المساهمة في حل أزمة مياه النيل كانت المهمة الرئيسية التي من أجلها تشكل وفد الدبلوماسية الشعبية لتصليح أخطاء وإخفاقات النظام السابق , وإعادة تحسين العلاقات المصرية مع الدول الأفريقية.
وفد الدبلوماسية الشعبية اتخذ مبادرة للتحرك والمساهمة في محاولة منه لإذابة ما اعتري هذه العلاقات من جمود خلال سنوات طويلة والسعي لفتح قنوات من الاتصال لتدعيم هذه العلاقات وتوطيدها وتكميل دور الدبلوماسية الرسمية.
يضم الوفد خليطا من التيارات السياسية المختلفة ومنه د.محمد أبو الفار أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة القاهرة فكان لنا معه ضمن الحوار:
*إلي أي مدي نجح الوفد في تحقيق أهدافه من خلال زياراته التي قام بها لأوغندا وإثيوبيا ؟
**الهدف الرئيسي للوفد حل مشكلة المياه مع دول حوض النيل وخاصة مع إثيوبيا والتي تغذي مصر بنسبة لا تقل عن 85% من حصتها من مياه النيل, في حين تتسم العلاقات المصرية الإثيوبية بالسلبية البالغة بسبب نظام العهد البائد والذي فصلنا عن القارة الإفريقية بصفة عامة وإثيوبيا بصفة خاصة فوجدنا من الأهمية تشكيل وفد يطلق علية الدبلوماسية الشعبية ليكمل دور الدبلوماسية الرسمية ويساهم من جانبه للوقوف في إيجاد حلول عاجلة ومجدية, وحرصنا علي أن يضم الوفد تيارات سياسية مختلفة ويشمل ثلاث مجموعات الأولي مكونة من شباب الثورة والثانية تضم الصحفيين والإعلاميين لإلقاء الضوء وتغطية الأحداث والمجموعة الثالثة من النشطاء والمهمومين بثورة 25 يناير والجدير بالذكر أن من ضمن الأعضاء أ.مصطفي الجندي لديه من العلاقات مع هذه الدول ما يؤهله لإجراء مفاوضات ومناقشات للوصول إلي نتائج مرضية.
كما تقابلنا مع عدد كبير من كبار المسئولين بكلا البلدين وبطريرك الكنيسة الإثيوية الذي عبر عن احترامه للمصريين وتقديره للوفد والمهمة الذي يقوم بها , واستطعنا أن نقنع المسئولين بإثيوبيا بتأجيل النظر والتصديق علي الاتفاقية الإطارية التي قد تضر بحصة مصر والسودان وهما دول المصب وعلي وجه الخصوص إلي حين يتم تشكيل الحكومة المصرية الجديدة , وعلي الجانب الآخر رحب الجانب الإثيوبي أيضا باشتراك عدد من المتخصصين المصريين في متابعة تنفيذ كافة المشروعات المراد إقامتها علي نهر النيل للتأكد من ثبات حصة مصرفة المياه وعدم الإخلال بها.
*هل هناك تنسيق بين الدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية الرسمية ؟
**بالفعل هناك تنسيق بين الجانبين فنحن نحرص كدبلوماسية شعبية تقوم بدور مكمل للرسمية ولذلك نقوم بزيارة د. نبيل العربي وزير الخارجية بعد كل جولة نقوم بها وهذا ما أكد عليه الوزير خلال اللقاء المشترك بأن هذا التنسيق يعمل علي تقريب الرؤي وتجنب الازدواجية, مشيرا إلي أهمية التنسيق في إيضاح خلفيات وتفاصيل ملف مياه النيل لكافة أعضاء الوفد بما يحقق الهدف المنشود في دعم علاقات التعاون واستشراق آفاق تعزيز العلاقات بين مصر ودول حوض النيل.
*ما أجندة الوفد في الفترة المقبلة ؟
**هناك العديد من الاقتراحات والأفكار التي نسعي لتنفيذها ومنها القيام بزيارة واشنطن للعمل علي تحفيف ديون مصر خاصة في هذا التوقيت الذي تعاني فيه البلاد من اقتصاد متدهور ولكن لم تتخذ أي خطوة جديدة حتي وقتنا هذا.
*كيف تستطيع أن تقضي علي الفتنة الطائفية في مصر؟
**الفتنة الطائفية التي تظهر في مصر بين الحين والآخر يرجع سببها إلي التهاون في تطبيق القانون بشكل صارم , فطالما نلجأ إلي علاج المشاكل بالطرق القديمة سواء بعقد جلسات عرفية أو بغيرها ولا نرجع إلي القانون فسوف تستمر الاحتقانات وأعمال العنف , ولابد أن تستعيد الدولة هيبتها وكل جهة مختصة عليها أن تقوم بدورها المنوط بها فالقضاء عليه أن يستفيد قوته للقيام بدوره علي الوجه الأكمل وتحقيق العدالة بين كافة المواطنين.