من الملامح الرئيسية لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية أنها كنيسة ##رسولية##. لذلك فمن المناسب, ونحن في صوم الرسل الأطهار أن نستعيد إلي الذاكرة حياة آبائنا الرسل الأطهار, ونتعرف من جديد علي ركائز حياتهم وخدمتهم الإلهية, التي استطاعت ان تغير وجه المسكونة في سنوات قليلة, وأن تقضي علي العبادات الوثنية بسرعة مذهلة, ودون استخدام أية وسائل سوي ##الكلمة##. وأهم هذه الركائز هي في:
1- عمل الروح القدس:
فمن المعروف أن سفر أعمال الرسل, في الحقيقة ##سفر أعمال الروح القدس##.
وحينما ندرس سفر الأعمال, سنتقابل في كل صفحة مع الروح القدس, الذي كان يعمل بقوة في التلاميذ, حسب وعد الرب ##ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم, وتكونون لي شهودا في أورشليم واليهودية والسامرة, وإلي أقصي الأرض## (أع 8:2). ومع أن الرسل ##امتلأوا من الروح القدس يوم الخمسين## (أع 4:2), إلا أنهم واظبوا علي طلب الملء, فالملء ليس أمرا ميكانيكيا يحدث مرة وينتهي الأمر, بل هو ##شركة## مستمرة مع روح الله, فنحن نصلي كل يوم: ##تفضل حل فينا أيها الصالح وطهر نفوسنا## (الساعة الثالثة).
2- التعليم:
فمن المعروف أن هلاك الشعب يكون بسبب عدم المعرفة, وأن التعليم أساسي للخلاص لهذا قال الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس: ##إنك منذ الطفولية, تعرف الكتب المقدسة, القادرة أن تحكمك للخلاص## (2تي 15:3), كما أوصاه قائلا: ##لاحظ نفسك والتعليم, وداوم علي ذلك, لأنك إذا فعلت هذا تخلص نفسك, والذين يسمعونك أيضا## (1تي 16:4).
ومنذ بداية كنيسة الرسل ##كانوا يواظبون علي تعليم الرسل## (أع 42:2).
3- الكتاب المقدس:
واضح من دراسة سفر أعمال الرسل, أن آباءنا الأطهار كانوا دارسين ممتازين للكتاب المقدس, كلمة الله. ولو راجعنا خطاب معلمنا بطرس يوم الخمسين, سنري كم كان دارسا لسفر يوئيل النبي وسفر المزامير, وكم استطاع الروح القدس أن يري نبوة حلول روح الله. واضحة في سفر يوئيل, والنبوات علي موت المسيح وقيامته مؤكدة في سفر المزامير (انظر أعمال2). وحينما ندرس خطاب القديس اسطفانوس في (أعمال 27) سنري كيف كان دارسا ممتازا لأسفار الكتاب المقدس, وتاريخ الشعب القديم, والنبوات التي أشارت إلي مجئ السيد المسيح له المجد لفدائنا.
4- النفس الواحدة:
وهذه ركيزة أساسية في حياة الرسل, فكأعضاء في جسد واحد, لابد أن تكون لهم النفس الواحدة. وحينما حل الروح القدس عليهم في يوم الخمسين ##كانوا يواظبون بنفس واحدة, علي الصلاة والطلبة, مع النساء, ومريم أم يسوع, ومع إخوته## (أع 14:1).
وبعد عشرة أيام من الصلاة بنفس واحدة, استحقوا أن يحل عليهم روح الله, ويملأهم. ومع أن حلول روح الله كان جماعيا, إلا أنه استقر علي كل واحد منهم كلسان من نار. فالروح الذي يجمعنا, يوزع المواهب علينا, دون أن يفرقنا, بل كأعضاء في جسد واحد, نتكامل حتي لو اختلفت وظيفة كل منا. (يتبع)