نفي وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ما رددته إسرائيل عن حصول حكومتها علي موافقة خطية من مصر بمنع تهريب الأسلحة إلي قطاع غزة.وأكد أنه لا يوجد أي شئ مكتوب بين القاهرة وتل أبيب في هذا الشأن.يأتي هذا بعد الاتفاق الثنائي بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لمنع تهريب السلاح إلي غزة,وتقديم المساعدة البحرية في مراقبة الحدود بين مصر وغزة,والمشاركة في قوة مراقبين دوليين لمنع تهريب السلاح عبر الأنفاق بين غزة وسيناء,وقد أعلنت مصر رفضها لوجود قوات أجنبية علي أرضها.وأكد الرئيس حسني مبارك أن ذلك خط أحمر لن يسمح بتجاوزه.
وعن أبعاد الموقف في المرحلة المقبلة كان لنا هذا الحوار مع سفير مصر السابق فخري عثمان:
* ماذا يعني استبعاد مصر من هذا الاتفاق خاصة أنه يخالف معاهدة السلام التي تنص علي أن تعديلات في ترتيبات الأمن في هذه المنطقة تتم بالتشاور والاتفاق بين الطرفين مصر وإسرائيل؟
* * هذا الاتفاق ثنائي بين إسرائيل والولايات المتحدة,ولم يتم التشاور مع مصر بشأنها كما أن مسئولية تأمين الحدود المصرية تقع علي عاتق قوات الشرطة المصرية,وقوات حرس الحدود المصري,وإسرائيل تحاول منذ فترة التأثير علي الدول الغربية لتأمين الحدود البحرية لقطاع غزة,ومصر لا يمكن أن تسمح بامتداد هذه الإجراءات إلي سواحلها,ولا يوجد أي طرف ثالث سواء كانت أطراف أو حلف شمال الأطلسي,فمن وقع علي الاتفاق هم فقط الملزمون به,ولا يوجد أي شريك لهم ولا يترتب عليه أية التزام علي أي دولة أخري وفي مقدمتها مصر.
* ما هي الآليات التي يمكن أن تتخذها إسرائيل لمنع تهريب الأسلحة؟
* * لغة القوة التي تتمتع بها إسرائيل هي الآلية التي تستخدمها في قمع أية آلية تخالف تحقيق الهدف,التي تسعي إليه أو تخطط له علي المستوي الاستراتيجي القريب أو البعيد,ومن المعروف أن تهريب السلاح موجود في كل المناطق الساخنة حول العالم عن طريق الشراء أو يقدم كدعم.
* كيف تتم حماية سيناء والتي تمثل أمن مصر القومي في منطقة حدودية ملتهبة؟
* * يجب أن نعرف أن إسرائيل نادمة علي سيناء وهناك دراسات ترقي إلي الوثائق الرسمية نشرت في الصحف الأمريكية بداية الثمانينيات تؤكد أن إسرائيل قد خسرت بسبب معاهدة السلام التي وقعها معهم الرئيس الراحل السادات والذي عرف كيف يسترد سيناء الغنية بالخيرات من معادن وزراعة ومياه جوفية,هذه الدراسة أكدت أن الشعب الإسرائيلي في تزايد مستمر,والموارد لا تكفي هذا النمو سواء في المياه أو الموارد الغذائية,وإنه إذا جاء وقت العجز الكامل فليس أمام إسرائيل إلا سيناء لتوفير الاحتياجات المطلوبة,كما أن إسرائيل اليوم تشتري مياه الشرب من تركيا من خلال اتفاق تعاون اقتصادي,بالإضافة إلي التعاون العسكري وهذا ما يفسر وساطة تركيا في الأسابيع الماضية لإيجاد مخرج لمشكلة غزة.
وتتعرض مصر منذ فترة طويلة للتحرش الحدودي بهدف استفزاز النظام الحاكم في مصر لدفعه لرد فعل اندفاعي حتي يتخذ من رد الفعل مبررا لإعادة النظر في اتفاقية السلام.
ولا شك أن تعمير سيناء بالسكان هو صمام الأمان لتأمين شبه جزيرة سيناء. ولننظر إلي المستعمرات الإسرائيلية التي تقام علي حدود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية,فهذا جيش يدافع عن إسرائيل خارج حدودها,وهذه هي نظرية الأمن الإسرائيلي,لذلك فتعمير سيناء هو ضمان وصمام الأمان الوحيد لتأمينها أكثر من وجود الجيش النظامي,خاصة أن اتفاقية السلام تحد من وجود القوات المصرية ولا تسمح بتواجد قوات مصرية قتالية.بحيث تشكل قوة دفاعية عن حدود مصر.
* إذن من سيدافع عن سيناء؟
* * من يدافع عن سيناء هو الرجل الذي سيحصل علي خمسة أفدنة بسعر رمزي,ومن يمتلك المشروع السياحي أو المصنع,فسيناء أولي من توشكي لخلق مجتمعات بشرية لخدمة الأمن القومي,وضرورة تغيير النظرة إلي بدو سيناء الذين ينظر إليهم المجتمع علي أنهم عملاء وغير وطنيين.
* كيف تري الوضع في غزة المرحلة المقبلة؟
* * في تقديري هناك عودة قريبة لاحتلال وضرب غزة لأن ضرب الصواريخ سوف يتجدد بأية صورة وهي صواريخ غير مؤثرة يصنعها الحدادون ولكنها ذريعة لإسرائيل.
* لماذا هذا الهجوم الإيراني علي مصر في هذه المرحلة؟
* * بعد سقوط الشاه استولي الخوميني علي الحكم,وكان الهدف من إسقاط النظام الملكي هو إدارة نظام إسلامي بهدف تصدير الثورة الإسلامية إلي جميع الدول الإسلامية والعربية,بحيث تحكم طهران هذه الدول الضخمة في صورة اتحاد مثلا والمذهب الشيعي موجود في دول الخليج العربي وبعض الدول العربية الأخري,وهذا هدف استراتيجي لتصبح إيران قوة إقليمية بالرغم من أنها ليست دولة عربية,ولكنها دولة إسلامية وهذه هي رؤية إيران.
* هل هذه محاولة للنيل من دور مصر القيادي في المنطقة؟
* * منذ معاهدة كامب ديفيد حاولت قوي كثيرة إرجاع الدور المصري والتقدم عليه,فبدأت بالسعودية والعراق في محاولة لقيادة العالم العربي,وذلك بسلاح المال,ولكنهم فشلوا لأن القيادة يلزمها القوة والقدرة,والآن حاكم قطر يقوم بمغامرة جديدة مستندا علي إيران التي انطلقت في الطريق النووي وامتلاك قوة الردع في خلق محور جديد في المنطقة,محور إسلامي وليس عربي وهو محور فارسي والفرس عبر التاريخ هم ألد أعداء العرب.