يبدأ سفر الرؤيا بمدخل وشرح لماهية السفر. في سبع نقاط.
1- العنوان: إنه وحي من الله.
2- مصدر الوحي هو الله في شخص يسوع المسيح.
3- المرسل إليهم هذا الوحي : ##خدام الكلمة## في المسيحيين اللذين يبذلون أنفسهم شهادة لوجود الله الحي والفعلي في واقعهم.
4- الكاتب : هو يوحنا بواسطة الملاك.
5- وتنتهي المقدمة بتطويبة موجهة مباشرة إلي المشاركين في ##احتفال أفخارستي##. ##طوبي للقارئ وللسامعين لهذه الكلمات##.
هذا الوحي يصلنا عبر سلسلة من الأشخاص. أولهم الله في شخص يسوع المسيح وهو مصدر هذا الوصي يمثل الله في يسوع المسيح ##ملاك## يملي علي يوحنا ما يقوم بقراءته في الاحتفال الأفخاستي : القداس كما نسميه الآن ويحتوي خدمة الكلمة من خلال قراءة الرسالة والإنجيل والمزمور..##
لماذا نجد في قراءة وكتابة سفر الرؤيا مصدرا لسعادتنا؟ لأننا لسنا في فقط في الزمن الذي نتابع أحداثه بشكل ميكانيكي, ولكن نحن في لحظة نتميز بالحضور المملوء بالبركة, حضور الله الفعلي الذي يعطي للأحداث المتتابعة معني حي لحياتنا, يعطينا جرعة من الرجاء العميق حيث البعد الخلاصي لهذا الاحتفال.
فمنذ البداية نجد السلام والبركة من الله الموجه للكنائس السبع التي في آسيا. والتي تمثل رغم موقعها في تاريخ الكنيسة ##القرن الأول## الكنيسة الجامعة في كل أركان المسكونة. وفي كل عصور التاريخ. النوع الأدبي لمقدمة سفر الرؤيا يظهر أن السفر كله هو رسالة موجهة لأشخاص معينين لتقرأ عليهم. والله يشار إليه علي أنه ##هو الكائن في كل زمان ومكان, هو يهوه: هو الذي هو. هو الحاضر هنا والآن من أجلنا نحن البشر, المسيحيون المؤمنون به. كما كان وهو الآن كائن وهو الآن كائن وسيكون. فوجوده شئ مؤكد. ولكن علينا أن نكمل المسيرة معه حتي آخر الأزمنة. كما أن الروح القدس مطلق من قبل الله بمرافقة الكنيسة وكل الكنائس.
تقدم الرسالة يسوع من زاوية ##سره الفصحي## يكبر القائمين من بين الأموات, الشهيد والقائم من بين الأموات والرب, أمام هذا الإعلان من القارئ للرسالة, يجيب جميع الحاضرين للاحتفال الافخارستي قائلين ##له القوة والمجد##.
ويتخلل الاحتفال الليتورجي ترانيم الكورال الذي تارة تسبح الحمل وتارة تعلن ربوبيته. إن ##مملكة الكهنة## التي نحن أعضاؤها تضم تسبيحها وتهليلها إلي الله مصدر تاريخ الخلاص وختامه., ونعلن أنه هو هدف هذا التاريخ وهو الألف والياء للوجود.
إن الرؤية تمهد لقراءة الرسائل السبع لكنائس آسيا السبع, أنها رؤية ##أبن الإنسان## في علاقته مع الكنيسة الجامعة, وتتم هذه القراءة للرسائل في اليوم الفصحي, يوم الاحتفال بعيد الفصح. واللذين ينتظر مصدر صوت القارئ يرون قبل كل شئ سبعة شمعدانات ترمز إلي الكنائس السبع. وهذا الشمعدان الذي يرمز للكنائس السبع مأخوذ من رؤية زكريا في سفر زكريا 1/4-.10 ورجع الملاك المتكلم معي وأيقظني كرجل يوقظ من نومه, وقال لي: ##ماذا أنت راء## فقلت ##أني نظرت, فإذا بمنارة كلها ذهب, وخزانها علي رأسها, وعليها سبعة سرج وسبعة ألسنة للسرج التي علي راسها. وبالقرب منها زيتونتان, أحداهما علي يمين الخزان والأخري عن يساره## وتكلمت وقلت للملاك المتكلم معي ##ما هذه, يا سيدي## فأجاب الملاك المتكلم معي وقال لي ##ألا تعلم ماهذه## فقلت: لا ياسيدي## فأجاب وعلمني قائلا. ####هذه كلمة الرب إلي زربابل## قائلا لا بالقدرة ولا بالقوة, بل بروحي قال رب القوات. ما أنت أيها الجبل العظيم؟ أمام زربابل تصبح سهلا. وسيخرج حجر الزاوية فيهتف ..##.
هذه الرؤية نفسها مستوحاة من الأدوات الليتورجية الذي يتحدث عنها سفر الخروج: في ##31/25-40## وأصنع منارة من ذهب خالص, من ذهب مطروق تصنعها هي وقاعدتها وساقها, وتكون أكمامها وبراعمها وأزهارها جزءا منها, ولتكن الست شعب متفرعة من جانبيها: ثلاث شعب المنارة من جانبها الأول, وثلاث شعب المنارة من جانبها الآخر, وثلاثة أكمام لوزيه في الشعب الأولي ببرعم وزهرة, وثلاثة أكمام لوزيه في الشعبة الأخري ببرعم وزهرة, وكذلك يكون للست شعب المتفرعة من المنارة. وتكون في المنارة أربعة أكمام لوزيه ببراعمها وزهرها. برعم تحت الشحبتين الأوليين يكون جزءا منها, وبرعم تحت الشعبتين الآخرين يكون جزءا منها. كذا للست شعب المتفرعة من المنارة. وتكون براعمها وشعبها جزءا منها. كلها قطعة واحدة مطرقة من ذهب خالص. وأصنع سرجها سبعة وأجعلها عالية وتضاء علي جهة وجهها. ويكون مقاصها ومنافضها من ذهب خالص. بقنطار من ذهب خالص تصنع المنارة من جميع هذه الآنية. فانظروا وأنظر علي المثال الذي يعرض لك في الجبل
وعلينا ألا نخلط بين الـ Chandelier ذات السبع فروع ولكن المقصود هو السبع شمعدانات القائمين كل واحدة بمفردها. والتي يمكن تغيير مواقعها ولكن الذي يوحد بينها ويجمعها هو المسيح.
أما رؤية ##ابن الإنسان## فتقدم لنا المسيح في مجده وفي حالة مجده النهائي. هذه الرؤية هي قراءة مسيحية لرؤية ##ابن الإنسان## كما جاءت في سفر دانيال النبي فصل 7 وفصل .10
فبينما نري الإمبراطور في الطقوس والوثنية وله أرجل من الطين المحروق بالنار ##مثل الطوب الأحمر كما نسميه الآن## فإننا نجد أرجل ##ابن الإنسان## رجليه من الـ Airain, وعندما يقع نظر يوحنا عليه يخر ساجدا وكأن ميت, لا بل معدم للوقع الرهيب لرؤيته الرب. أما المسيح, فيمد يده إليه ليرفعه بيده اليمني. هذه اليد التي تحقق الخلاص والتي تساند وتحرس الكنائس السبع. وكلماته التشجيعية الكلاسيكية كما يحدث في كل ظهور إلهي في الكتاب المقدس, ترافق ما تفعله يده ليوحنا ##لا تخف##.
فلا يوجد ما يسبب الخوف. فالصلة الإيمانية التي تربط المسيحي بقربه من ##ابن الإنسان## تحدد مسبقا الهدف النهائي للشعب المسيحي الذي علي مثال سيده, سيواجه الموت بصفته ##شاهد أمين وحق## هذه هي المعرفة التي تسبق قراءة الرسائل السبع.