في محاولة لتطوير أحياء وميادين القاهرة,انتشر جيل جديد من الحمامات العامة في شوارع القاهرة,ومن الطريف أن أطلقت عليها الجهات المسئولة حمامات إلكترونية,وهذا ليس له علاقة بالإلكتروني!!!.
حول هذه الفكرة وتفاعل المواطنون معها أجرت وطني هذا التحقيق
قال الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة إن المحافظة قامت بتنفيذ مشروع الحمامات المتطورة كمشروع حضاري لنشر دورات المياه بأحياء القاهرة,وذلك من خلال إعادة تطوير الدورات القائمة فعليا,وإعادة صيانتها وتطويرها والعمل علي إدارتها عن طريق شركات خاصة,وتوفير أدوات الصيانة والنظافة والحراسة,دون تكليف المحافظة بأية رسوم إضافية.
أشار الدكتور وزير إلي أنه تم الانتهاء من تطوير 6وحدات, وجار العمل علي استكمال تطوير باقي الوحدات علي مراحل مختلفة,كما أن المحور الثاني تم الاتفاق فيه مع الهيئة العربية للتصنيع علي تنفيذ دورات مياه متنقلة,يتم انتقاؤها بعناية من بين عدد من النماذج المنتشرة بعواصم العالم الكبري,كما أضاف أنه يمكن وضعها في أي مكان وهي مصنعة من مادة الإستنلس ومزودة بنظام التطهير والتجفيف الذاتي,وتفتح أوتوماتيكيا من خلالل عملة معدنية فئة 0قرشا,وتم طرح عدد 36وحدة كمرحلة أولي منهم 10 وحدات انضموا لمحافظة حلوان بمنطقة المعاد للوقوف علي أية معوقات تؤثر علي قيامها بالعمل للوصول إلي أفضل مستوي ممكن.
سلوكيات المواطنين الخاطئة!
أشار خالد مصطفي مدير الإعلام بمحافظة القاهرة إلي أن تجربة الحمامات المتطورة تعمل بنظام التنظيف الآلي كفتح الأبواب آليا عن طريق العملة المعدنية,ولكن هذه التجربة واجهت بعض السلبيات من سلوكيات المواطنين في الاستخدام السيئ لها,مما يؤدي إلي إتلاف مكوناتها.
ونجاح هذه التجربة سيكون له أهمية كبيرة في إطار مشروعات تحديث العاصمة,فهي تجربة جيدة والبعض أشادوا بها, خاصة أنه كان يوجد قصورآ في هذه النوعية من الخدمات والمشروعات.
أضاف مصطفي أن هذه التجربة سوف تعمم في جميع المحافظات. موضحا أن هذا المشروع يتم بالشراكة مع وزارة السياحة ومحافظة القاهرة,ودور المحافظة مقتصر علي اختيار الأماكن لوضع الحمامات المتنقلة,مع مراعاة قربها من المرافق لأنها تحتاج إلي صرف صحي وكهرباء ومياه,وتم اختيار الأماكن بعناية شديدة.
ويوجد علي جسم الحمامات المتطورة بيانا بكيفية التشغيل,كما يوجد حارس لتعريف المواطنين بكيفية الاستخدام.
التعقيم إلكترونيا
أوضح المهندس أكرم عبد الغفار مدير التسويق بالهيئة العربية للتصنيع أن المحافظة طلبت من الهيئة تنفيذ هذا المشروع طبقا لمواصفات خاصة,وهو إنشاء دورة مياه متطورة تعمل بنظام غسيل وتعقيم يعمل أوتوماتيكيا,ويتم التحكم في جميع الأنظمة عن طريق وحدة تحكم, وتستخدم في الأماكن السياحية والميادين العامة والحدائق العامة والمصايف.
وعن المواصفات الفنية أشار المهندس عبد الغفار إلي أن الكابينة من الداخل مصنعة من مادة الفيبر جلاس لسهولة التنظيف,والهيكل الخارجي للوحدة مصنع من أجزاء معدنية خفيفة, ومطلي بمادة مقاومة لتأثير العوامل الجوية, ويتم الغسيل بالماء آليا من خزان سعته 40لترا لكل وحدة.
وجه آخر للمشروع!
وعلي صعيد آخر قال اللواء أحمد هاني رئيس مدينة المعادي إن هذه الحمامات غير عملية شكلا وموضوعا فهي تعتبر شكل جمالي فقط,وأعطالها كثيرة,ويوجد بالمعادي خمسة حمامات إلكترونية,وجميعهم مغلق بسبب مطالبة محافظة القاهرة للمدينة بـ 250ألف جنيه قيمة هذه الحمامات,فهي ليست مسئولية الحي,فالمشروع تم بالشراكة مع هيئة ترشيد السياحية وهي المسئولة عن تمويل هذه المشروعات والتي تعاقدت مع الهيئة العربية للتصنيع,مشيرا إلي أن مسئولية الأحياء والمحافظة تحديد الأماكن وتوصيل المرافق.
وأشار اللواء هاني إلي أن إقبال المواطنين عليها ضعيف لعدم قدرتهم علي التعامل مع هذه الحمامات وكيفية استخدامها وتشغيلها,فالمواطنين ليس لديهم التوعية من البداية للتعامل مع هذه التجارب.
الاستخدام الخاطئ!
وقال محمد سيد شحاتة حارس مسئول عن أحد الحمامات إن أهم المشكلات التي قابلته هي الاستخدام الخاطئ للحمام وأصبحت هذه هي المشكلة الرئيسية,فمعظمهم المواطنين للحمام وأصبحت هذه هي المشكلة الرئيسية,فمعظم المواطنين لديها الفضول لتكتشف بنفسها وتضغط علي أزرار خاطئة علي الرغم من وضوح الإرشادات وكيفية الاستخدام,مشيرا إلي أن الحمامات الإلكترونية ما زالت مجهولة,حيث إنه لا توجد إشارة واضحة علي الهيكل الخارجي ذاته,توضح أن هذه نوعية جديدة من الحمامات,لدرجة أن البعض يقف بجوار تلك الحمامات ويسألني أين أقرب حمام هنا؟!.
واتفق معه في الرأي أحمد محمود سائق تاكسي حيث قال: في البداية لم أكن أعرف هذه الحمامات, ولكن عن طريق أحد الزبائن فعرفت مكانها,موضحا أنه لا توجد أية إشارة تدل علي وجود حمامات,خاصة أن الشكل الخارجي لا ينم علي أنها حمامات.