بعد سنوات غير بعيدة, سينظر إلينا جيل جديد ويطرح علينا واحدا من سؤالين اثنين. إما أن يسألوننا: ##بم كنتم تفكرون؟ ألم تروا جليد القطب الشمالي بكامله يذوب أمام أعينكم؟ ألم تكترثوا##؟
وإما سيسألوننا: ##كيف تحليتم بالشجاعة المعنوية للنهوض وحل أزمة قال كثيرون إنه يستحيل حلها##؟
يجب أن نختار أيا من السؤالين نريد الإجابة عنه, ويجب أن نعطي جوابنا حالا, ليس بالأقوال إنما بالأفعال.
الجواب عن السؤال الأول ــ بم كنتم تفكرون؟ ـــ مؤلم جدا إلي درجة أنني أكاد أجد نفسي عاجزا عن كتابته:
##تجادلنا في ما بيننا. لم نرد أن نصدق أن هذا يحصل فعلا. لقد انتظرنا طويلا##.
##كانت لدينا مشاكل كثيرة تحتاج إلي الاهتمام. أعرف أن هذه ليست بمواساة, لكننا حاولنا. أنا آسف##.
السؤال الثاني ــ كيف توصلتم إلي حل؟ ــ هو الذي أفضل كثيرا أن نجيب عنه, وفي ما يأتي الجواب الذي آمل أن نتمكن من إعطائه:
##حدثت نقطة التحول عام .2009 كانت بداية العام جيدة مع تنصيب رئيس جديد عمد علي الفور إلي تبديل الأولويات للتركيز علي إرساء أسس اقتصاد جديد منخفض الكربون. وكانت هناك مقاومة شديدة لهذه التغييرات, لا سيما من الشركات التي كانت تجني مبالغ طائلة من الفحم والنفط والغاز##.
##غير أن الحقيقة حول الحالة الطارئة العالمية اكتسبت زخما. تراكمت الأدلة التي قدمها العلماء, رويدا رويدا في البداية, لكن بعد ذلك فإن عددا قليلا من معارضي التغيير تغيروا هم أنفسهم##.
##أيا يكن ما حصل, لقد اختلفت الأمور إلي حد كبير عندما أصبح هؤلاء المعارضون السابقون مدافعين شغوفين عن اتجاه جديد. تبدل الزخم. وانضم آخرون, واحدا تلو الآخر, إلي إجماع قوي حول وجوب التحرك بجرأة وسرعة . في نهاية عام 2009, أقرت الولايات المتحدة تشريعا أدي إلي تغيير الطريقة التي يضع بها قادة رجال الأعمال والقادة المدنيون خططا للمستقبل##.
##عبر فرض سعر علي التلوث الذي كان يتم تجاهله من قبل, أرست الولايات المتحدة حوافز قوية للشروع في التحول التاريخي. أطلقت الحوافز الجديدة لتحويل إنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري نحو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمصادر الجيوحرارية, موجة من التحسينات في التكنولوجيات القابلة للتجديد##.
##في مختلف أنحاء العالم, ومع تزايد الوعي بالأزمة المناخية, وجد الناس المهتمون لأمركم طرقا لممارسة ضغوط علي قادتهم. فظهرت مئات الآلاف ثم الملايين من الشبكات المنطلقة من القواعد الشعبية##.
##علي الرغم من أن بلدانا عدة كانت تتولي دفة القيادة, فإنه عندما وعت الولايات المتحدة مسؤولياتها أخيرا, أعادت إرساء السلطة المعنوية التي كان العالم يتوقعها منها##.
##التغيير الأهم الذي جعل هذا التحول ممكنا هو أمر يصعب وصفه بالكلمات . تغيرت طريقة تفكيرنا. بدأت الأرض في ذاتها تشغل تفكيرنا. لم يعد مقبولا إلي حد ما المشاركة في نشاطات تلحق الأذي بسلامة البيئة العالمية##.
##أعرف أننا انتظرنا طويلا جدا. ليتنا تحركنا من قبل. لكن النظرة الاستشرافية لمستقبلكم مشرقة الآن . الجراح التي ألحقناها بالجو والنظام البيئي للأرض هي الآن في طور المعافاة##.
##تبدو سخرية من سخريات الأقدار الآن أن التزامنا باقتصاد منخفض الكربون خلال التحول الكبير هو الذي أعاد إرساء الازدهار الاقتصادي. عندما انطلق العالم في رحلة المعافاة وإنقاذ مستقبلنا, بدأت عشرات الملايين من الوظائف الجديدة بما في ذلك مهن جديدة برمتها بالظهور##.
##أطلب منكم أمرا واحدا فقط مقابل ما فعلناه من أجلكم: مرروا إلي أولادكم الشجاعة والتصميم للتصرف بجرأة وحكمة كلما كان المستقبل في خطر. سوف تواجهون تحديات, كما حصل معنا, لكنني أعرف أنكم لن تخذلوا من يأتون بعدكم تماما كما لم نخذلكم نحن##.
##الخيار مدهش, ويمكن أن يكون أزليا. إنه في أيدي الجيل الحالي: إنه قرار لا يمكننا الهرب منه, وخيار نتفجع عليه أو نحتفي به علي مر الأجيال اللاحقة##.
نائب رئيس الولايات المتحدة الأسبق