وظلم ذوي القربي أشد وأوجع هكذا يقول المثل الشعبي العربي, وفي موقع من العهد القديم يقول أحد الأنبياء: ما أكثر ما جرحت في بيوت أحبائي. ذلك ما أشعره تجاه أغلب وسائل الإعلام المصرية في تغظيتها لأحداث الصدامات الطائفية في إمبابة, حيث خرجت علينا بعض الصحف وبعض المواقع تؤكد أن الأقباط وراء الفتنة الطائفية, وأخري تؤكد تبرئة السلفيين من الفتنة.. وهكذا, ولست أدري من أين استقي هؤلاء الزملاء الأفاضل هذه المعلومات, وكيف ينصب صحفي نفسه قاضيا!! وكيف يمكن تناول قضايا منظورة أمام القضاء!! وبعد ثلاثين عاما من العمل الصحفي لم أجد مرحلة بلغت فيها الصحافة ووسائل الإعلام من عدم المهنية مثلما نعيش الآن, وكأن هناك علاقة طردية بين اتساع هامش حرية الصحافة وثورة الاتصالات وتراجع المهنية في الصحافة والإعلام, وربما يعود ذلك إلي ازدياد الطلب في السوق الصحفية علي صحفيين وإعلاميين مما أفسح المجال للكثير من الزملاء الشباب الذين يتمتعون بمهارات ولكن خبرات منعدمة وقيم مهنية لا تذكر وبالطبع هناك العديد من القضايا التي تكررت واستدعت الاعتذار (نادين وهبة) رحمهما الله أو قضية اتهام الفنانين في قضايا أخلاقية.
وعلي الجانب الآخر هناك بعض الصحف والبرامج تشم قبل أن تقرأ أو تشاهد.. أقصد رائحة النفط والبترودولار, ويا أيها الإعلام كم من الجرائم ترتكب باسم الشفافية المهنية.. ويا أيها الزملاء فليكن السبق من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل السبق.