تقدم عدد من النواب باستجواب في مجلس الشعب لوزير التعليم العالي الدكتور هاني هلال حول تفشي ظاهرة الزواج المدنيالعرفيفي أوساط الشباب,ووفق إحصائيات الجهاز المركزي للتنظيم والإحصاء كما ذهب مقدمو الاستجواب فإن عدد من تزوجوا بهذه الطريقة بلغ ثلاثة ملايين زيجة منهم20% جامعيين,وبالطبع أن ذلك العدد يعني المسجلين في سجلات الشهر العقاري,ولا يدري أحد عدد غير المسجلين,أي الزواج(السري),كذلك فإن إحصائيات وزارة التضامن الاجتماعي تقول إن هذه الزيجات أسفرت عن(14ألف)طفل يعانون من مشاكل البحث عن الشرعية.
وبالطبع لا أحد يقبل هذه الظاهرة,ولكن رفض هذه الظاهرة ليس الحل…لأن أغلب هؤلاء الشباب والشابات متعلمون ويعرفون كل تقاليد الزواج في مصر,بل وسنجدهم مؤمنين سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين,كذلك فإن تحميل الأزمة المجتمعية الخانفة علي الحكومة وحدها ليس هو الطريق السليم لدراسة هذه الظاهرة,ولا يبقي إلا أن نتساءل حول موقف الأسرة والمغالاة في متطلبات الزواج من الشباب والشابات,والخطاب الديني الذي يشكل قيدا شكليا ويركز كل اهتمامه علي الظاهر لا الباطن,يهتم بالملبس والمأكل والمشرب,والحلال والحرام,واللائق وغير اللائق دون النظر بجدل العلاقة بين الأوامر والنواهي والأسرار وبين الواقع المتغير,بحيث يهتم رجال الدينبالسبت وليس بالإنسانأي بالشرائع لا الإنسان,وهذه ليست ودعوة ضد الشرائع بقدر ما هي دعوة لإعمال العقل في البحث عن روح هذه الشرائع وكيفية مواكبتها للمتغيرات الجذرية التي يشهدها الوطن والعالم,أي مزيد من الاجتهاد الفقهي واللاهوتي حتي تتسع الشرائع المقدسة لاحتياجات الإنسان…وهذا هو الأكثر قداسة,لأن الإنسان هو الذي يقدس الشرائع وليس العكس,لأننا إذا اكتفينا بالرفض والتمسك بالقديم دون تحديثه سوف يتحول الملايين الثلاثة إلي الملايين الثلاثين خلال عشر سنوات,وهكذا سنجد أنفسنا في تناسب عكسي بين الدعوة للقيم وتطبيق هذه القيم,وسنجد أنفسنا سنة2040أمام أقلية تتزوج زواجا دينيا وأغلبية تتزوج مدنيا!!
ومن له أذنان للسمع فليسمع…ومن له عينان للبصر فليبصر ويقرأ!!