عقد السفير الإيطالي الجديد كلاوديو باشيفيكو لقاء موسعا بمقر السفارة تحدث فيه عن لقاء القمة المرتقب بين الرئيسين مبارك وتشامبي وعن الجامعة المصرية الإيطالية المزمع إنشاؤها,وكذلك عن المشروعات الاستثمارية الحالية والمرتقبة بين مصر وإيطاليا.
أوضح السفير الإيطالي أن فكرة الجامعة المصرية الإيطالية تأتي في إطار برنامج تكامل متعلق بالتدريب المهني المتخصص,والذي تم بحثه مع رئيس الوزراء د.نظيف,والوزراء المعنيين بالتعليم,والوزيرة فايزة أبو النجا.والبرنامح يأتي علي رأس أولويات برامج التعاون القائمة بين إيطاليا ومصر,وسيتم تمويله من الأموال المخصصة لإدارة التعاون من أجل التنمية,وأيضا من الأموال المخصصة لبرنامج تحويل الديون,وهي أموال مهمة جدا لأنه متاح 100مليون دولار,وهو مبلغ كبير.وخلال المباحثات التي تمت مع الوزراء تم وضع إطار لمجموعة من المبادرات ذات ثلاثة مستويات.
المستوي الأول يتعلق بالمعاهد الفنية ”الدومبسكو” والفكرة هي حاليا زيادة عدد البرامج التدريبية التي تتم في معهدي الدومبسكو بالقاهرة والإسكندرية,وإقامة معهدين آخرين في بورسعيد ومدينة أخري بوجه قبلي سيتم تحديدها.
المستوي الثاني ربما غير متاح الآن في مصر ولكنه مهم جدا,وفيه سيحصل الفنيون العاملون بالمصانع المختلفة علي تخصص صناعي عالي المستوي,يفوق درجة التخصص الذي يحصل عليه الطالب في أحد المعاهد الفنية كالدومبسكو.وفي نفس الوقت لا يكونون حاصلين علي درجة جامعية كمهندسين متخصصين ومن أجل تدريب الشباب المصري ليصلوا لهذا المستوي الثاني يتم التخطيط لإشتراك معاهد إيطالية متخصصة لتدريب الشباب المصريين,مثل المركز المتقدم لصناعة النسيج في مقاطعة ”ثيللا” بإيطاليا,وهو أشبه بمدرسة كبيرة متخصصة لتدريس الشباب الأعمال التخصصية في قطاع النسيح,ويتم تمويلها من كبري المصانع الإيطالية.
أضاف السفير أن هناك فكرة أخري يقومون ببحثها الآن,وهي إرسال المدرسين أو المدربين المصريين لمثل هذه المراكز المتخصصة لأنه بعودة 200 شخص متدرب مثلا إلي مصر يمكن أن يقوموا بتدريب نحو 50ألف طالب مصري علي أعلي مستوي.
ومن خلال هذه الاستراتيجية يأتي علي قمة هذه المستويات الثلاثة,مستوي الجامعة المصرية الإيطالية المزمع إقامتها,وتم الاتفاق علي أن الجامعة ستقدم التعليم المتخصص الفني علي غرار بعض الجامعات الإيطالية,كالجامعة الفنية بميلانو,أو ”بيلوتيكنيكو” في (مارينا) بإيطاليا,وهما جامعتان تحظيان بمكانة وتقدير في كل أوربا,وتقومان بتخريج مهندسين في الميكانيكا أو مهندسي نسيج.
وأكد السفير الإيطالي أن هدف إيطاليا هو مساعدة مصر في الحصول علي فئة من المتخصصين الفنيين مستواهم من متوسط لمرتفع,وهناك برامج للدمج السريع لهؤلاء الطلبة والمتدربين في سوق العمل سواء في مصر أو إيطاليا.
وقال السفير:لدينا اتفاق مبدئي علي أننا نريد التركيز علي التدريب في مجالي الصناعات الميكانيكية وصناعة المنسوجات لأنه لن يمكننا تغطية كافة القطاعات الصناعية.ولدينا بالفعل الآن مجموعات صناعية مشتركة إيطالية مصرية في مجال الصناعات النسجية في مدينة برج العرب أو منطقة الروبيكي لصناعة الجلود,التي قمنا بافتتاحها مع وزير الصناعة رشيد محمد رشيد,وتبلغ الاستثمارات الإيطالية بها 30مليون دولاروبنفس الطريقة نريد إيجاد مراكز أخري لدباغة وصناعة الجلود علي مثال الروبيكي,والهدف أن يكون لدينا مستوي إنتاجي يفوق المستوي الحالي للمنتج المصري,بحيث يكون أكثر تنافسية علي مستوي السوق الأوربية,ويحقق أرباحا أكثر.
وحول مواصفات التعليم بالجامعة الجديدة قال السفير الإيطالي:إن الجامعة ستكون مقسمة إلي جزءين بمصر وإيطاليا,وستكون موجهة أولا للطلبة المصريين ويمكن أيضا أن تضم طلبة إيطاليين ومصروفات الجامعة لن تكون مرتفعة,لأننا نؤمن في إيطاليا أنه باسم العدالة الاجتماعية,فإن الجامعات يجب أن تكون مصروفاتها في متناول الجميع,وعامة نحن في انتظار أن تعطينا الحكومة المصرية رؤية منهجية تعكس الرؤية المصرية لما يجب أن يكون عليه مشروع الجامعة الإيطالية المزمع الإعلان عن بدء تأسيسها خلال القمة التي ستعقد بين الرئيسين مبارك وتشامبي.
وبمناسبة هذه القمة ستستغرق يومين سيقوم الرئيس مبارك بزيارة الرئيس الإيطالي,وسيزور في اليوم الثاني رئيس الوزراء,وسيحضر القمة كبار رجال الأعمال والصناعة وممثلو البنوك الإيطاليون وسيقومون بتقديم توصياتهم واقتراحاتهم لتكثيف إقامة شركات مشتركة للتعاون الصناعي المصري الإيطالي.
وأكد السفير الإيطالي أن هذه القمة هي نتاج لأول نوع من القمم السنوية التي سيتم عقدها سنويا بطريقة منتظمة في إحدي الدولتين,وهذا يمثل مرحلة تاريخية جديدة في التاريخ الخاص للعلاقات المصرية الإيطالية,ونحن فخورون بأن إيطاليا هي الشريك الأول لمصرتجاريا,ونأمل من خلال هذه القمم أن تكون هناك قفزة أخري نوعية,خاصة وأننا نعمل منذ شهور علي أن تسفر القمة عن مشروعات علمية ملموسة مع مصر.