بدعوة كريمة من الأب ملاك سامي مسئول مركز قانا الجليل بمطرانية الأقباط الكاثوليك بالمنيا,حضرت لقاء للمركز الذي يهتم بقضايا الأسرة في الكنيسة.وعلي مدي ساعتين استمعت فيها لأكثر من خمسة عشر عضوا وعضوة بالمركز من مختلف الأعمار والخبرات في الحياة الزوجية,أدركنا أن القضية المحورية ترتكز في الأسرة حديثة الزواج,وأن قضية استقرار التجانس في الأسرة مسيرة تحتاج لعشر سنوات تقريبا,لكي يصل كل شريك إلي التخلي عن ذاته للآخر لكي يصيراجسدا واحداكما يرقي إلي ذلك جوهر السر المقدس.ويرتبط بذلك ضرورة التوعية في فترة الخطوبة بمعني الزواج وليس بالأليات والشروط الموضوعية لنجاحه فسحب,كما أن قضية اكتشاف كل طرف لذاته ومعني حياته هي حجر الزاوية لكي يستطيع التطبيع مع ذات أخري وصولا للتماهي مع الآخر دون إلغاء شخصيته الحقيقية.
قضية صعبة تحتاج لتكوين منذ الصغر في مؤسسات صناعة ضمير الشراكة في الأسرة والكنيسة والمجتمع والملفت للنظر أن الحوار أثبت أن دور الكنيسة في هذا السياق أخطر الأدوار ,وطرحت الأسئلة:هل الكنيسة مؤهلة الآن في ظل المتغيرات الحادة في المجتمع للقيام بهذا الدور؟وهل المجتمع أصبح متفهما لخصوصية الزواج المسيحي؟…وهل التعليم الديني الكنسي منذ الصغر في مدارس الأحد يعطي لهذه القضية الأولوية؟كل تلك الأسئلة أشعرتني بمدي خطورة المهمام الملقاة علي عائق من يعملون في هذا المجال داخل الكنيسة,وأهمية تكوين الرعاة والخدام علي تأهيل الشباب لإدراك معني حياتهم ومعني الزواج,قبل الحديث عن خصوصية السر,وأسباب الطلاق,وبيروقراطية دوائر الأحوال الشخصية الكنيسة,وإلا فسوف يسبقنا المجتمع ويفقد الزواج المسيحي معناه الخاص!
إذا فسد الملح فبماذا يملح؟