أعطت الأحزاب والقوي السياسية دليلا جديدا علي أنها لاتزال عاجزة, تعيش في مصر قبل25يناير وليس بعدها. لم تنجح في بناء تحالفات والحفاظ عليها. والذين يناضلون في ميدان التحرير ضد نظام مبارك ينافسون بعضهم بعض في الدوائر الانتخابية, والكل يشكو منفلول الحزب الوطني وهم غير مدركين أنهم فتحوا الباب علي مصراعيه أمام هؤلاءالفلول.
يطالبون بقانون الغدرحتي يتمكنوا من عزل أعضاء الحزب الوطني ومنعهم من خوض الانتخابات, وهم في نفس الوقت عاجزون عن الاتفاق علي أجندة واحدة من أجل بناء مصر المستقبل.
الإخوان المسلمون يتعاملون بمنطقالأخ الأكبر علاقاتهم ببقية الأحزاب التي تحالفت معهم, يعيدون إنتاج ثقافة الحزب الوطني الذي يحتفظ بنصيب الأسد, ويترك الفتات للتيارات الهامشية المتحالفة معه.
والقوي الإسلامية الأخري, كالأحزاب السلفية حديثة العهد بالسياسة, تظن أنها تمتلك جماهير عريضة تقدر بالملايين, سمعت يوما أنهم ستة ملايين, وآخرون قالوا سبعة ملايين, وفريق ثالث تحدث عن عشرين مليونا.
الأحزاب الجديدة فشلت في تطوير تحالف يجمعها, وهي ذاتها لايوجد اختلاف بينها, فهي ليبرالية, تؤمن بالعدالة الاجتماعية, وهذا يجعلها في موضع التحالف, ولكن ذلك لم يحدث. وهناك عدد من شباب الثورة يواجهون بعضهم بعض في الدوائر الانتخابية, وبعض من الذين نشطوا في الإعلام في الفترة الأخيرة رشحوا أنفسهم في الانتخابات ظانين أن ذلك يمثل جسرا للعبور إلي الجمهور, وآخرون يخوضون الانتخابات من منطلقجرب حظك.
مشهد فيسفسائي لن يفض إلي شئ سوي مزيد من البلبلة, وعدم وضوح الرؤية, خاصة مع اتساع نطاق الدوائر بما يجعل من الصعب علي المرشح أن يصل إلي أطراف دائرته المترامية, ويفرض تحديا علي الناخبين في الدوائر لمعرفة المرشحين وبرامجهم ومايمز تيارا عن غيره. إلخ.
الانتخابات سوف تبين الوزن الحقيقي للأحزاب والقوي السياسية, ونخرج من وهم الحديث باسم الناس.