بعد أن طالب مركز الحق في التعليم وزير التربية والتعليم بإعادة المناهج التعليمية بما يتناسب مع أحداث ثورة 25 يناير وما أعقبها من أحداث استعدادا للعام الدراسي الجديد, وهو أول عام دراسي بعد الثورة, فكيف استعدت وزارة التعليم لهذا العام وكيف يتم تطوير المناهج التعليمية بما يتناسب مع أحداث الثورة لغرس روح المواطنة والانتماء للوطن وتطوير المجتمع وإعداد مناهج تعليمية تواكب آليات السوق ومتطلبات العمل..
إعادة نظر
قال عبدالحفيظ طايل مدير مركز الحق في التعليم: تعرض التعليم في مصر لكثير من الفساد والإفساد والتخريب وتحول من وسيلة للإبداع والابتكار إلي مجرد عملية تلقين وشهادة تعلق علي الحيط وجاءت ثورة 25 يناير لتعيد النظر في كافة السياسات والتوجهات وأهمها التعليم, لذا طالب المركز وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في المناهج التعليمية بما يتوافق مع روح الثورة وتأريخ أحداثها.
تدريس الديموقراطية
علي الجانب الآخر قالت د. لبنة عبدالرحيم مستشارة التعليم الفني ومديرة مركز تطوير المناهج: عقدت وزارة التربية والتعليم اجتماعات مكثفة لإعداد خطة ممنهجة لإعادة تطوير المناهج التعليمية بما يتناسب مع أحداث الثورة, فهناك اجتماعات متواصلة تعقد بشكل شبه يومي مع د. محمود أبو النصر وكيل أول وزارة التربية والتعليم لإعادة توجهات مناهج التعليم بما يتناسب مع آليات ومتطلبات سوق العمل.
أضافت عبدالرحيم: بطبيعة الحال التعليم الفني بصفة خاصة ينقصه الكثير لما تعرض له من إهمال طيلة السنوات الماضية, ولكن الآن هناك توجهات لأن تصبح هناك نظرة جديدة للتعليم الفني حتي يرغب فيه الطالب وتشجعه علي ذلك أسرته.
أشارت د. لبنة عبدالرحيم: هناك توجه لإضافة مادة جديدة للمناهج التربوية هي مادة التربية المدنية يدرس من خلالها كيف يمارس الطالب الديموقراطية بمفهومها الصحيح, وكذلك مفهوم المشاركة والمواطنة وكيفية تقبل الآخر والتعامل معه, وكلها أمور نادت بها الثورة وتسعي الوزارة والقائمون علي التعليم إلي غرس هذه القيم والمبادئ في نفوس الطلاب.
عدم التدخل في الخطة
وقالت د. أماني طه أستاذة مناهج وطرق تدريس التاريخ بالمركز القومي للبحوث التربوية: إعادة بناء المناهج التعليمية هي بمثابة إعادة لبناء المواطن المصري فهي تعيد نظرته للحياة وتقديره للأمور والتعبير عن آرائه ومتطلباته في إعادة تكوينه, فنحن نسعي لإعداد مناهج تؤهل المواطن المصري للتعايش في مجتمع ديموقراطي متحضر.
أشارت طه: هناك رؤي جديدة لمناهج التعليم ولكن هذا التطوير يحتاج إلي بعض الوقت, وأدعو إلي عدم التدخل في إعداد هذه الخطة وترك الأمر لأهله من الخبراء التربويين والمعنيين بالأمر, حيث إنه خلال العهد السابق كانت هناك العديد من العواقب التي تمنع هذا التطوير أو السعي إليه أما الآن فقد تغير الحال.
والثورة ستعيد كتابة مناهج التاريخ وستعيد رؤيته مرة أخري لتأريخ أحداث ثورة 25 يناير وضمها في المناهج التعليمية.
تصميم أم تطوير
في سياق متصل قال د. كمال مغيث الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية: لابد أن نعي تماما أن التعليم بمرحلتيه تعرض لإفساد متعمد خلال عهد النظام السابق لقتل الإبداع والابتكار لدي الكوادر والطلاب خاصة التعليم الفني الزراعي والصناعي والتجاري ووقف النظام بالمرصاد لأي محاولة لإنقاذ التعليم من حالة التدهور والانهيار التي وصل لها.
أشار مغيث: هناك فرق بين تصميم المناهج وتطوير المناهج وبناء المناهج فكل منها له باحثوه المتخصصون علي مستوي العالم وهذه التخصصات هي من صنعت الطفرة في التعليم في البلاد المتقدمة, وعلي الدولة في المرحلة القادمة أن تخصص للتعليم ميزانية تتناسب مع تحقيق هذه الطفرة المرجوة ليس فقط علي مستوي الطالب وإنما المدرس أيضا ذلك لأن المعلم هو اللبنة الأساسية لتطوير التعليم.
أضاف د. كمال مغيث: سعت وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع المركز القومي للبحوث التربوية خلال الثلاثة أعوام الماضية لتنقية المناهج التعليمية من الحشو وبالفعل كانت هناك توصيات من قبل المركز بحذف أجزاء كبيرة من المناهج التعليمية في مراحلها المختلفة خاصة في مرحلة التعليم الأساسي وإدخال أساليب جديدة للتدريس تساعد التلميذ علي الابتكار والفهم والإبداع أكثر من الحفظ والتلقين.
وبالفعل بدأت الوزارة تعمل علي هذه الخطة منذ عامين ولكنها لم تكتمل بعد ومازالت المناهج في حاجة للتطوير والتحديث بما يتوافق مع منظومة التعليم في الدول المتقدمة فعلينا أن نبدأ في التطوير من حيث انتهي الآخرون.