تعمل الرائدة الريفية كهمزة وصل بين السيدات الريفيات والمسئولين في القري والنجوع والتي يأتي دورها في التوعية بالقضايا المهمة كوعي المرأة بحقوقها السياسية والاجتماعية والقانونية فضلا عن دورها في مناهضة ختان الإناث وتنظيم الأسرة والزواج المبكر وعمالة الأطفال والتطعيمات ومواجهة مرض إنفلونزا الطيور. عن دورها ومعايير اختيارها والمشكلات التي تعوق عملها, وكم يبلغ عددهن في محافظات مصر كان لنا هذا الموضوع:
تقول د. سحر النسباطي وكيلة وزارة الصحة ورئيسة قطاع تنظيم الأسرة, الرائدة الريفية سفيرة وزارة الصحة في البيت المصري فهي المسئولة الأولي عن الارتقاء بالتوعية الصحية فلها رسائل متنوعة كالعناية بالأم الحامل والوقاية من مرض إنفلونزا الطيور فضلا عن دورها بالتوعية في مناهضة ختان الإناث والرضاعة الطبيعية, فطبيعة عملها هي التوعية ولدينا ما يقرب من 13 ألف رائدة متواجدات في الحضر والريف داخل الوحدة الصحية في مصر.. وتقوم الرائدة الريفية بخدمة من 800 إلي 900 أسرة وأكدت علي زيادة عدد الرائدات إلي 2000 رائدة العام الجاري ويتم التعاقد علي دفعتين في النصف الأول من العام إلي يونية والنصف الثاني من يوليو إلي ديسمبر حيث يتم تعيين 1000 رائدة.
ومن معايير اختيار الرائدات قالت: سنها لا يتجاوز الـ35 سنة, حسنة المظهر من أهل القرية وتكون علي قناعة بتنظيم الأسرة وفكر العمل التطوعي, وأكدت أن راتبهن يصل إلي 200 جنيه وتم تزويدهن إلي 250 جنيها كما يوجد نظام ربط الحافز بالأداء, كما أكدت أن وزارة الصحة هي المسئولة الأساسية عن تدريب الرائدات الريفيات.
وتقترح د. سحر بأن يكون هناك تكريم للرائدات المثاليات الكبار, ليكن نموذجا تحتذي به الرائدات الصغيرات ويتم اختيار رائدة مثالية علي مستوي الجمهورية بشرط أن تكون مقتنعة بتنظيم الأسرة وليس لديها أكثر من طفلين.
وأشارفت أن دور الوعي الصحي للرائدات له نتائج فقد كان في الثمانينيات 24% معدل استخدام السيدات لوسائل تنظيم الأسرة وأصبح 60% من السيدات يستخدمن تلك الوسائل كما يقمن بزيارة السيدات من 4 إلي 6 زيارات بعد الولادة لتتحدثن عن الرضاعة الطبيعية, مظهرها بعد الولادة, العادات الغذائية السليمة, العناية بالطفل, كما أن وجود الرائدة الريفية داخل المنزل يجذب فئات أخري من أقاربها وجيرانها فضلا عن مجابهة الشائعات التي تتعرض لها السيدات إزاء وسائل تنظيم الأسرة.
وعن تدريب الرائدات أشارت د. سحر: هناك برامج حديثة لتدريب الرائدات فهناك دورة المشورة خاصة بتنظيم الأسرة فضلا عن دورها في وسائل متعددة ومتنوعة وبسيطة, فالرائدة في المحافظات التي بها القري الأكثر فقرا يدربن السيدات علي بعض الحرف الصغيرة لتمكين المرأة, فهذه التجربة مطبقة في القاهرة, الجيزة, الفيوم المنيا, بني سويف, كفر الشيخ, القليوبية, وسوف تتم في باقي المحافظات العام الجاري ويتم التدريب لمدة 4 شهور ونصف.
تقول حنان حلمي رئيسة مجلس مجلس إدارة جمعية الرائدات للتنمية إن الرائدة تقوم بدور مهم في نشر الوعي للأسر خاصة إذا تم تدريبها وإصقالها بمهارات وآليات تؤهلها للقيام بدور نشر الوعي الصحي والقضايا التي تهم المرأة منها الصحة الإنجابية, العنف, إهدار حقوقها, إلقاء وسائل توعية قصيرة وسهلة وبسيطة.. وأكدت حنان أن أصعب مرض متواجد في الرائدة الريفية البيوت في القري والنجوع والمناطق العشوائية والتأثير في السيدات وإقناعهن بالرسائل المقدمة فالتوعية تستغرق وقتا طويلا للاقتناع بالرسائل فتوصي بفتح قنوات الاتصال بين الرائدات والمجتمع المدني حتي يتسني لها خدمة أكبر عدد من الأسر من خلال البرامج الي تقدمها كما أكدت علي أن منطقة الوراق بها 19 رائدة فقط أي تخدم 7600 أسرة فكل رائدة, لها 400 أسرة وبالتالي لا تغطي الأسر كما تقوم بمساعدة السيدات في الإقراض لعمل مشروعات صغيرة حتي لا يتم الاستعانة بعمالة الأطفال.
وعن المشكلات التي تواجهها الرائدة قالت: مشكلة السجلات تتقوم الرائدات بشراء السجلات بجهودها الذاتية لتدوين بيانات الأسر التي تخدمها إلا أن هناك تصريحات بأن كل محافظة تطبع هذه السجلات ويتم تخصيص ميزانية لهذا الغرض ولكنها مازالت قرارات وتصريحات.
تقول أماني فاروق مشرفة رائدات: الرائدة هي همزة الوصل بين السيدة والوحدة الصحية فكل رائدة لها مربع سكني لنشاطها اليومي حسب مكان إقامتها تستهدف زيارة من 5 إلي 7 أسر يوميا وتقوم بتوصيل وسائل توعية عن تنظيم الأسرة وإقناعهم باستخدام الوسائل وتذكير السيدات بميعاد استخدام الوسائل في حالة الانقطاع وتعمل زيارات لمعرفة الأسباب فهي مؤهلة ومدربة علي الحديث مع السيدات وتقوم بمتابعة الأم أثناء الحمل وجميع المراحل العمرية للطفل فضلا عن محاربة الشائعات التي تتعرض لها الأم والتطعيمات الخاصة بالطفل كما يتم مساعدة الأمهات في استخراج الأوراق الرسمية كالرقم القومي وتسهيل عملية الروية للأبناء في حالة الأزواج المنفصلين.
وتقول نهال محمد رائدة اجتماعية: إن حق الرائدة الاجتماعية متابعة الأسر التي بها نزاعات أسرية ومشاكل لم تصل للطلاق لحل المشاكل الأسرية فدورها توصيل المشاكل الأسرية لجهات مسئولة عن التفاوض والصلح كالجمعيات الأهلية بالحي أو القرية للتدخل وحل النزاعات القائمة سواء مشاكل اجتماعية أو اقتصادية أو صحية أو في حالة الطلاق يتم توعية السيدات بحقوقهن وتسهيل حصولهن علي النفقة للأسر.