حيث أكون أنا يكون خادمي ومن خدمني أكرمه أبي(يوحنا26/12)
رقد علي رجاء القيامة البطريرك الكاردينال أسطفانوس الثاني بطريرك الأقباط الكاثوليك عن عمر يناهز89عاما, رحل في تواضع العلماء ووداعة الفقراء وحكمة القديسين,وسيدنا أسطفانوس ولد في طهطا بسوهاج,وحصل علي درجة الماجستير في الفلسفة واللاهوت من معهد نشر الإيمان بروما عام1944,وفي عام1967 عين أسقفا لإيبارشية الأقصر,ثم مديرا بابويا للبطريركية عام1984,وفي يونية 1986 تم انتخابه بطريركا للأقباط الكاثوليك,وفي عام2001 اختاره البابا الراحل يوحنا بولس الثاني ليكون كاردينالا للكنيسة الجامعة الرسولية.حتي تقدم باستقالته لتقدمه في السن لتخلفه البطريرك الأنبا أنطونيوس نجيب في الأول من مايو2006.
سبعون عاما في خدمة الرب ما بين الراهب المحب بالرهبنة الليعازرية وحتي سدة البطريركية,أخا وأبا,كاهنا وأسقفا,بطريركا وكاردينالا,حرص علي الاقتداء بسيده فكان وديعا ومتواضع القلب..يفيض قلبه بالحكمة فيخرج الكلام من فمه مغموسا بالمحبة,فيصل إلي مسامع القلوب ليعطيها سكينة,رجل صلاة وزارع سلام فلم تحصد كنيسته طوال خدمته سوي ثمار حب وسلام.وعندما شعر برغبته للاستعداد للقاء سيده استقال من كرسي البطريركية2006, لكي يقترب رويدا رويدا من عرش النعمة,وطوال العامين الآخيرين من سنين غربته أطاع في صمت كما فعل سيده المسيح,قصبة مرضوضة لم تكسر,فتيلة مدخنة لم يطفئ لا يصيح ولا يرتفع صوته في الطرقات وسار نحو كل ما هو حق,وكل ما هو جليل,وكل ما هو عادل وكل ما هو طاهر,وكل ما هو مسر,وكل ماصيته حسن وكل فضيله ولم ينس كل ما تعلمه وتسلمه وسمعه وشاهده, ولذلك استحق أن يكون مع سيده الذي خدمه طوال سبعين عاما…أذكرنا أيها الأب الطوباوي أمام عرش النعمة…وهنيئا لك الراحة في أحضان القديسين والأبرار تضئ كالشمس ومن ضوء صلواتك نسترشد الطريق إليك.