قيامة المسيح حقيقة مؤكدة بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة التي لا تحتمل الشك فيها ولا إلي لحظة واحدة فقط, فيكفي القبر الفارغ رغم الحراسة المشددة عليه, والحجر الكبير المدحرج من مكانه بالرغم أنه كان مختوما بخاتم الدولة الرومانية, والظهورات العديدة سواء للمجدلية, ولتميذي عمواس,وللتلاميذ في العلية, ولكثيرين آخرين…وصمت اليهود عندما أعلن التلاميذ عن قيامة المسيح, وهو صمت له دلالته الكبيرة, وولادة الكنيسة إلي النور, وتقديس يوم الأحد, وشهادة الاختبار المسيحي.
بالرغم من كل هذا, إلا أن البعض يحاول أن يشكك في حقيقة قيامة المسيح, بالطبع ليس لعدم كفاية الأدلة والبراهين القوية, ولكن هذا هو شر وجهل الإنسان, بالضبط مثل البراهين علي وجود الله وما أكثرها وبالرغم من هذاقال الجاهل في قلبه ليس إله(مز14:1).
هكذا يحاول البعض التشكيك في صحة قيامة الرب يسوع من الموت بدون دليل واضح من ضمن هذه الادعاءات وأهمها:الادعاء بسرقة الجسد
ادعي البعض من المشككين في قيامة المسيح بسرقة جسده من القبر, وهنا نجد أنفسنا أمام علامة استفهام كبيرة؟فمن الذي سرق جسد المسيح؟ الأحباء أم الأعداء؟
وللرد علي هذا الادعاء الباطل نري الآتي:
(1) يسجل لنا الوحي المقدس ما يلي:وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلي بيلاطس قائلين يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي إني بعد ثلاثة أيام أقوم, فمر بضبط القبر إلي اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ويسرقوه ويقولوا للشعب إنه قام من الأموات فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولي, فقال لهم بيلاطس عندكم حراس اذهبوا واضبطوه كما تعلمون, فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر(مت27:62-66).
ومن هذا النص الكتابي نجد أن اليهود والرومان عملوا كل الاحتياطات اللازمة والمطلوبة حتي لا يسرق الجسد, فوضعوا حراسة مشددة علي القبر, كما وضعوا علي باب القبر حجرا ضخما كبيرا(مت27:60) وختموا الحجر(مت27:66) بالختم الروماني…فكيف يجرؤ التلاميذ أو غيرهم حتي في مجرد التفكير في سرقة الجسد في وجود مثل هذه الإجراءات.
(2)السؤال الذي يفرض نفسه: هل سرق التلاميذ الجسد والحراس مستيقظين أم نائمين؟فإذا كان التلاميذ قاموا بالسرقة والحراس في يقظة, فلماذا لم يمنعوهم من فعل ذلك؟ولماذا لم يقبضوا عليهم ويقدموهم للمحاكمة؟!
وإذا كانت السرقة قد تمت وهم نيام, فهل من المنطق أن ينام كل الحراس مرة واحدة ولاسيما أن هناك تحذيرا مسبقا بسرقة الجسد, كما أن عقوبة النوم في وقت الحراسة هي الإعدام؟ وكيف لم يستيقظ الحراس عند فتح القبر ودحرجة الحجر الكبير, وكسر الأختام. ولاشك أن كل هذه العمليات أحدثت ضوضاء, وإذا كان الحراس نائمين فكيف عرفوا أن التلاميذ هم الذين سرقوا الجسد كما أشاعوا؟
(3)علي أن البعض قال إن التلاميذ قاموا بسرقة جسد المسيح قبل وضع الحراسة علي القبر, وللرد علي هذا الادعاء نقول:
أ. هل يمكن أن نتخيل أن نفسية التلاميذ التي أصيبت باليأس والإحباط والرعب والهلع عند الصليب تستطيع أن تقوم بسرقة الجسد, هل يمكن أن نتخيل أن التلاميذ كان لديهم أي قدر من الجرأة والشجاعة للقيام بمثل هذا العمل في الساعات الأولي بعد عملية الصلب والدفن؟
ب.إذا كانوا قد قاموا بسرقته, لماذا تركوا الأكفان؟, ما الداعي لحلها وتركها وإعادة ترتيبها, طالما سيقومون بدفن الجسد مرة أخري؟, ما الدافع الذي يجعل التلاميذ يسرقون جسد المسيح؟
ج. هل من المنطق أن يسرق التلاميذ جسد المسيح ثم يقنعون أنفسهم بأنه قام من الموت, ويقدمون حياتهم في سبيل تعليم هم يعلمون أنه من اختراعهم؟ ولماذا كرسوا حياتهم للتبشير بهذا الخبر السار واحتملوا التعذيب حتي الموت في سبيل انتشاره؟!
(4) إذا كان التلاميذ قد سرقوا جسد المسيح فأين وضعوه, ألم يخافوا أن يكتشف اليهود مكانه, وعند ذلك يثبت زيف دعواهم, وتنتهي مصداقيتهم, في يقيني حيث أنه ليس هناك أي سند أو دليل علي أن أعداء المسيح لم يبذلوا أي جهد لاكتشاف موضع جسد المسيح الذي زعموا أن التلاميذ سرقوه, وحيث إنهم لم يقدموا أي شكوي ضد التلاميذ للسلطات الرومانية, وحيث إنهم لم يتقدموا بأية شكوي ضد الجنود المكلفين بحراسة القبر فهذا دليل واضح وضوح الشمس علي أن المسيح قام من الموت ولم يجد اليهود أمامهم سوي أن يقولوا بأن التلاميذ قد سرقوا الجسد.
(5) أما أذا كان الادعاء بأن الأعداء هم الذين سرقوا الجسد, وقاموا بنقله إلي مكان آخر لكانوا أظهروا الجسد لكي يثبتوا كذب التلاميذ الذين قاموا بإعلان خبر قيامة المسيح ونشر الخبر علي الملأ.نعم!إن الحقيقة هي أن المسيح قام…حقا قام.