هل صار الأقباط بشر بلا ثمن ؟…دار هذا السؤال بخاطري طوال الأيام الماضية, وأنا أتابع المأساة التي تحدث في قرية البدرمان التابعة لمركز ملوي محافظة المنيا , أحد المجرمين العتاة يدعي علي حسين مسجل خطر, و محكوم عليه في عدد من القضايا , قتل , نهب, سرقة , خطف ,فرض اتاوات. ظهر ذلك المجرم بالقرية منذ 28يناير ولايزال حتي الآن يقوم بإذلال أهل القرية عن طريق عصابة تفرض سطوتها علي الأقباط أغنياء كانوا أو فقراء, ومن يخالف أوامره يتعرض للقتل حتي أن العديد من الأفراد دفعوا حياتهم أو دفعوا ممتلكاتهم لهذا المجرم .
كان من الممكن أن يكون هذا حادثا عاديا مثل سائر حوادث البلطجة في بر مصر و لكن أن يعرف بهذه الأحداث والجرائم وزيرا الداخلية السابق محمود وجدي والحالي منصور العيسوي و محافظوالمنيا المتعاقبون و كذلك مديرو الأمن , و مفتشو مباحث أمن الدولة والأمن الوطني حاليا بل ورئيس الوزراء عصام شرف والحاكم العسكري بالمنيا بل والمجلس العسكري أيضا, جميع هؤلاء لديهم كل المعلومات الكافية للقبض علي هذا المجرم و لكنهم رغم كل صراخ وأنين و شكاوي أهل القرية, لم يحركوا ساكنا سوي مرة واحدة ذهبت حملة للقرية و كان هناك من أخبر المجرم بأمر الحملة مسبقا ففر هاربا و عاد من جديد لينكل بأهل القرية.
مؤخرا عرفت أن جميع المسئولين المحليين و المركزيين علي علم أن هذا المجرم يعيش في حماية و كنف مفتش سابق لمباحث أمن الدولة وعضو سابق بمجلس الشوري . أي أحد كبار رجال الداخلية والنظام القديم, بل وأخبرني بعض المسئولين بضرورة التفاوض مع زعيم هذه المافيا!! تري ماذا يفعل الأقباط في البدرمان تجاه هذا الحدث؟ سؤال موجه لأكبر رأس في هذا البلد. القائد العسكري المحترم المسئول الأول عن إدارة هذه البلاد المشير حسين طنطاوي؟!
و نذكر الجميع بالجرائم الآتية التي ارتكبت بحق الأقباط و لم يحاسب عليها أحد حتي الآن :
قطع أذن المواطن أيمن أنور متري و الذي أرغم علي الصلح,وظهر المجرم و هو يصافح الحاكم العسكري بقنا علي صفحات الصحف , تفجيرات كنيسة القديسين , حرق و هدم كنيسة الشهيدين بأطفيح , مقتل 6 بأحداث منشية ناصر, مقتل اثنين بنزلة رومان بالمنيا, الإذلال المنظم الذي يقوم به بعض المتطرفين تجاه كنيسة مارجرجس بقرية الماريناب بمركز إدفو بأسوان من منع بناء القبة و تعليق الصليب و الجرس !
كل هذه الحوادث تتم تحت سمع و بصر الجميع, ثم يحدثونك باستنكار عن لجوء بعض الأقباط بالمهجر بطلب الحماية الدولية ؟!