عبد الرحمن أبو عوف:
قضايا ومعارك عن السلبيات في حقل قضايا الرواية إبداعا ونقدا وترجمة ونشرا وتوزيعا.
يوسف العقيد:
كتاب متخصص حافل بقضايا آفاق الرواية العربية والأجنبية.
الدكتورة ثناء أنس الوجود:
هناك وجهات نظر مختلفة من مدارس نقدية متعددة
الدكتور حسين حمودة:
مسارات متنوعة للإبداع الروائي في ألمانيا والأرجنتين والصين
الدكتورة رشا إسماعيل:
هناك في الغرب وكندا وأمريكا اللاتينية من ينتظر منا مطبوعة تتكلم عنهم.
الدكتور وائل غالي:
ضرورة طرح الكتابة الروائية الجديدة.
أفرد صالون الثلاثاء الثقافي بالهيئة المصرية العامة للكتاب ندوة خاصة موسعة عن الكتاب الدوريالرواية… قضايا وآفاق,شارك بالمناقشة الناقد عبد الرحمن أبو عوف رئيس التحرير,الدكتورة ثناء أنس الوجود,الدكتور حسين حمودة,والدكتورة رشا إسماعيل,والدكتور وائل غالي شكري,وأدار النقاش الأديب يوسف العقيد.
تحولات النظرة الإبداعية
في البداية قال يوسف القعيد إن هذا الكتاب الدوري جاء نتيجة لحصول كاتبنا الكبير نجيب محفوظ علي جائزة نوبل في الآداب وتحولات النظرة الإبداعية في الثقافة الغربية إلي النص الروائي العربي وتعتبر الرواية في عصرنا هذا إحدي أهم الوسائل التي يمكن من خلالها أن نقرأ تفاصيل المجتمع وهمومه.
وأضاف القعيد:أن الكتاب الدوري بهذا الشكل مطبوعة مهمة تسد فراغا مهما في الثقافة المصرية باعتبار أن أهم إنتاج أدبي موجود هو الرواية ومصر بها انفجار روائي مهم,وبالتالي مطلوب أن تكون هناك مطبوعة تعني بالكتابة الروائية والروائيين المصريين والعرب وفي أنحاء العالم كله.
مدارس متعددة
وطرحت د. ثناء أنس الوجود بعض التساؤلات حول إصدار هذه الدورية فلماذا أطلق عليها كتاب دوري؟ ولماذا تسمي مجلة وأن الكتاب له مواصفات خاصة وإشكاليات معينة والرواية معناها استثناء من السرديات إلي حالة الكتابات المتخصصة والقضايا والآفاق وهي تعني الرؤية البانورامية للملفات مثل ملف خاص بنجيب محفوظ وملف خاص بنوبل وهذا ليس انتقادا لحالة المجلة لأنها تعتبر في المراحل التجريبية حتي الآن ولكن هذه المسألة محتاجة لإعادة نظر ومع ذلك فإن هذه المجلة جنبت المثقفين كثيرا من مصطلحات الحداثة الأجنبية والفوضي الكبيرة في تعريب هذه المصطلحات أيضا أن هذه الدورية جاءت بوجهات نظر مختلفة من مدارس نقدية متعددة وطريقة المعالجة المختلفة للنص ما بين تاريخية ونقدية وإبداعات وأيضا المجلة نجحت في استقطاب من يكتبون في نقد الأعمال الأوربية والغربية والعربية وغيرها.
الرواية والآداب العالمية
وذهبت د. رشا إسماعيل إلي أن مجلة الرواية كوليد جديد من أهم المطبوعات المهتمة بما يريده القاريء من احتياجات وتسلط الضوء علي القضايا والآفاق بالأدب العربي وقد تطورت في الأعداد الثلاثة التي صدرت في صمت تطورا كبيرا وأتمني أن تصل إلي قامة كبيرة في ذلك وأرجو عمل صفحة إلكترونية للمجلة حتي يتسني للكثير تتبع ما تقدمه في أنحاء العالم كله وأنا كمهتمة بالآداب الإسبانية أقول إنه في غضون الخمس سنوات القادمة لابد لنا من طرق كل ماهو متعلق بالأدباء الأسبان ومن يكتب باللغة الأسبانية والبرتغالية لأن هناك في الغرب وكندا وأمريكا اللاتينية من ينتظر منا مطبوعة تتكلم عنهم.
آفاق متنوعة
د. حسين حمودة ذكر أن هناك مجموعة كبيرة من التساؤلات عن هذه المطبوعة الدورية وبفكره الآداب الثانية والملفات وبخطاب المجلة أي الدائرة التي تتحرك فيها ومدي تخصصها وقدرتها علي مخاطبة القاريء العام والمتخصص علي حد سواء وأن كل عدد صدر منها له سمة تخصه ثم هناك تساؤل عن مدي تمثيل التجارب الإبداعية في الواقع المصري العربي وأهميته وكيفية طرح هذه القضية في هذه المجلة ومدي تشابكه مع التراث الروائي والموروث السردي الموجود علي الساحة وفي الحديث عن هذه الدورية أستطيع القول إن هذه المجلة أعطت إجابات مطمئنة علي الكثير من هذه التساؤلات بداية من عنوان هذه الدوريةقضايا وآفاقفهي تسمح للقاريء باستطلاع رؤية القضايا العربية واستيعاب صلتها مع الملفات الأدبية الأخري وهناك التناولات النقدية والحوارات والشهادات في تاريخ الإبداع الروائي ومن ضمن القضايا التي طرحتها هذه الدورية انتشار فن الرواية واتصالها بزمن الرواية والرواية في ديوان العرب وخطورة ما يلعبه هذا النوع من الكتابات في تأثيره في الوسط الأدبي ولقد استطاعت الرواية العربية أن تصل إلي أبعاد كبيرة.
وخارج كل الثناء والاحتفاء -والكلام مازال للدكتور حسين حمودة- أومأت الرواية إلي التركيز علي نوع واحد له حضور لافت يسمح بآفاق متنوعة للتفاؤل وبإثارة مشكلات وقضايا تتصل بتجارب مبدعات ومبدعين في الأدب العربي والآداب الإنسانية الأخري تناول المجلة انتبني من استيعاب دائرة صلتها بهذا الفن وانفتحت علي موضوعات متعددة كما أشرنا منذ قليل مع عدم توقفها عند تاريخ معين للفن الروائي بل جعلت اهتمامها للفن الراهن.
ونستطيع أن نصل إلي نتيجة مهمة مفادها قدرة الرواية علي الإحساس ما يسمينبض الشارع المصري وهمومهأيضا احتفلت بالأديب التركيأورهان باموقوالروسي ديستويفسكي وفتحت مسارات متنوعة للأرجنتين والصين وألمانيا قدمت أيضا ملفا عن جمال الغيطاني وهكذا فإن العدد الأول تحرك بجانب الحركة الأفقية التي ربما تتسع باتساع الأرض حركة رأسية حيث وصلت المجلة بين التجريب والتراث ثم انتهت إلي رقمنة الأدب.
تضمنت المجلة أيضا ببليوجرافيا الرواية1859-1914أي حتي صدور رواية زينبلهيكل والتي عدت خطأ من وجهة نظري-والكلام للدكتور حسين حمودة-بداية للرواية العربية ويتفق معي في هذا الرأي يوسف القعيد .
واصلت المجلة رسالتها في أعدادها التالية:ازدحمت بملفات مهمة بالحاصلين علي جائزة نوبلفي الأدب وجائزة البوكر البريطانية,والأسماء في تاريخ الرواية الإنسانية,التمثيل الثقافي,فن الرواية وعلم التاريخ الرواية والتليفزيون,الرواية والسينما,وقد قدم العدد الثاني ببليوجرافيا الرواية أيضا1914 وحتي 1938.
وجاء العدد الثالث متضمنا ملفات عن نجيب محفوظ ,جان ماري جوستاف لوكليزيو الحائر علي جائزة نوبل عام 2008,والروائي السوداني الكبير الطيب صالح,أما العدد الرابع نجد أيضا استمرارا للملفات المتخصصة فنقرأ عن الدكتور يوسف إدريس ,محمد الباطي,يوسف القعيد,الدكتور شكري عياد,الترجمة,الرواية الإيرانية,ومكتبة الرواية وغيرها,وعلي المجلة أن تفسح مكانا أكبر لمتابعة الإنتاج الروائي الذي يحتاج لاهتمام نقدي به,
وأخيرا:هناك تساؤل طرحه الدكتور حسين حمودة في النهاية ألا وهو:كيف كان من الممكن لهذه الإجابات كلها أن تنأي عن رصد جوانب إيجابية متعددة ,وكيف تمكن تجنب هذه الاحتفاءات.
وأشاد الدكتور حسين حمودة بعبد الرحمن أبو عوف كرئيس تحرير-والذي يفرض أحكامه النقدية علي موضوعات المجلة بل اتسع صدره لطرح تصورات أخري..
ثلاثة أسئلة
وأشار الدكتور وائل غالي شكري إلي ثلاثة أسئلة أساسية متعلقة بالمجلة:
أولها نقص الكتابة الروائية الجديدة,وأيضا ماهي الرؤية,والرسالة والبناء فهناك أكثر من 13 ملفا في بناء المجلة وأين حظ الروائيين الجدد المصريين والعربونحن نعلم أن كل يوم يولد روائي جديد ولابد أن ترصد هذه الظاهرة وما مدي الرؤية الخاصة بقراءة المجلة بعد الانتهاء من قراءتها.
وقد أكد الكاتب صبحي شفيق علي إشارة الدكتور وائل غالي بالتركيز علي مفهومالاستراتيجيةوقال إنه لابد للمجلة أن تتبع منهجا وألا تقتصر علي وصفالحالة المصرية والعالمية.
عنق الزجاجة
في رده علي تساؤلات المشاركين قال عبد الرحمن أبو عوف رئيس تحرير الكتاب: كانت هناك صعوبات ولكن المجلة الآن خرجت من عنق الزجاجة وهي تحتل اهتمام كبار النقاد وأساتذة الجامعات لأنها متخصصة في الرواية وقضاياها عربية كانت أم عالمية وأخيرا نشرت المجلة في عددها الرابع ملفا عن الرواية الإيرانية وقد سبق أن نشرت عن الرواية الأفريقية والآسيوية.
قراءة تحويلية
منذ صدور العدد الأول من مجلةالروايةعام 2007 ونجدها حققت الهدف الرئيسي منها ألا وهو التخلص تدريجيا من التبعية الفكرية والجمالية للمركزية الأوربية وبالذات الرواية الأمريكية والإنجليزية والفرانكفونية التي طالما خضعت لتأثيرها بل تقليدها الرواية المصرية والعربية بإنشاء عدد قليل من الروائيين فقدمت دراسات عن الرواية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وروسيا فيما بعد الكولينالية وملفات عن الرواية الصينية والهندية والتركية واليابانية والأسبانية والروسية,أيضا أول تعريف متسع في المجلات المصرية والعربية عن الرواية الإيرانية المعاصرة.
قال الناقد عبد الرحمن أبو عوف رئيس تحريرالرواية: بداية من العدد القادم لن تكتفي المجلة بنشر الدراسات والملفات بل سنثير قضايا ومعارك عن الكثير من السلبيات في حقل قضايا الرواية إبداعا ونقدا ونشرا وتوزيعا وأهم قضية سنثيرها ونناقشها هي قضية فوضي الترجمة القائمة علي العشوائيات… نهتم بنقل أبرز الاتجاهات الجمالية والنقدية والحداثية وما بعد الحداثية لفن الرواية واتجاهاتها ومذاهبها وأسلوبيتها التعبيرية وسنقدم أيضا دراسات عن فن الدراما التليفزيونية لأهميتها في الانتشار عن نص الرواية السردية وتشكيلها وجدان الجماهير ودخولها إلي غرف الاستقبال في البيوت وسنمارس نقد الضعف والتسطح والتزييف للواقع وتغييب الوعي الذي نمارسه حتي الآن أغلبية المسلسلات المملة التي تتسكع في موضوعات مكررة ومرض جديد بدأ يهدد كتاب السيناريو الجادين الذين لهم موقف من الواقع السياسي والاجتماعي وهو دراما التليفزيون التي تفصل علي مقاس النجم الواحد أو النجمة الواحدة من أجل السوق وتدني السوق.ويضيف أبو عوف:هناك قسم خاص بالرواية والسينما أي علاقة السينما بالرواية السردية وسنستمر في نشر المزيد من الأصوات الروائية الجديدة الطليعية والواعدة فثمة خصوبة ووفرة في الإبداع الروائي عندهم,ولكن للأسف وبنظرة كلية جدلية عشوائية يعاني من ثغرات سمحت لبعض المبدعين بالتسلل لهذه الموجة المضطربة من الكتابة التي تدعي شكل الرواية بحجة التجريب إننا نعاني من غياب المعايير الدقيقة في منح جوائز الدولة التي تعودت علي منحها لمن اقترب من الموت وغيب عنها كثير من الذين يستحقونها بجدارة,صحيح أن جوائز الدولة منحت لعدد من المفكرين والمبدعين يستحقونها ولكننا نطمح في وضع معايير ثابتة وموضوعية لها..
ودعونا نختم حديثنا عن هذا الكتاب الثريالروايةبمقولة أبو عوف أيضا أيا كان الأمر فلن نتحدث عن الماضي أكثر من ذلك فتوجهنا دائما للمستقبل…