الحمي ارتفاع في درجة حرارة الجسم عن الحد الطبيعي,ففي الرضع والأطفال تكون درجة الحرارة طبيعية عند 37.5 درحة مئوية أو أقل,وتعتبر درجة الحرارة تحت إبط الطفل طبيعية إذا كانت 36.5 درجة مئوية,والدرجات التي تزيد علي ذلك تشكل ما يسمي بالحمي.
فما أسباب الحمي وأعراضها ومضاعفاتها وكيفية علاجها؟
أجابت د.إيمان إحسان أستاذة طب الأطفال بطب القاهرة قائلة:
هناك عدة أسباب للحمي أبرزها حدوث صداع مع التهابات ناتجة عن بكتيريا أو فيروس مثل التهاب الحلق واللوزتين,التهاب الأذن الوسطي,الاتهاب الرئوي والتهاب مجري البول… وأحيانا تساهم الحرارة في القضاء علي الفيروس,لأن الحمي هي جزء من الطريقة التي يكافح بها جهاز المناعة بالجسم حالات العدوي مثل الإنفلونزا أو نزلات البرد الشديدة.
ترجع الإصابة بالحمي لعدة أسباب أخري منها ضربة شمس,بسبب تعرض الطفل للشمس مباشرة لفترات طويلة… وقد يصاحب التسنين عند الأطفال ارتفاع في درجة الحرارة.
تتلخص أعراض الحمي عند الأطفال في ارتفاع درجة الحرارة بالجبهة, وإحمرار الوجه,مع رعشة بالجسم… ومن مضاعفات الحمي عند الأطفال التشنجات الحرارية,وهي عبارة عن تقلصات لا إرادية حادة في العضلات يتعذر معها التحكم فيها,وهي تحدث نتيجة ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 39 درجة مئوية,وتعتبر التشنجات الحرارية أكثر أنواع التشنجات عند الأطفال,وتؤكد الإحصاءات أن حوالي عشرين في المائة من الأطفال المصابين بالتشنجات أثناء الحمي لديهم تاريخ عائلي للإصابة بها.
هناك مؤشرات مهمة لتشخيص التشنجات الحرارية أبرزها:
* أن يتراوح عمر الطفل ما بين ستة أشهر وخمس سنوات.
* ارتفاع كبير في درجة حرارة الطفل
* حدوث التشنجات خلال اثنتي عشرة ساعة من بدء ارتفاع درجة حرارة الطفل.
* أن تكون التشنجات عامة حيث تشمل الجسم كله وتنتهي خلال دقائق.
* وجود التهاب بالجسم سواء بكتيري أو فيروسي.
* عدم حدوث أية أعراض عصبية مصاحبة للتشنجات أو بعد انتهائها.
يلاحظ أن هناك كثيرا من المفاهيم الخاطئة لدي بعض الناس عن التشنجات الحرارية,لذلك يجب أن نؤكد أن التشنجات لا تسبب تلفا أو مضاعفات خطيرة بالمخ,ولا تؤثر علي نمو الطفل أو نسبة ذكائه,ولا تؤدي إلي الإصابة بالصرع.
هناك إرشادات مهمة للأمهات في حالة إصابة أطفالهن بالتشنجات الحرارية أبرزها:
فك أي ملابس حول منطقة الرأس أو الرقبة,ووضع الطفل علي جانبه حتي لا يبتلع اللعاب أو الإفرازات مما يسبب له الاحتقان,وضع الطفل في مكان آمن أثناء نوبة التشنجات حتي لا يقع أو يصطدم بأي أجسام صلبة أو الأرض. عدم تقييد حركة الطفل أثناء نوبة التشنج… عدم محاولة استيقاظ الطفل عند النوبة لإعطائه طعاما أو شرابا حتي يستعيد وعيه تماما… وفي حالة استمرار التشنجات أكثر من خمس دقائق,أو ملاحظة صعوبة تنفس الطفل,أو ميل لون وجهه إلي الزرقة يجب استدعاء الطبيب الإخصائي فورا.
لا يوجد علاج لمنع حدوث التشنجات الحرارية بل يركز العلاج علي سبب حدوث ارتفاع درجة الحرارة وإعطاء الطفل مخفضات الحرارة كل ثماني ساعات أو أدوية عن طريق قطارة مرقمة… مع مراعاة تخفيف أغطية الطفل,وارتداؤه ملابس قطنية خفيفة,وعمل كمادات بماء فاتر وإعطاؤه الكثير من السوائل تجنبا للإصابة بالجفاف,لأن الجسم يفقد كمية كبيرة من الماء عند ارتفاع درجة الحرارة.