يواصل النظام السوري عمليات القتل والترويع للمواطنين المطالبين بالديموقراطية والحرية, الذين يسيرون علي نهج المصريين في رفع شعار الشعب يريد إسقاط النظام. عشرات القتلي, والجرحي, والمعتقلين السياسيين, فضلا عن استهداف النشطاء بالتهديد والوعيد. هل هناك نهاية متوقعة لهذا النظام؟
في لقاء جمعني مع مثقف فلسطيني علي دراية واسعة بالشأن السوري قال لي لن يرحل هذا النظام إلا إذا قتل مائة ألف شخص علي الأقل. سورية ليست مثل مصر, رغم أن الأخيرة شهدت استبدادا في عهد مبارك. أوجه الاختلاف كثيرة. في السنوات الأخيرة هناك في مصر إعلام متنوع, ويتمتع بسقوف حرية مرتفعة, وقضاء مستقل إلي حد بعيد, وقوي سياسية, وشخصيات معارضة ظلت تستهدف مبارك شخصيا علي مدار سنوات. الحالة مختلفة في سورية. نظام يحكم بحزب البعث, وأجهزة الأمن. لا يوجد فيه إعلام منفتح, بل مجرد بوق للسلطة, والقضاء لا يعرف الاستقلال.
باختصار أن النظام السوري هو نموذج للنظام المستبد مكتمل النمو. ليس سهلا مواجهته, والأصعب هو رحيله دون أن يحدث خسائر بشرية باهظة.
الدول الغربية- الولايات المتحدة وأوربا- تكتفي بالكلام. وإسرائيل, وهذا أمر ليس خفيا, طالبت بتخفيف الضغوط الغربية علي النظام السوري.. ولم لا؟ نظام الأسد هو حليف استراتيجي لإسرائيل, فهو لديه أرض محتلة من جانب إسرائيل منذ عام 1967, لم يطلق طلقة واحدة خلالها لتحرير أرضه, وفي مناسبات كثيرة استباحت إسرائيل الأجواء السورية, وحامت الطائرات الإسرائيلية فوق القصر الجمهوري في دمشق, ولم يحرك النظام السوري ساكنا. لم يستخدم نظام الأسد الدبابات ضد من يحتل أرضه, ولكن استخدمها ضد شعبه الأعزل.
المساعدات الاقتصادية الإيرانية والسعودية, وكم من تناقض أن تجتمع الدولتان علي دعم النظام السوري لأسباب مختلفة, لن تفلح في إنقاذ النظام من السقوط, المسألة فقط وقت, وطول الوقت يعني سقوط المزيد من الضحايا.