فاضت دموع المدينة..تدفقت من عيون الكنيسة الإنجيلية بالمنيا..سالت علي خدود الطرقات,حفرت طريقها في قلوب الجميع,مسلمين ومسيحيين,شبابا وشابات,أطفالا وشيوخا,وحد الحزن كل هؤلاء,فاضت دموع المدينة..وتحولت الكنيسة الإنجيلية إلي سفينة أشبه بسفينة نوح..تضامن فيها جميع الطوائف أرثوذكس وكاثوليك وإنجيليين,يحيط بهم رجال الأمن..يربتون علي أكتاف أسر ضحايا كارثة الأتوبيس الذي أودي بحياة سبعة عشر,وأصيب ما يقارب الثلاثين في الطريق الصحراوي..
أيقظت الفجيعة قيما كثيرة كنت أظن أنها غابت عن المصريين..أجساد الراحلين تحولت إلي جسد واحد لكنيسة واحدة ووطن واحد..والتحمت إجساد الراحلين بأجساد المتضامنين من كل الفئات والطبقات والمذاهب والأديان, ورجال الإدارة والمحليات.
ذهبت للتضامن مع ضحية واحدة,وهي عروس السماء مونيكا نبيل..لكي أشد علي أيادي أسرتها وأمها سهير نجيب,لكنني وجدت عرس مونيكا يوحد الجميع,وتحولت دموع الأم إلي أسطورة من الفرح القادم من أعماق الجرح في عرس المنيا, عرس الروح المصرية الأصيلة..هكذا من قسوة الموت..تولد القيامة والحياة..ذلك الذي استبقناه برحليكم يا أعزائي الشهداء..كل الشهداء حتي نلتقي في عالم آخر أكثر حرية وشفافية..فيا أحبائي الشهداء أتوق اليكم علي رجاء القيامة.