صرح باحثان أمريكيان أن أثر السخام علي تغير المناخ مقارنة بالغازات الضارة يفوق بكثير ما أعلنه العلماء. وقال الباحثان في مناقشات بالأكاديمية القومية للعلوم إن خفض نسبة السخام في الغلاف الجوي قد يساعد علي خفض الاحتباس الحراري.
ويعتقد الباحثان أن فعالية السخام تفوق مرتين فعالية ثاني أكسيد الكربون الذي يعد أبرز الغازات التي تساهم في ارتفاع حرارة الأرض.
وقالا إن الغازات الضارة كانت السبب الرئيسي في الاحتباس الحراري علي مدي العقد الماضي وقد تظل كذلك حتي نهاية هذا العقد. وعرف الباحثان السخام بأنه الكربون الأسود الناتج عن احتراق الوقود الحفري والنباتات والأخشاب. وينتمي الباحثان إلي معهد (جوادارد) لدراسات الفضاء وهو جزء من وكالة ناسا للفضاء الأمريكية وإلي معهد الأرض بجامعة كولومبيا.
وقالا إن خفض كمية السخام قد يكون أسهل من خفض غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من انبعاثات الغازات الضارة.
ويتنوع تركيز السخام تبعا للوقت والمكان غير أنه قد يظهر بكميات كبيرة في الصين والهند بسبب استخدام الفحم والوقود العضوي كما يظهر أيضا في أوربا وأمريكا الشمالية بسبب استخدام زيت الديزل, كذلك في حالة حرائق الغابات الطويلة الأجل مثل التي حدثت مؤخرا في روسيا.
وقد أوضح الباحثان كيفية تأثير جزئيات السخام علي المناخ عندما يضفي اللون الأسود علي الجليد والثلج وهو ما يجعلهما لا يعكسان أشعة الشمس بل يمتصانها.
وكانت هذه النتائج هي سبب اقتناع الباحثين بأن السخام يفوق الكربون مرتين في تأثيره علي ارتفاع درجة الحرارة علي سطح الأرض.
وأشار التقرير إلي احتمال أن تكون انبعاثات السخام المرتفعة قد ساهمت بشكل مؤثر في الاحتباس الحراري علي مدي العقد الماضي ولا سيما في الظاهرة المتزايدة لذوبان الجليد مبكرا في فصل الربيع.
ويعتقد الباحثان أنه من المحتمل أن يكون السخام سببا في ذوبان الكتل الثلجية عند درجات حرارة أقل انخفاضا من المعتاد.
وأوضحا أن ذلك قد يحدث بسبب امتصاص الكربون الأسود للطاقة الشمسية بكمية تفوق امتصاص الجليد والثلوج الخالية من الكربون.
وقال الباحثان أنه لم يركز علماء البيئة والمناخ علي السخام من قبل بينما تبين أن السخام يعمل أثرا سلبيا أكثر من كان معتقدا.
يذكر أن اللجنة الحكومية لتغير المناخ لم تشر في تقييمها إلي أن الأثر الذي يتركه السخام علي الثلج والجليد يعد أحد عوامل تغيير المناخ.
كما ذكر الباحثان أنها علي وشك التوصل للتقنية التي يمكن من خلالها خفض كمية السخام واستعادة الجليد والثلوج لبريقهما فضلا عن الفوائد الأخري التي ستعود علي المناخ والصحة البشرية والإنتاجية الزراعية.
وأضاف أن الدور الرئيسي الذي يلعبه السخام في الاحتباس الحراري لا يثنينا عن القول بحقيقة الدور الرئيسي الذي لعبته الغازات الضارة علي مدي العقد الماضي والذي نتوقع أن يستمر حتي نهاية هذا العقد.
المصدر: B.B.C