يلقي كبار الساسة اللوم علي الشباب بسبب عزوفهم عن الانخراط في العمل السياسي دون دراسة الأسباب التي أدت إلي ذلك وسبل إدماجهم في العمل السياسي والاجتماعي. سألنا بعض الشباب فقال محمود عاطف طالب بالمعهد العالي للإعلام وفنون الاتصال بمدينة الثقافة والعلوم إن الانتخابات ##مشروع فاشل## نظرا لمعرفة نتائجها مسبقا دون أن نجهد أنفسنا بالمشاركة أو المقاطعة. وأضاف أنه بما أن الانتخاب لا يعنينا سواء بالمشاركة أو المقاطعة فمن المؤكد أنه لن يفكر أن تنمية الفكر السياسي سواء بالقراءة أو الاشتراك في الأنشطة التي تنظمها الأحزاب. وتساءل عاطف : ##لماذا يتعب نفسه؟ وهو يعلم أن صوته لن يصل للمرشح الذي اختاره.
وتحدث عادل سعيد عن تجربته مع المشاركة الانتخابية مؤكدا أنه تعرض لبعض المضايقات أثناء الإدلاء بصوته وأنه وعلي الرغم من ذلك وما سمعه عن التزوير الذي يحدث لم يفكر ولو للحظة بأن يتنازل عن حقه في اختيار من يمثله في البرلمان .
من جانبه أشار د.عمرو حمزاوي كبير الباحثين بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إلي أن عزوف الشباب عن المشاركة يرجع للسمعة السيئة التي سادت الوسط السياسي منذ عقود مضت والتي تؤكد في الغالب أن هذه العملية لا فائدة منها وأنها لن تغير أو تأتي بجديد بالإضافة لعدم وجود رأي سياسي مشترك بين الأحزاب سواء بالمقاطعة أو المشاركة.
وأكد د.عمرو الشوبكي الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية علي وجود مجموعة من الأسباب تجعل فكرة المقاطعة تعد فعلا سلبيا من أبرزها أن المقاطعة هي أحد أنواع الاعتراض السياسي وأن العملية السياسية مرتبطة بأفعال بعيدة عن السياسة كالانتماء للقبلية والعصبيات مما يجعل قرار العزوف عن المشاركة مستحيلا وبالتالي يستحيل الحديث عن مقاطعة ناجحة وفاعلة سياسيا .وأضاف الشوبكي أننا سنشهد واحدة من أسوأ الانتخابات التشريعية في مصرمنذ عام وأنها ستقذف بمحبطين جدد للعمل السياسي نظرا لهزيمة الشرعية.
وقال عصام شيحة عضو الهيئة العليا بحزب الوفد إن الثقافة العامة المنتشرة بالمجتمع أفسدت المناخ السياسي, فأصبحت الانتخابات المصرية مستنقعا لن يخرج أي مرشح سواء فاز أو خسر إلا ملوثا.