الجميع في انتظار التوجيهات الرئاسية التي تفتح الأبواب المغلقة, وتغلق الأبواب المفتوحة والمواربة. نعلم أن المجتمع مركزي, ونعلم أيضا محورية دور رئيس الجمهورية, ولكن لا نعلم لماذا لا يمارس المسئولون مسئولياتهم, وينتظرون توجيهات الرئيس في قرارات فنية بحتة, لا تتعلق بسياسات عليا, أو بأمن قومي. في السابق انتقدنا تلكؤ وزير التعليم في التعامل مع مشكلة تلميذ أسقط لأنه انتقد الحكومة, فما كان من الرئيس إلا أن أصدر قرارا بنجاحه. مشكلة انقطاع الكهرباء في الوقت الحاضر تدخل فيها الرئيس شخصيا, ولن نتحدث عن المشروع النووي بالضبعة الذي حسم بأوامر رئاسية بعد أن تكالب عليه كل صاحب مصلحة علي مدار سنوات وشهور.
إذن البلد في انتظار توجيهات الرئيس. مشكلة بناء مطرانية مغاغة في انتظار توجيهات نهائية من الرئيس. والتعديل الوزاري الذي يعيد للسلطة التنفيذية تماسكها, ورونقها, ويرفع بعضا من كآبة الناس, في انتظار قرار الرئيس, وأحزاب المعارضة التي تقدمت منذ أيام بطلب من أجل توفير ضمانات انتخابية ينتظرون أيضا موقف الرئيس. الكل يعلم أن هناك من عارضوا في السابق إجراء انتخابات رئاسية وكانوا أول المصفقين عند اتخاذ قرار تعديل الدستور في المنوفية, وكثيرون يعلمون أن الرئيس فاتح مقربين منه بقرار جعل السابع من يناير عطلة رسمية بمناسبة عيد الميلاد فأبدي البعض مخاوفه, ولكنهم كانوا أول المصفقين في أسوان.
عدل الدستور أو لم يعدل, أعطي رئيس الوزراء صلاحيات إضافية أو لم يعط, الصلاحيات والقرارات والتوجيهات في يد الرئيس في النهاية. هل لأن المسئولين المصريين لا يعرفون كيف يتخذون قرارا, أو يغامرون بموقف, أو يحبون المواقف البيروقراطية, أو يرون السلوك المنفرد غير محبب…. لا أعرف ولكن المسألة في الأول والآخر ثقافة, وليست سياسة.