عيد الحب.. هدايا, رسائل, نغمان, كلمات رقيقة. لم يكن العيد هكذا في الزمن الجميل وإنما كان مشاعر خالصة بعيون حالمة لقلوب متلهفة منتظرة الحبيب.
علي الرغم أن العيد يبدو في شاكلته عيد غربي حديث إلا أن المصريين أدركوا قيمة هذا الحب الصافي, فكل يوم لديهم هو عيد للحب.
ومن خلال الصفحات العتيقة والأوراق البالية القديمة يري كل منا تلك الذكريات الجميلة.
جوابات غرامية
حبيبتي.. مرت علي أيام كان خيالك لا يفارقني لحظة واحدة. كنت دائما أحلم بك وصورتك ترافقني علي مكتبي. إن جمالك يا حبيبتي ويا مهجة فؤادي وقرة عيني قد بهرني وأصبحت لا أستطيع أن أعيش بدونك, فقلبي مشتعل بالنيران ولن ينطفئ إلا إذ تزوج بك, فإطلبي أي هدية تكون عربونا لهذا الحب
إمضاء: روميو
خطاب يرجع تاريخه إلي عام 1944, المرسل إليه: إحدي الفنانات اللامعات, أما الراسل فهو روميو الذي لم تستطع ذكر اسمه واكتفي بتوضيح مشاعره وأحساسيه المرهفة. غير أن حظه السيئ أوقع خطابه في يد مجلة الشعلة فقامت بعرضه علي مجموعة من الفنانات ونشر رأيهم فكان كالتالي:
* ذكرت بهيجة حافظ أنه يصلها آلاف الرسائل من تلك العينة وإنها تحتفظ بها وتخصص لها دوسيهات عدة. وتنصح كل من يرسل لها تلك الخطابات أن يهتم بدروسه ولا يضيع وقته في مثل تلك الرسائل.
* أما تحية كاريوكا.. فطلبت من صاحب الخطاب هدية إذ حققها ستقبل الزواج منه, وهذه الهدية هي تذكرة سفر إلي هوليوود. أما إذ لم يتمكن من تحقيقها فعليه أن يذهب إلي كوبري قصر النيل ويلقي بنفسه في الماء!!!
أما الحب بأسلوب طلبة الجامعة ففي كلية الطب أرسل الزميل جواب لخطيبته يقول لها:
الحرارة 41 وشرطتين.. متوسط النبض 300.. شعللة.. ضغط دم.. هذيان.. تلك هي الأعراض التي انتباتني منذ هجرتيني, فعودي إلي لتردي الأمل في, إنني أضع مستقبلي علي مشرحة هواك.
الحب والجنون:
هل هناك ثمة ترابط بينهما؟
وهل الحب هو الجنون؟ نعم, هكذا أجابت نبوية موسي والتي عرفت الحب بأنه عاطفة الخير والرحمة, أما المتعارف عليه بين الناس هو نوبات عصبية جنونية, فقد يؤثر الحزن أو الغرام أو الظلم في العقول الضعيفة فتجن. فمجنون ليلي أحد الرجال المصابين بالجنون وهيأ له أن يتغزل في محبوبته فصرف كل ذكائه في تلك الغزل وأصبح لا يعقل شيئا سواه.
قالت نبوية: لو كنت رجلا لاختارت زوجتي علي أساس العقل وليس الشكل لتصبح الحياة معها سعيدة وهنية ولا أحتاج للهروب من مجلسها للجلوس علي المقاهي.
القبل
القبلة هي رسالة الروح فعبر عنها محمد سليمان رئيس مراقبة التمثيل والسينما في الأربعينيات إنها التوقيع الذي يعبر عن الحب واللغة العامية التي يتفاهم بها أهل الأرض. فإن كانت علي اليد فآية في الاحترام, أو علي الجبين دلت علي الحنان وإن طبعت علي الشفتين نمت عن الحب, وهو لا يقصد بذلك القبل التي تثير الغرائز فهي خالية من المشاعر والجمال.
مواقف غرامية
توفيق الحكيم
هي: لما أنت عدو المرأة.. بتبصبص ليه؟
هو: ماتصدقيش أني عدو المرأة.. ده بس الشغل عايز كده.
هي: خسارة أنك متكونش عدو المرأة بصحيح.
هو: ليه؟؟؟
هي: لأنك مش ممكن تكون حبيبها.
هو: لقد قضي علي أن أعيش خلف مكتبي الأصم. فاشفقي علي وأخرجيني من صومعتي وقوديني إلي النعيم.
هي: طيب دخل عينك المبحلقين دول وأنا أجيلك.
هو: كلميني كلام من قلبك.
هي: إمبارح ياسيدي شفت حتة فستان لكن شيك خالص. ثمنه خمس جنيهات, هاتولي كادو.
هو: يغمض عينه قليلا ثم شخير متواصل.
هل تؤمن بالحب
هل تبحث عن حبك. أم تنتظر حتي يأيتك؟ وهل تؤمن بضرورة وجود الحب في حياتك؟ أجاب محمد عبدالوهاب: الحب ضروري في حياتي وكثيرا ما صاحبه الألم ولكنه. ألم جميل أوحي لي بأغنية أنا والعذاب وهواك.
وفكري أباظة يؤمن بالحب ولكنه يري أنه ليس ضروريا أن ينتهي بالزواج ويتفق معه يوسف السباعي لأن معني ذلك أن الإنسان يحب مرة واحدة عند زواجه وهذا غير صحيح.
في منزل المنولوجست ثريا حلمي والمطربة ليلي حلمي كادت تنشب معركة لولا تدخل والدهما وحسم تلك المعركة الفاصلة بقوله ممنوع الحب وعلل رأيه بأن الحب في مصر معدوم تبعثه الأغراض ما عدا بعض الحالات النادرة التي يتجلي فيها الحب صادقا شريفا.
تؤيد ليلي حلمي كلام والدها بل تزيد عليه أن الحب لا وجود له تماما كخط الاستواء. وهو ليس سوي أبيات من الشعر مسروقة.
وأذي هذا الكلام مشاعر ثريا التي أخذت تدافع عن رأيها بحرارة فتقول إن الإنسان الذي لا يشعر بالحب هو معدوم العاطفة مجرد من الشعور, فالحب هو الروح للجسم ومن فقده فقد لذة الحياة. ومن ذاق طعمه تمني لنفسه أن يموت أو يغرق فيه حي أذنيه.
مفارقات
* حدث في عام 1942 أن قدم أحد الشيوخ المحترمين سؤالا إلي معالي وزير الشئون الاجتماعية عن ضعف رقابة الوزارة علي الأفلام السينمائية وأخذ يضرب بالأمثلة فيلمي دموع الحب ويحيا الحب ثم صاح ياحضرات الشيوخ المحترمين كيف يسمح بوجود فيلم اسمه يحيا الحب إن في هذه التسمية دعوة إلي الفسق يجب القضاء عليها.
وهنا أجابه معالي الوزير:
متنساش كمان يا حضرة الشيخ إن إللي عمل يحيا الحب رجع تاني ومن نفسه عمل رواية اسمها ممنوع الحب.
* القاهرة في الأربعينيات كانت بطلة الزواج فعقد بها 27 ألف زيجة كما كانت أيضا بطلة الطلاق إذ بلغ عدد الحالات 15 ألف حالة طلاق في العام وأكثر الرجال إقبالا علي الطلاق من تتراوح أعمارهم بين 25 و29 سنة.
هل أحببت؟
لا تجعل وجهك يحمر خجلا, فالحب عاطفة إنسانية خالدة وفي عام 1944 وجه هذا السؤال لمجموعة من الفنانين فكان ردهم:
- أم كلثون: نعم, فن الغناء. أفندم!!
- زينبت صدقي: إن كان حصل. ميبقاش حضرتك علي كل حال.
- تحيا كاريوكا: نعم أحببت وخرجت من هذا الحب بأن الرجل حيوان.
- عزيزة أمير: الذين أحببتهم هم الذين تزوجتهم.
- بديعة مصابني: أحببت مرة واحدة والباقي تسالي.
- فردوس حسن: مش لاقية حد أحبه.
المراجع:
- مجلة الاثنين والدنيا 1942, 1945, 1950
- مجلة الشعلة 1945
- مجلة آخر ساعة 1944
- مجلة روزاليوسف 1944