببنا بل بسبب محبة الله, وحكمته, وقدرته. إن الله يحبنا أكثر من مما نحب أنفسنا, وهو حكيم يعرف ماذا يصلح لنا وماذا يبني حياتنا في الأرض والسماء, وهو قادر علي كل شئ. لذلك فإن كان كل شئ مستطاع لدي الله (مر10:27), فإن كل شئ مستطاع للمؤمن (مز9:23), لأن المؤمن هو -ببساطة- إنسان يسكن فيه الله. من هنا كان الرسول بطرس يهتف قائلا: في هذه جميعها, يعظم انتصارنا بالذي أحبنا (رو8:37), وكان دائما يقول: أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني (في4:13).
يجب أن يدخل الإنسان إلي ظروف الحياة, وإشكالاتها, واحتياجاتها, ومصادماتها وهو يهتف جعلت الرب أمامي في كل حين, لأن عن يميني فلا أتزعزع (مز16:8). المؤمن يبدأ إيمانه نظريا -بالمعلومات- إذ يقرأ ويعرف عن الله, ووجوده, وأقانيمه, وكمالاته, وتجسده, وفدائه وإنجيله وكنيسته… إلخ. ثم يحول المعلومات إلي وجدانات, من خلال تكوين عشرة حب يومية, وصلاة مستمرة, فالرب كما يطلب منا المعرفة أنموا في النعمة والمعرفة (2بط3:18), يطلب منا الحب يا ابني أعطني قلبك (أم23:26). ومن ثم يتحول الإيمان من معلومات إلي وجدانات ثم من وجدانات إلي سلوكيات, حياة علمية أمينة, واختبار يومي متجدد, فيعيش الإيمان العامل بالمحبة (غل5:6), لأن إيمان بدون أعمال ميت (يع2:20)… إنه مفتاح الخلود, والنجاح والمستقبل… أن نحيا الإيمان كمعايشة يومية ومرافقة إلهية, وليس كمجرد نظريات.
2- مفتاح القناعة:
فالإنسان الذي دخل إلي حياة الإيمان بالله, يدخل إلي عالم الكنز غير المحدود, وحيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا (مت6:21). الإنسان المؤمن يحيا القناعة, التي قال عنها الكتاب: التقوي مع القناعة تجارة عظيمة (1تي6:6), كونوا مكتفين بما عندكم (عب13:5), إذ يكون لنا الكفاف في كل عمل صالح (القداس الباسيلي عن الآية 2كو9:8)… والقناعة لا تعني الكسل أو الركود أو عدم إنماء الموارد, واستثمار الوزنات, سواء الروحية أو الفكرية أو المادية أو العلمية… فهذا كله مقبول إذا ما تمت تنميته في روح المسيح, وأمانة المبادئ وعدم الطموح الذاتي وتمجيد الله الذي قال: بدوني لا تقدرون أن تعلموا شيئا (يو15:5).
3- مفتاح الابتكار:
لم يعد من المناسب أن ينتظر الشباب طابور القوي العاملة المتعطل, ولا حتي وظيفة حكومية أو قطاع عام. حتي وظيفة القطاع الخاص ليست الحل المثالي. الحل المثالي هو المشروع الصغير الإنتاجي, الذي يكبر, ويكبر الشباب معه, فيصير شيئا مجزيا, يقدر أن يعاونه علي إيجاد سكن, والارتباط بشريك حياة, بل وتقديم حياة كريمة لأسرته, وتزويج أولاده فيما بعد. إنه أمر يحتاج إلي تغيير ذهنية شبابنا من الوظيفة إلي العمل الحر يتخلي عنها لغيره. إن روح الابتكار هي المطلوبة الآن في عالم الخصخصة والعولمة والكساد.
4- مفتاح التميز:
المستقبل للمتميزين!! هذه هي صيحة شباب المستقبل. ونواحي التميز كثيرة, سواء في المجال العلمي: شهادات التخصص, أو المجال المهني: كفاءة العمل والإنتاج, أو المجال المهاري: لغات وكمبيوتر, أو غير ذلك من نواحي تجعل أصحاب العمل في حاجة إلي خبراتنا وإمكانياتنا. ولكن تميزا آخر في غاية الأهمية هو الأمانة كن أمينا إلي الموت, فسأعطيك إكليل الحياة (رؤ2:10).
إن صاحب العمل الآن, والمستهلك العادي, وكل من هو في حاجة إلي مهنة وتخصص يحتاج أن يثق قبل كل شئ في أمانتي… والأمانة مفتاح مضمون في علاقات العمل, أو في مشروع مشترك. وأبناء المسيح وبناته, يجب أن يكونوا دائما متميزين في هذه النقطة.
***
بهذه المفاتيح, وبقومة الله, وبالجهد الأمين والمخلص, تنجح حياتنا في كل زواياها: روحيا وفكريا ونفسيا وجسديا واجتماعيا.