مساء الثلاثاء الماضي قبل انفجار الأوضاع في العمرانية بساعات, قام محافظ الجيزة اللواء سيد عبد العزيز بتشكيل لجنة هندسية لحل أزمة ## مبني خدمات كنيسة العذراء والملاك ميخائيل ## الذي اعتبره رئيس حي العمرانية مخالفا في شكله الخارجي للرسومات الصادرة بشأنها الرخصة, حيث قررت اللجنة تعديل الرسومات الصادرة بموجبها رخصة المبني لكي تتطابق مع الوضع القائم للمبني وتعديل الرخصة الي كنيسة رسمية وهذا ما أكده عيد زكي عضو مجلس المحافظة وعضو اللجنة ## بانتهاء الأزمة واحتواء الموقف لكن ما مع بزوغ اول ضوء لفجر الأربعاء تحولت الأوضاع بما لم يتوقعه أحد لاسيما بعد وعود المحافظ بحل الأزمة لتنقلب الأمور إلي يوم ملئ بأحداث العنف والدماء تفجر معه غضب الأقباط الذين كانوا يتجمعون داخل المبني محل المشكلة يواصلون استكمال عمليات البناء ….
أحداث العنف التي وقعت بين قوات الأمن وبعض من الشباب القبطي أسفرت عن مقتل قبطيين وإصابة ما لا يقل عن 60 شخصا آخرين والقبض علي 157 قبطيا وجهت لهم النيابة 14 اتهاما منها إتلاف منشآت حكومية وإثارة الشغب والشروع في قتل أفراد شرطة.. وبموجبه قررت النيابة حبس المتهمين 15 يوما علي ذمة التحقيق , في غياب هيئة الدفاع عن المتهمين بعد منعهم من قبل الأجهزة الأمنية من دخول مجمع المحاكم بالجيزة مما أثار حفيظة أكثر من 40 محاميا وحقوقيا وأدي بهم للتظاهر أمام مجمع المحاكم مقر التحقيق للتنديد ببطلان التحقيقات لعدم حضورهم مع المتهمين.
كان أقباط منطقة الطالبية بشارع الإخلاص بالعمرانية يستعدون لإنهاء أعمال بناء مبني خدمات كنيسة السيده العذراء والملاك ميخائيل بوضع خرسانة السقف الأخير والقباب حتي أصدر رئيس حي العمرانية قرارا بوقف أعمال البناء لوجود مخالفات بالمبني لا تتفق مع الرسومات الصادرة بشأنها رخصة ## مبني للخدمات ## برقم 192 لسنة 2009 من حيث وجود سلم آخر داخل المبني وإنشاء القباب أعلي المبني وإرسال رئيس الحي قوات الأمن يوم الاحد 21 نوفمبر لتنفيذ القرار , وعندما علم الأقباط بذلك تجمع الآلاف أمام مبني الكنيسة للتصدي للأجهزة الأمنية بعد مصادرة معدات الرفع الخرسانية الثقيلة.. وخرج بعض الأقباط علي الطريق الدائري – المنيب وقاموا بقطعه لإرغام قوات الأمن علي التراجع عن المبني بعد ما شعر أغلبية الأقباط أن الأجهزة الأمنية تنوي هدم المبني.
المهندس عدلي يوسف – عضو مجلس محلي الجيزة وعضو مجلس الكنيسة قال: الأقباط تجمعوا للاحتجاج علي قرار وقف البناء واستخدام أشكال التمييز ضدهم علي الرغم من وجود عدة مساجد تبني دون تصريحات وداخل أراض زراعية ومنها مسجد مواجه للكنيسة في الاتجاه الأخر للدائري ويبني في نفس التوقيت دون أدني اعتراض وهو ما أثار مشاعر الأقباط لهذا التمييز ولذا قمنا بوفد مع كهنة الكنيسة يوم الاثنين الماضي بمقابلة محافظ الجيزة لحل الأزمه فقرر تشكيل لجنة هندسية لدراسة الأمر. في الوقت الذي رفض فيه الأقباط مغادرة مبني الكنيسة وواصلوا أعمال البناء وسط الحصار الأمني.
وكانت قيادات المحافظة متمثلة في . د. شريف والي – أمين الحزب الوطني بالجيزة اللواء يوسف وصال سكرتير عام المحافظة ود. مصطفي الخطاب رئيس المجلس الشعبي لمحافظة الجيزة واللواء محمد حسن حمودة رئيس حي العمرانية وعيد زكي عضو مجلس المحافظة انتقلوا مساء الاثنين 22 نوفمبر الي كنيسة العذراء محل المشكلة وقاموا بعقد لقاء مع كهنة وشعب الكنيسة لاحتواء الاوضاع وطالبوا أبناء الكنيسة بالهدوء والعودة لمنازلهم والإشارة إلي أن المشكلة في طريقها للحل.
قال عيد زكي عضو اللجنة الهندسية:الأزمة التي حدثت جاري حلها وهي ناتجة عن مخالفة بعض الرسومات الخاصة بالمبني ونتج عنها تجمهر بعض الاقباط ولكن اللقاء الذي جمع بين كهنة الكنيسة والمحافظ كان له أثر في محاولة احتواء الأوضاع بتشكيل لجنة هندسية لتعديل الرسومات بما يتناسب مع الوضع الحالي لإنهاء التوتر الذي نشأ بسبب خلافات هندسية وليس أمورا تتعلق بوضعية دور العبادة. وقال د.مصطفي الخطيب رئيس المجلس الشعبي المحلي لمدينة الجيزة: إن اللجنة قامت بدراسة الوضع وتعديل الرسومات القديمة بما يتناسب مع الوضع القائم للمبني وتعديل الرخصة من دار خدمات إلي ## كنيسة ## لتسهيل عملية إدخال المرافق مؤكدا عدم وجود اي موانع او ترخيص بناء دور للعبادة.
عقب تشكيل اللجنة الهندسية لحل التوتر القائم بشأن مبني الكنيسة أيقن البعض أن الأزمة قاربت علي الانتهاء ولكن مساء ليلة الثلاثاء فوجئ الأقباط بزيادة أعداد قوات الأمن حول الكنيسة والطريق الدائري علي الرغم من وعود المسئولين وتأكيدهم بحل الأزمة وشعر الشباب أن هناك نية مبيتة ضدهم واستمر عملهم في استكمال البناء طوال ثلاثة أيام متتالية وفي الساعات المبكرة من صباح الأربعاء كانت سيارة شرطة تتجه إلي مبني الكنيسة فتصدي لها الأقباط وقام البعض منهم بقذف زجاج السيارة بالطوب , بعدها بدأت قوات الأمن تقترب إلي المبني وطالبوا الشباب بمغادرة المكان فرفضوا, فقامت قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع في الخامسة صباحا ورد الأقباط بقذفهم بالطوب ليتحول الوضع إلي مشهد مأساوي باشتباكات بين الطرفين, وبادرت الشرطة بإطلاق الرصاص المطاطي علي المحتشدين ففر بعضهم للاحتماء داخل المبني وفر آخرون إلي الشوارع الجانبية تطاردهم قوات الأمن المركزي التي اقتربت من المبني وأطلقت القنابل المسيلة بداخله واقتحمته بعض القوات, وفرضت حصارا مشددا حول المبني واستيقظ السكان المجاورون علي أصوات طلقات الرصاص واحتشدوا أمام كنيسة مارمينا بالعمرانية للاحتجاج علي الهجوم الأمني وإصابة العشرات من أبنائهم نتيجة الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع وسيطرتهم علي المبني.
وفي السابعة من صباح الأربعاء خرج الأقباط غاضبين داخل الشوارع يهتفون ضد قوات الأمن التي قامت باستخدام العنف المفرط ضدهم وتوجه بعضهم إلي مبني محافظة الجيزة بشارع الهرم للتعبير عن غضبهم وتطور الأمر إلي قذف المبني بالطوب وتحطيم كشك المرور, و3 سيارات داخل المبني وتظاهروا لمدة ساعة أمام المبني وكثفت قوات الأمن منها تواجدها وقامت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع علي المتظاهرين وتوقفت حركة المرور تماما بالشوارع وأسفرت الأحداث عن وقوع العشرات من المصابين علي إثر اختناق البعض من الغاز المسيل ووقوع البعض إثر إصابته بالرصاص المطاطي والبعض الآخر أصيب نتيجة إطلاق الرصاص الحي الخرطوش والذي أودي بحياة شاب قبطي متأثرا بإصابة برصاص خرطوش اخترقت رئته فتوفي قبل وصوله إلي المستشفي في الوقت نفسه أصيب طلاب المدارس المجاورة بحالة من الذعر بعد سقوط بعض القنابل المسيلة للدموع داخل إحدي المدارس بشارع الهرم, وفر الطلاب هاربين إلي منازلهم وانتقلت سيارات الإسعاف تدوي داخل مدينة الجيزة لنقل المصابين إلي المستشفيات المختلفة ما بين أم المصريين والتطبيقيين والراهبات والهرم ..
في الثامنة والنصف صباحا تجمع الشباب القبطي عقب المواجهات الدامية بينهم وبين الشرطة وواصلوا مسيرتهم داخل شوارع العمرانية حيث نظموا مسيرة من 500 شاب داخل شارع الثلاثيني متجهين إلي مقر مبني حي العمرانية رافعين صلبانا من الأخشاب وعند وصولهم إلي مبني الحي قاموا بقذف المبني بالطوب وتكسير سيارتين تابعتين للحي وهم يهتفون ضد رئيس الحي وبادر موظفو الحي برد القذف علي الأقباط من أعلي مبني الحي واستمر تبادل القذف بين الشباب وموظفي الحي, وأسفر ذلك عن تكسير زجاج المبني وسيارتين وبعدها انطلق المتظاهرون سائرين بالشارع يهتفون بحقهم في بناء الكنائس وتارة أخري يهتفون بالوحدة الوطنية وهم يرددون ## يحيا الهلال مع الصليب ## , وخلال مسيرتهم كان بعض العقلاء يحذرهم من الفتنة , ولم تشهد مسيرتهم أي احتكاك مع المواطنين المسلمين الذين وقف البعض منهم يتساءل عما يحدث …
استمرت مسيرة الأقباط بشارع الثلاثيني ثم مرورا من أمام قسم شرطة العمرانية الذي لم يتعرض لأي هجوم حيث وقف العشرات من ضباط الشرطه أمام مدخل القسم ومر من أمامهم المتظاهرون إلي شارع المدارس حتي وصلوا إلي كنيسة مارمينا والملاك ميخائيل حيث كان الآلاف من الأقباط يتظاهرون أمام الكنيسة, وانضم لهم المتظاهرون وهم يرفعون الشعارات الدينية ## بالروح بالدم نفديك ياصليب ## وخلال هذه الوقفة أمام الكنيسة كانت الاشتباكات دائرة بين بعض الأقباط والشرطه أسفل الطريق الدائري أمام النفق الذي يربط بين الطالبية والكونسية, واحتشدت أكثر من 100 سيارة أمن مركزي و02 مدرعة وقوات مكافحة الشغب, وانتشرت بطول 007 متر أعلي الطريق الدائري, خوفا من قيام المتظاهرين بقطعه وامتلأ شارع الإخلاص ببقايا وطوب وحجارة ناتجة عن الاشتباكات والقذف المتبادل بين الأقباط والشرطة ,وفرضت أجهزة الأمن في الجيزة كردونا أمنيا بطول 003 متر بالقرب من مبني المجمع, لمنع الوصول إليه وإعادة التجمهر من جديد, وتجمع المئات من الشباب المتظاهرين أسفل الطريق الدائري, وأغلقت أجهزة الأمن النفق الموجود أسفل الدائري, ومنعت مرور السيارات.
حتي نجحت مساعي العقلاء في صرف المتظاهرين وعاد الأقباط إلي كنيسة مارمينا وذهب الآخرون إلي منازلهم وعادت حركة المرور إلي طبيعتها ما بين منطقتي الكونيسة والطالبية عبر شارع عثمان محرم, واستمر التواجد الأمني في أماكنه بشارع الإخلاص المؤدي إلي مجمع الخدمات وأعلي الطريق الدائري, لمنع تجدد الأحداث.
وتواصلت حشود الأقباط أمام كنيسة مارمينا بالعمرانية للتعبير عن غضبهم وآخرون يبحثون عن أبنائهم المفقودين وظل الجميع يطلبون معونة السماء ويروون لوسائل الإعلام تفاصيل الأحداث التي أدت الي تطور الأوضاع .
وقام صالح رجب أحد المرشحين في الانتخابات البرلمانية بتهدئة الموقف وشدد علي ضرورة مواجهة التمييز الذي يشعر به الأقباط, وطالب بضرورة الإفراج عن كافة الشباب المحتجز لأنه تم القبض عليهم بشكل عشوائي, ويجب الإفراج الفوري عنهم حفاظا علي مستقبلهم , كما يجب محاسبة المسئولين عن تفجير الوضع من السادة المسئولين الرسميين
قال القمص مينا ظريف:أطالب الأقباط بضبط النفس وعدم الانصياع وراء الشائعات لأن هناك من يندس لمحاولة إثارة الأوضاع, وأضاف:الأنبا ثيؤدثيوس عاد من ألمانيا وذهب إلي مقابلة المحافظ للوقوف علي تداعيات الأوضاع والجهات الرسمية اعترفت بالكنيسة ولن يتم المساس بها ولم يقترب اليها أحد وأن ما يشغل الكنيسة في الوقت الحالي الإفراج عن أبنائها.
كان القمص مينا قد طالب الأقباط العودة إلي منازلهم لاحتواء الأوضاع بعد يوم عصيب ملئ بالأحداث الدامية منتقدا التعامل الأمني غير الحكيم ضد الأقباط واستخدام الرصاص الحي ضدهم والذي أودي بحياة شابين وإصابة آخرين بإصابات خطيرة سوف تتسبب في عاهات مستديمة لهم
أكد القمص مينا:المشكلة تم حلها قبل الأحداث بساعات ولذا لم يكن هناك أي داعي لتواجد هذا العدد من قوات الأمن التي أثارت الأقباط .
كان المهندس سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة صرح بأن قد الكنيسة حصلت علي رخصة مبني إداري وخدمات أرضي و3 أدوار, إلا أنها أنشأت قبة لكنيسة بالمخالفة للترخيص, الأمر الذي دفع رئيس حي العمرانية لوقف أعمال البناء, وهو ما دفع عددا من الأقباط لقطع الطريق الدائري, فأمرنا بتشكيل لجنة من المحافظة لمعاينة المبني وبحث الأوضاع مع الأهالي للتهدئة ووقف التظاهر.
صرح نيافة ##الأنبا ثيؤدسيوس## -أسقف عام الجيزة- كنت أتمني ألا يحدث ما حدث, وأن يعلو صوت العقل والحكمة بدلا من علو صوت الرصاص والقنابل, فالمعروف أن الحكمة تحتوي الجهل, إذا كان هناك أناس بسطاء وصفوا بأنهم خرجوا عن القانون. وأكد نيافته:ننسق مع محافظ الجيزة, ومدير الأمن, والقيادات الواعية الحكيمة, لاستيعاب الأمور.
كانت أحداث العنف التي وقعت يوم الأربعاء أسفرت عن إصابة ما لايقل عن 60 شخصا من الأقباط وأفراد الشرطة تم علاج البعض منها وخرجوا في نفس اليوم في حين تم احتجاز 23 حالة بمستشفي أم المصريين للعلاج ومستشفي الهرم, كما تم نقل بعض الحالات إلي مستشفي قصر العيني ومستشفي التطبيقيين, وكانت وزارة الصحة أصدرت بيانا بأسماء 36 مصابا بمستشفي أم المصريين من بينهم 12 مجندا وتنوعت الإصابات ما بين كدمات واختناق وإصابات بطلق ناري ## رش## بأجزاء متفرقة بالجسم , وتلقي المستشفي جثة واحدة لقبطي يدعي مكاريوس جاد شاكر 19 عاما نتيجة إصابته بطلق ناري بالرئة أودي بحياته قبل وصوله إلي المستشفي .
تجمع العشرات من الأهالي أمام المستشفي للاطمئنان علي ذويهم من المصابين, وحاصرتهم قوات الأمن المركزي لمنع الشغب, وتوجه اللواء محسن حفظي, مدير أمن الجيزة, إلي المستشفي لمتابعة المصابين وعبر أهالي المصابين عن منعهم من الدخول لرؤية ذويهم والاطمئنان عليهم , كما منعت إدارة المستشفي دخول وسائل الاعلام لمتابعة حالة المصابين.
شيعت قرية الحرجة بالقرعان مركز البلينا جثمان كل من مكاريوس جاد شاكر ## 19 عاما ##,ملاك مبارك ميخائيل 23 عاما لقيا حتفهما في أحداث الأربعاء أمام مبني محافظة الجيزة وسادت أجواء من الحزن الشديد علي أسرتيهما,وشارك في الجنازة عدد كبير من أقباط ومسلمي القرية وقيادات الأمن بسوهاج التي فرضت طوقا أمنيا حول مراسم تشيع الجنازة خوفا من اندلاع أحداث عنف وكانت أسرتي القتيين عبرتا عن حزنهما ## لوطني ## في فقد ابنهما اللذين ذهبا إلي القاهرة من أجل العمل وليس للمشاركة في أية مظاهرات كما زعمت بعض وسائل الإعلام.
وأصدر النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود قرارا بحبس 157 متهما من الأقباط المتهمين في أحداث العمرانية 15 يوما علي ذمة التحقيقات , وكانت النيابة وجهت 14 اتهاما لهم في غياب هيئة الدفاع عنهم لمنعهم من قبل الأجهزة الأمنية الدخول لحضور التحقيقات معهم …
استمعت النيابة برئاسة المستشار مجاهد علي مجاهد المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة, إلي شهود العيان والمصابين في أحداث كنيسة العمرانية , حيث كونت النيابة فريقا مكونا من ثلاث مجموعات وصل عددهم إلي 12 وكيلا يترأسهم أحمد الركيب وعمر الجهري رئيس نيابة جنوب الجيزة الكلية وهشام حاتم رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة للاستماع إلي المصابين من الأقباط ومجندين الأمن المركزي, حيث قامت النيابة بمعاينة موقع الأحداث, لرصد التلفيات المبدئية التي أسفرت عنها الأحداث ورصد التلفيات بمبني المحافظة والحي .
وفي ساعات متاخرة من مساء الأربعاء الماضي تم إحضار المتهمين إلي مجمع المحاكم بالجيزة حيث باشرت النيابة التحقيق معهم في غياب المحامين الموكلين عنهم بعد منعهم من قبل الأمن حضور التحقيقات ولم يحضر سوي اثنين من المحامين ليس لهما علاقة بالمتهمين ولكن تم إثبات حضورها وهو ما أثار حفيظة المحامين خارج قاعات التحقيق ووصل عددهم إلي أربعين محاميا يشاركهم بعض الحقوقيين من خمس منظمات حقوقية حيث اشتبك المحامون مع الأجهزة الأمنية بمشادات كلامية لمنعهم من دخول التحقيقات وتم فرض كردون أمني,لإغلاق جميع المداخل المؤدية إلي مبني المحكمة و محاصرة المحامين بكردون أمني علي بعد 100 متر من مقر النيابة لمنعهم من الدخول
وعقب ثورة المحامين حاول المحامي العام احتواء ثورة المحامين فأرسل أحد ضباط الشرطة ليطلب من المحامين اختيار 11 منهم للدفاع عن المتهمين ولكنهم رفضوا وطالبوا بدخول جميع المحامين وليس بعضهم..
وجهت النيابة للمتهمين 14 اتهاما من بينها التجمهر بغرض تعطيل القواعد واللوائح والتأثير علي السلطات العامة باستخدام القوة, والتعدي علي القائمين بتنفيذ القانون, والتخريب العمدي- بغرض إرهابي- للممتلكات العامة والخاصة, وتعطيل سير وسائل المواصلات العامة والخاصة, وقطع الطريق, وسرقة منقولات خاصة بسيارات وزارة الداخلية, وإحراز أسلحة بيضاء ونارية وزجاجات مولوتوف والشروع في قتل ضباط وأفراد الشرطة وإحداث إصابة بأفراد الشرطة وتكدير السلم العام. في الوقت الذي أنكر فيه المتهمون الاتهامات الموجهة إليهم, وقالوا إنهم كانوا بعيدين عن التجمهر والمظاهرات وإثارة الشغب, وأنه تم القبض عليهم في الشوارع المحيطة بالكنيسة والبعض من داخل الكنيسة , وقال آخرون إنهم كانوا خارج الجيزة وقت اندلاع الأحداث وقبض عليهم من الطريق العام, وعقب انتهاء التحقيقات قرر النائب العام حبس المتهمين وعددهم 157 متهما 15 يوما علي ذمة التحقيق ..
وقال عادل رمضان المحامي والباحث بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية: تقدمنا ببلاغ للنائب العام يشاركنا عدد من منظمات حقوقية منها مركزهشام مبارك وأولاد الأرض والنديم وأندلس والهلالي للحريات لمنعهم من حضور التحقيقات وأكثر من ثلاثين محاميا مع المتهمين في المحضر 17262 لسنة 2010 إداري العمرانية, الخاص بوقائع القبض علي عدد من الأقباط في أحداث العمرانية وطالبوا ببطلان التحقيقات لعدم إثبات حضورهم و رفض النيابة إثبات الإصابات في بعض المتهمين, علما بأن الاتهامات محل التحقيق تعتبر من الجنايات, ومن ثم فإن حضور محام مع المتهم وجوبي وفقا لنص المادة 124 من قانون الإجراءات الجنائية.
وأضاف تكمن خطورة ما حدث في أن النيابة العامة تجاهلت تماما دورها المتمثل في أهمية حفظ التوازن بين سلطة التحقيق وسلطة الاتهام لصالح الأخيرة, ضاربة عرض الحائط بالمبادئ الأساسية للمحاكمة العادلة, وحقوق المتهم أمام سلطات التحقيق, في حدودها الدنيا المتمثلة في ضرورة حضور محام مع المتهم أثناء التحقيقات وتحقيق دفاعه علي أكمل وجه.