هناك تصور خاطئ في ذهن الناس, أن المستقبل هو نتاج الحاضر, هذا التصور معكوس في الواقع. ذلك أن الإنسان يرسم خطوته الحاضرة, علي ضوء توجه في المستقبل, وليس العكس.فالمستقبل حاضر في ذهننا كاختبار, وتوجه ورؤيا, وأمنية, والحاضر هو خطوات متتالية, تود أن تصل بنا إلي هذا الحلم, الذي نريد أن نحققه في المستقبل لهذا يجب أن نزرعه اليوم.
وأخطر شئ في حياة الشباب ألا يكون له حلم ورؤيا, لذلك فرسم المستقبل هو السبيل السليم الوحيد, من أجل حاضر مثمر ومستقبل سعيد.
هناك مستقبل ومستقبل:
طبعا هناك فرق بين إنسان يرسم مستقبله الزمني فقط ولا يهتم بمستقبله الأبدي, وآخر يهتم بالمستقبلين معا, فالأول محصور في الزمن, يفقد حقه في الخلود, وشركة الطبيعة الإلهية, أما الثاني فيتسامي بالإنسان إلي أصله الحقيقي, كصورة الله, وابن للسماء. والمستقر نهائيا في الخلود. في شركة مع الله الخالد.
لذلك فنحن لا نلومك أيها الحبيب حينما تهتم بدراستك أو ملكاتك الفنية, أو مواهبك الاجتماعية والإدارية, ومهاراتك التي يمكن أن تساعدك في تكوين أسرة سعيدة مكتفية ماديا. هذا كله مطلوب ومحبوب.ولكن الأهم والأخطر وليس فقط بأمور هذا الزمان…ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه (مت16:26).
ماذا ينتفع الإنسان؟
إنه تشبيه جميل ذلك الذي يفرق بين مجتمع النمل ومجتمع الصراصير, فالنمل يخزن للمستقبل…إذ أن لديه رؤيا. لذلك فلديه خطة في الحاضر, واجتهاد في العمل, أما الصراصير فلا تري إلا ما تحت أقدامها, وليس لها رؤيا مستقبلية.
ولعل هذا هو الفرق بين مجتمعات العالم المتقدمة, والعالم النامي(المختلف حقيقة), أنه علم المستقبل(Futurology). لذلك فمن المهم أن نرسم للمستقبل بمفهومه الأوسع والخالد, وليس فقط بمفهومه الزمني والضيق. وهكذا نحيا سعداء في هذه الأرض بمسيحنا الخالد, معطي الخلود!!.
المستقبل الزمني:
الشباب دائما هو رمز المستقبل, ودائما يتطلع للحياة التي أمامه, ويستعد للحياة العملية, وفي ذهنه وفي قلبه تطلعات وأحلام كثيرة.
ودائما يسأل الشباب عن المستقبل, خصوصا إن كان المستقبل به كثير من الغموض والمصاعب المتوقعة, بسبب صعوبة الحصول علي عمل, أو سكن أو الارتباط بشريك الحياة.(يتبع).