لم أشعر وأنا مع جموع المتظاهرين بنجاح الثورة, ولكني شهدت لها بحق حينما رأيت المواطنين المصريين الأقباط يتدفقون علي ميدان التحرير وميدان المنشية وسائر ميادين الوطن, يحمون أشقاءهم المسلمين أثناء الصلاة, ويحميهم أشقاؤهم المسلمين, شعرت بالثورة بحق حينما شهدت برنامج في النور في قناة CTV وخدام الكنيسة العائدين من ميدان التحرير يتحاورون بحماس مع الأنبا مرقس دفاعا عن ثورة, شعرت بالثورة بحق حينما قرأت مقالات وموضوعات شباب وطني في العدد الأخير, هاني دانيال, نادر شكري, حنان فكري, ريهام رمزي, وآخرين. شعرت بالثورة بحق وأنا أزور مينا ناجي بعد أن تلقي 64 طلقة مطاطية في جسده, وكيف يتحامل علي نفسه ويعود إلي التحرير لكي يؤدي واجبه الوطني. شهدت بالثورة بحق وأنا أشاهد القساوسة والكهنة سامح موريس, إكرام لمعي, هنري بولاد, وليم سيدهم, روماني أمين, رفعت فكري, وآخرين يشاركون الوطن في الدعوة للتغيير, شعرت بالثورة بحق حينما كنت أتحاور مع قيادات مختلفة من المواطنين المصريين الأقباط الذين يعملون بالتنمية.
لكن مخاوفي الحقيقية علي الثورة بشكل عام وعلي المواطنين المصريين الأقباط أطلت من جديد حينما أثير في الآونة الأخيرة كما اثار من قبل بعض محترفي (القبطنة) ثلاثة أمور في غاية الخطورة هي:
أولا: تشكيل وفود قبطية علي أساس ديني للمشاركة في الحوار بمطالب فئوية وطائفية.
ثانيا: بث الرعب والتخوف في نفوس المواطنين المصريين الأقباط من جماعة الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي.
ثالثا: الدعوة لتغيير المادة الثانية من الدستور.
ولذلك أقول إن الأقباط متواجدون في كل لجان الحكماء وعلي سبيل المثال يمثلهم -كمواطنين- المهندس نجيب ساويروس, مايكل منير, كمال زاخر, منير فخري عبدالنور, وآخرون. وعلي قدر التواجد القبطي الوطني علي الأرض في التحرير أو في لقاءات الحوار, علي قدر الحكمة والمسئولية التي تحلي بها عدد وطني الأخير ومطالبة المهندس يوسف سيدهم في افتتاحيته بعدم التغيير الكلي للدستور الآن, وكذلك علي قدر الحكمة التي تحلي بها البيان الأخير لأقباط المهجر ##بيان الاتحاد القبطي## سوف تتحقق كل مطالب الأقباط التي أقترح أن يتقدم بها شباب الثورة, والقوي المشاركة في الحوار وفي مقدمتها قوي الإخوان المسلمين, علي أن تكون المطالب القبطية جزءا لا يتجزأ من المطالب الوطنية العامة.
أيها السادة يا محترفي احتكار الحديث باسم جموع الأقباط, لقد سقط هذا الوهم بعد انتصار هذه الثورة النبيلة, ارفعوا أيديكم عن المواطنين المصريين الأقباط, فقد صاروا مواطنين لا رعايا, ويستطيعون أن يمثلوا أنفسهم بأنفسهم كأحفاد لمكرم عبيد وسينوت حنا, وفخري عبدالنور, وأنطون سيدهم وعريان يوسف. من له أذنان للسمع فليسمع ومن له عينان للنظر فلينظر.