امتلاك إيران للسلاح النووي ليس في مصلحة العرب
انعقدت اجتماعات الدورة الثالثة للجنة التحضيرية لمؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي المقرر أن يعقد في مايو من العام المقبل في نيويورك.
تضمنت أعمال اللجنة الاتفاق علي بنود جدول الأعمال الخاص بالمؤتمر وأيضا القضايا والموضوعات التي سوف تطرح وتناقش في المؤتمر,بما يضمن الاستعداد الكافي قبل انعقاد المؤتمر والعمل علي إنجاحه.
حضر من الجانب المصري وفد من وزارة الخارجية وعن أعمال المؤتمر وأهم القضايا التي يناقشها..كان لنا لقاء مع السفير د.محمد شاكر نائب رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية الذي كان ضمن الوفد المصري الذي حضر أعمال اللجنة التحضيرية.
السفير شاكر كان مندوب مصر لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورشحته مصر لرئاسة أحد المؤتمرات السابقة لمراجعة معاهدة منع الانتشار النووي,والجدير بالذكر أن السفير محمد شاكر حصل علي شهادة الدكتوراه في المعاهدة وكيفية تنفيذها ومستقبلها,وتعتبر هذه الرسالة المرجع الرئيسي لتفسير المعاهدة لدي المهتمين.
*في البداية نود أن نتعرف عن أهم القضايا التي تناولتها اللجنة في أعمالها.
**تعتبر هذه اللجنة هي الجلسة التحضيرية الأخيرة قبل انعقاد المؤتمر في العام المقبل,لذلك تم الاتفاق فيها علي بنود جدول الأعمال الخاص بالمؤتمر بالإضافة إلي الاتفاق بشكل مبدئي علي الموضوعات التي سوف تطرح وتناقش في المؤتمر وكيفية معالجتها,وأهمها البرنامج النووي الإيراني والأنشطة النووية التي تقوم بها كل من كوريا الشمالية وإسرائيل, ومتابعة الدول الأطراف في تطبيقهم لبنود المعاهدة مع إحكام الرقابة علي الدول التي تمارس الأنشطة النووية,وعلي الجانب الآخر مطالبة الدول التي ترفض الانضمام للمعاهدة بالتصديق علي المعاهدة كالهند وباكستان وإسرائيل,تمهيدا لعرض هذه الموضوعات والقضايا في فعاليات المؤتمر.
وهذه اللجنة اتصفت بتطور كبير عن اللجان السابقة, حيث ناشدت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل للمرة الأولي بالانضمام للمعاهدة والتخلي عن أسلحتها النووية.
*ما توقعاتك بالنسبة لمؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي؟
**منذ دخول معاهدة منع الانتشار النووي حيز التنفيذ في عام1970,وصدر قرار من دول الأطراف بعقد المؤتمر كل خمس سنوات, حتي تتم مراجعة بنود المعاهدة ومدي التزام الدول بتنفيذ نصوصها,ففي بداية الأمر كان يعقد المؤتمر في العاصمة السويسرية-جينيف, إلا أن العديد من الدول امتنعت عن الحضور لذلك صدر قرار بانعقاد أعمال المؤتمر في نيويورك عام1995 لوجود مقر الأمم المتحدة فيها,وبذلك سوف تستطيع كافة الدول أن تشارك في الحوار.
وأدي أن مؤتمر العام المقبل يعقد في مناخ جيد يختلف عن المؤتمرات التي سبقته, فالرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد في برنامجه الانتخابي علي ضرورة التخلص من السلاح النووي بما يكتب للمؤتمر النجاح, خاصة بعد فشل المؤتمر السابق لعام2005.
علما بأن أعمال المؤتمر تستمر أربعة أسابيع متتالية.
كما أنه تم اختيار مرشح لرئاسة المؤتمر من دولة الفلبين,والذي من جانبه سوف يقوم بزيارة الدول الأعضاء والدول المؤثرة للتشاور والتباحث حول أهم اقتراحاتهم التي تتم مناقشتها في المؤتمر.
*ما الملفات التي سوف تتقدم بها مصر خلال المؤتمر؟
**الموقف المصري المصري في موضوع نزع السلاح ومنع الانتشار النووي واضح وثابت, وهو يهدف إلي حماية وصيانة الأمن القومي المصري والعربي, والتصدي للتحديات والتهديدات التي تزعزع الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط,ومصر تسعي إلي تحقيق عالمية معاهدة منع الانتشار النووي, حيث إن استمرارتملك بعض الدول لأسلحة الدمار الشامل عامة والأسلحة النووية خاصة سوف يؤدي إلي اختلال موازين القوي بين مختلف مناطق العالم, كما تطالب مصر المجتمع الدولي بالتطبيق العادل لمعاهدة منع الانتشار وعدم التمييز عند مطالبة الدول بالامتثال لنصوص المعاهدة,وكذلك الكف عن انتهاج المعايير المزدوجة في الضغط علي الدول للتخلي عن برامجها النووية.
كما أن مصر لا تنوي الانضمام إلي أية اتفاقيات جديدة في مجال نزع السلاح, ولن تمضي في التصديق علي الاتفاقيات التي وقعتها حتي يتم اتخاذ خطوات جدية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة أسلحة الدمار.
*ما مدي تأثر المجتمع الدولي بالتقارير الإعلامية التي تحدثت عن تخصيب اليورانيوم بمصر؟
**لم يكن هناك أي مردود تجاه هذه التقارير الإعلامية والتي تقول بإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عثرت علي آثار ليورانيوم مخصب في مصر,فالوكالة الدولية دائما تقوم بالتفتيش والمتابعة علي أعمال المفاعلات النووية التي تمتلكها مصر, وأن الوكالة تؤكد دائما في تقاريرها أن الأنشطة النووية المصرية ذات طبيعة سلمية, أو أنه لم تعد هناك أية مسائل عالقة فيما يتصل بالتعاون المصري مع الوكالة.
*هل توجد مخاوف من الصعود النووي الإيراني؟
**مما لا شك فيه أن دولة إيران متقدمة في برنامجها النووي, ولكن حتي وقتنا هذا لم نفلن إيران بأنها سوف تقوم بإنتاج أسلحة نووية,ولكن الاقتصار علي الاستخدام السلمي مشروع تؤيد حق إيران في الاستخداما السلمي للطاقة النووية, ولكن إذا تحولت إيران إلي إنتاج المواد الانشطارية التي تساعد علي إنتاج السلاح النووي سوف تكون هناك خطورة علي المنطقة وليس في مصلحة العرب,أن تصبح إيران قوة إقليمية تملك أسلحة خطيرة, خاصة أن إيران قامت بالسيطرة علي أجزاء من دولة الإمارات وهي دولة عربية شقيقة.
كذلك مصر تحارب كافة الدول التي تسعي إلي بث الدمار والهلاك في منطقة الشرق الأوسط سواء كان من إيران أو إسرائيل.