منحها الرئيس جاك شيراك أرفع الأوسمة الفرنسية بدرجة فارس
علاقة صداقة قوية بين الأم ماري جورجيت وتماف إيريني
أثناء صلاة الجنازة داخل الكاتدرائية لفت انتباهي راهبة واقفة في صمت,متشددة في إيمان بإرادة الله…لم تسقط عيناها عن نعش جثمان الأم ماري جورجيت…عرفت أنها الأم ماري عايدة بطرس خليفتها في رئاسة راهبات قلب يسوع…شجعني ما لمسته من تماسك نابع عن قوة إيمانها علي إجراء حوار معها عن الأم ماري جورجيت وجاء الحوار كالتالي:
*…….؟
**ماري جورجيت حبشي,ولدت عام1933 في سمالوط بمحافظة المنيا,وكرست ذاتها للرب,والتحقت بالرهبنة عام1950,ثم عينت مديرة مدرسة القديس يوسف الظهور بالعباسية عام1960,وفي 1977 تولت إدارة مدرسة القديس يوسف بمصر الجديدة ورئاسة الدير وفي عام1986انتخبت رئيسة عامة لراهبات قلب يسوع ورئيسة لاتحاد الرئيسات العامة طيلة خمسة عشر عاما,وتقديرا لها علي ما قدمته من إنجازات في كافة المجالات عالميا ومحليا منحها الرئيس الفرنسي جاك شيراك أرفع الأوسمة الفرنسية بدرجة فارس.
*كيف كانت حياتها الرهبانية؟
**عندما تقدمت للرهبنة في عام1966 كانت الأم ماري جورجيت مديرة مدرسة سان جوزيف بالعباسية,ولا أنسي إطلاقا كم الأشياء التي تعلمتها من حياتها الرهبانية ومن أبرزها الالتزام,والمحبة للآخر,والعمل الجماعي,والوحدة والترابط,وأكثر ما كان يميز الأم ماري جورجيت حبها الكبير للناس فكانت تخلق روحا عائلية رائعة داخل المدرسة,فعاصرتها قبل الرهبنة أيضا لأنني كنت مدرسة بالمدرسة قبل التحاقي بالرهبنة وكنت دائما أراها الأم الحاسمة والمحبة في نفس الوقت.
*ماذا كانت تقول لك عندما تجلسان سويا؟
**أنا لم أتذكر إطلاقا طيلة حياتي الرهبانية معها أننا جلسنا سويا لنتحدث في أمور شخصية أو لتشكي من شئ,كانت تعمل في صمت وبهدوء تام وكل ما كان يدور في حديثنا فكان عن الخدمة وأمور الرهبنة والكنيسة.
*ماذا عن الإنجازات التي صنعتها ماري جورجيت؟
**سوف أبدا من محافظات الوجه القبلي في الأقصر أنشأت بيتا للخدمات الاجتماعية والرعوية به دار للمغتربات,ومعمل لغات وحضانة,وفي طهطا بمحافظة سوهاج أقامت مبني للمدرسة,ثم ذهبت إلي المنيا وأنشأت مبني للمدرسة في مدينة العبور,كثيرون كانوا يستغربون فكرة بناء مدرسة في الصحراء؟!ولم تكن مدرسة العبور مجرد مدرسة ناجحة وأنما برؤيتها المستقبلية أصبحت من المدارس ذات السمعة الجيدة ومن العبور انتقلت إلي مدن القناة فأنشأت بالإسماعيلية مدرسة أخري لجميع المراحل التعليمية…وذهبت بعد ذلك للغردقة وأقامت مبني للخدمات وأماكن للخلوات الروحية.وفي الإسكندرية علي بعد واحد وعشرين كيلو أقامت مبني للمعسكرات..ولم تتوقف إنجازاتها لكن ذهبت تحمل الخير للسودان حيث أقامت مركزين للخدمة في الخرطوم ثم ذهبت إلي تونس واستلمت إدارة مدرسة وبعثت بعثة رهبانية..واتجهت إلي لبنان وأعادت تجديد بيت الراهبات هناك…وكانت تأمل أن تذهب لخدمة الجزائر والعراق..حقا تسعة وخمسون عاما عاشتها الأم ماري جورجيت من إنجاز إلي إنجاز.
*حضور تماف كيرية رئيسة دير أبي سيفين للراهبات القبطيات صلاة الجنازة جعلني أشعر أن هناك علاقة بين الدير وبين رهبانتكم ؟
**هذا صحيح فنحن نعتبر أن دير أبي سيفين للراهبات هو بيتنا ومفتوح لنا دائما ,وكانت هناك علاقة صداقة قوية جدا تجمع بين تماف إيريني والأم ماري جورجيت وكثيرا ما كانت تطلب من تماف صلاتها من أجل الخدمة ودائما كنا نجد المعونة,كانت هناك زيارات دائما متبادلة وقد تأثرت أمنا ماري جورجيت كثيرا بنياحة تماف إيريني,ولكن لم تنقطع علاقتها بالدير إطلاقا ,فكانت دائما تزور الدير وتعتبر أن أجمل لحظات خلوتها هناك.
*كيف كانت الأيام الأخيرة في حياتها؟
**كنا في انتظار التحاق أخوات جدد للرهبنة بعد فترة خلوة تستمر ثلاثين يوما وقبل أن ترحل عنهم اتصلت بهن واحدة واحدة وقالت لهناستعدوا وادخلوا في العمق مع الله,كما تستعد العروس للعريس..وبعدها عشنا خمسة وخمسين يوما في فترة مرضها نتألم من أجلها,ولكن دائما كان لدينا الأمل أن تشفي وتكون معنا جالسة بروحها البسيطة المفرحة,ولكن في الأيام الأخيرة اشتد المرض أكثر وكنا نصلي ونقول:يارب لتكن إرادتك قبل إرادتنا إن أردت أن تصنع معجزة فاصنع وإن لم تريد فاعطها الراحة,وسمع الله إلي صلواتنا,وأراد أن يعطيها الراحة الأبدية مع الملائكة والقديسين فقد أكملت خدمتها وعادت إلي بيت أبيها حقا.